رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 2 أغسطس 2006
العدد 1739

الحديث عن صمود المرأة الكويتية لايزال مستمراً في التشكيل
نجاة الرياحي وهجٌ من الشفافية والصوفية في حب الكويت

                                                          

 

·         فن المقاومة  تصدى لجبروت الآلة العسكرية باللون والخطوط والظلال

·         الأوطان لا تنكسر ولا تنحني فهي خالدة بخلود الزمان.. وإيمان الإنسان

·        في لوحتها صمود المرأة  الكويتية جسدت أسمى معاني الارتباط بالوطن

·        لايمكن الفصل بين ذات الرياحي واللوحة فكلاهما يجسد الكويت في صمودها وكبريائها

 

كتب: الدكتور نادر القنّة

تركت أحداث الثاني من أغسطس 1990 بكل ما اشتملت عليه من تداعيات وتفاصيل وهموم وأشكاليات آثارها على واقع الحركة الثقافية والفنية والأدبية في البلاد، أثناء الأزمة وبعدها، فكان أن تفجّرت يوميات الاحتلال، ومختلف أشكال المقاومة وألوان  الصمود والتصدي لعسكرية الآلة العدوانية الى صور إبداعية متعددة الوجوه والاتجاهات· حملت في داخلها مضامين أدب المقاومة، وتجليات فن المقاومة وسمو ثقافة المقاومة متجاوزة في تلك الوظيفة التقليدية للفن والأدب· مترسمة حالة مسكونة بهموم اللحظة التاريخية، وهموم اللحظة الإنسانية، وهموم الوطن بأكلمه··· حيث يتخندق الفن هنا في قلب المعركة، وفي ساحة المواجهة، عنصرا فاعلا ومقاوما ومؤثراً ومحركا للحدث ولصنّاع الحدث، من غير تقيد فقط  لشروط الراهن التاريخي أو معطيات الثقافة السائدة·

تصدى الأدب والفن والفنان في الكويت لطغيان  الآلة العسكرية وجنونها، ولجبروت الأسلحة الخرساء العمياء، المشبعة بأحلام التوسع وهوس طمس الهويات وإغراق شعب الكويت المسالم بمتاهات حربية لا طائل منها·· وسجلت الريشة والألوان - كما سجلت الكلمة والموسيقا والدراما - فعل المحتل وممارساته وبشاعة سلوكه، وفضحت الخطوط والظلال والخامات في الفنون التشكيلية مقاصد العدوان وغاياته الاحتلالية··· لتحكي للراهن وللتاريخ ولكل الأجيال أن الوطن لا ينكسر، فهو خالد بخلود الزمان، وأن جذره ممتد في عمق التاريخ وفي تضاريس عذابات الإنسان·

الفنانة التشكيلية الكويتية "نجاة الرياحي" مثلها مثل كل الفنانين التشكيليين الكويتيين المسكونين بعشق الوطن وهمومه، تفاعلت بحمية وطنية فطرية، وبمصداقية متدفقة مع قضية بلادها إبان الاحتلال العراقي·· وسجلت بريشتها وألوانها صورة الكويت التي تعيش في داخل وجدانها وذاكرتها· وذلك من خلال لوحتها ذائعة الصيت "صمود المرأة الكويتية"  فإذا هي (بالخطوط والألوان والضلال والإيقاع والمسافات والمساحات والتخيل) كيان وثائقي يعكس كل معاني الصفاء والنقاء والجمال والشباب والحيوية والهمة العالية· كما يعكس الثقة والكبرياء والشعور بنبض الحياة، حيث تجاوزت في لوحتها من الناحية التكنيكية كل الصيغ التقليدية والمباشرة والمفاهيم الثابتة في فن البورتريه، وذهبت بعيدا في فضاء  التشكيل، ضمن إمكانية تسمح للنقد الفني أولا، وللذائقة الجمالية ثانيا، بإطلاق تصورات تأويلية حيال هذا المنجز الفني الرائع·

بداية لا تفصل نجاة الرياحي بين ذاتها وموضوع اللوحة فكلاهما واحد، إذ تتوحد مع إبداعها التشكيلي، فتحل محل الموضوع الافتراضي والمتخيل، وتقوم مكانه بأحاسيسها ومشاعرها وهويتها وانتمائها فتصير في كينونتها الموضوع ذاته·· وتجسد فيه صمود المرأة الكويتية، لنكتشف أثناء القراءة الفكرية للوحة "أنها الوطن بذاته"·· حيث تمتد بعروقها وشرايينها وأعصابها داخل لحمة الوطن·

إنها أعلى درجة من درجات التجلي والصوفية والتماهي في عشق الوطن، فالذات الخاصة هنا تذوب في الذات العامة "وأعني الوطن" فيصبح كلاهما واحداً· والواحد منهما يعكس صورة الآخر، فلا فرق بين الوطن وإنسان الوطن، ومع كثافة الصورة ومجريات تحديد الدلالة الترميزية الحاملة للمعنى يصبح "الوطن هنا" هو: القضية والفكرة والمعنى والرسالة والإنسان والماضي والحاضر والمستقبل·· بل هو الحياة بكل معانيها وآفاقها وتصوراتها·

وتزداد الصورة كثافة في إبداع الرياحي حينما تتجذر عروق الإنسان بتربة الوطن، فيتحول الجسد الى وطن، ويصير جذره عنوان وجوده، ألا وهو الكويت، وبالتالي تصبح المقولة في قاموسها الفلسفي منطقية وقانونية وجدلية "أنا الوطن، والوطن أنا"  ولا ثمة فكاك بين الإنسان ووطنه، ولا تنافر بين الموضوع والفكرة·

عبر هذه اللوحة تسجل الرياحي لنفسها موقعا متقدما في خريطة الحركة التشكيلية الكويتية وعلى وجه الخصوص، الجانب النسوي فيها، كما تسجل لنفسها أيضا مكانة متميزة في قائمة الفنانين التشكيليين الكويتيين الذين يتعاطون القضايا السياسية في الفن التشكيلي، تعاطيا إبداعيا وفكريا على مستوى الاحتراف والتمايز، مما يجعلها واحدة من النخب الفنية التي نثق بطروحاتها الفكرية المثيرة للأسئلة والجدل·

 

·         المؤهلات العلمية:

دبلوم معهد المعلمات "تخصص تربية فنية" عام 1973، الكويت·

- بكالوريوس فنون جميلة عام  1988، أمريكا·

 

·         الوظيفة الحالية:

موجهة فنية لمادة التربية الفنية - وزارة التربية - منطقة حولي التعليمية - فنانة تشكيلية·

 

·         العضوية:

- الجمعية الكويتية للفنون التشكيلية منذ عام 1988·

- جمعية المعلمين الكويتية·

- عضو مجلس الإدارة ومشرفة الأنشطة الفنية والثقافية بالجمعية الكويتية لمتلازمة داون·

- اللجنة التطوعية لمتابعة قضايا المعاقين·

- الجمعية الخليجية للإعاقة·

- الميدان الثقافي للتراث·

- لجنة التحكيم للمسابقة الفنية لصندوق إعانة المرضى لمدة عامين على التوالي 1995-1996·

 

·         أهم الأعمال والإنجازات والمعارض الفنية:

- المعرض الأول بعنوان "امرأة من وطني" في الولايات المتحدة الأمريكية، عام 1988·

- عمل ديكور لمسرح روضة عبد الملك الصالح 1973·

- عمل نصب تذكاري بمنطقة السرة عام 1989·

- الاشتراك في معرض "التحرير" الذي أقيم في جمهورية مصر العربية عام 1991 مع الفنانين التشكيليين·

- الاشتراك في مهرجان الفنون المتميزة لذوي الاحتياجات الخاصة عام 2003 بيت لوذان·

- رسم منهج رياض الأطفال لمتلازمة داون "برنامج الدمج" التابع للأمانة العامة للأوقاف عام 2003·

- الاشتراك في المعارض الفنية التي تقيمها الجمعية، الكويتية للفنون الجميلة، مثل 25 فبراير وعيد التحرير·

-  معرض القرين·

 

·         المقتنيات

- اقتنيت أعمالها الفنية في قصر بيان ولدى الشيخة لطيفة العبد الله حرم الشيخ سعد·

 

·         الإشراف

- الإشراف على المعارض الفنية والمسابقات الفنية أثناء العمل وأثناء العمل التطوعي·

طباعة  

كانت غايته أنْ يموت فوق خشبة المسرح
"شارلي شابلن" العرب/مدبولي.. غيبه الموت ولم تغب مآثره وإنجازاته وإبداعاته(3)

 
من أجل لبنان وفلسطين
إلغاء "خارجية الكيان الصهيوني" من قائمة راعي مهرجان لوكارنو السينمائي

 
مهرجان مراكش للمسرح ينطلق في دورته الثالثة