أسماكنا(2)..
قضايا مستعرة مثل الأسفلت في صيف الكويت يقابلها برودة أعصاب المسؤولين وتهاون شديد في حلها أو حتى الالتفات لها، في حين أن إهمالها لن يفيد ولن ينسي الزمن البيئة آلامها وما حصل لها من عدوان قلب جميع موازينها·
تساءل قيس المياحي "الخبير البيئي العراقي" في جريدة الوطن بتاريخ 24/7/2006 مستغربا ممن نفوا صحة معلوماته قائلاً: هل توقف المد والجزر بين الخليج وشط العرب وأهوار العراق طيلة العشرين عاما الماضية أم أن القمر أخذ إجازة من درب التبانة لمجرة اخرى؟! وعما إذا كانت البصرة على حدود تركيا أم حدود الكويت وما إذا كانت الأسماك والروبيان تأكل من مياه الخليج أم من مطاعم الهمبرغر؟
إن العصبية الواضحة في رد المياحي يمكن تفسيرها بالخوف من هول المشكلة اذا كانت بالفعل موجودة استناداً إلى دلائله أو استهزاء بالخبرات الكويتية التي أكدت على سلامة الموقف ونفت صحة جميع الدراسات والشواهد العلمية التي قاسها الخبير البيئي· كما شدد على المطالبة للمرة الثانية بإقامة مؤتمر بيئي لدراسة المشكلة المتعلقة بأسماكنا وتلوث البيئة البحرية·
لا أعتقد أن هناك مانعاً من إقامة مثل هذه الحلقات العلمية للنقاش ولا أعتقد أن العلماء الكويتيين متكاسلين عنها بل هم متلهفون للظهور وإبراز دراساتهم التي تكدست تحت الأدراج· هل لأننا نصنف بدولة من العالم الثالث "عادي وايد" أن يكون هذا ردنا؟ لا توجد مشكلة وبس! نريد مناظرة علمية أو مؤتمراً صحفياً يجمع جميع الأطراف ودلائل علمية وتجارب ميدانية تظهر سلامة المياه من الرصاص والكاديموم والنيكل والخارصين!!
أتخيل فقط لو أن نيزكاً خرج عن مداره و هدد بالسقوط في منطقة الخليج العربي خلال ثلاثة أيام! ماذا سيكون رد فعل المنطقة ؟ هل سيشكلون لجاناً برلمانية بعيدة عن العلم لدراسة الوضع؟ هل سيقولون أن الخليج العربي بخير ولن يتضرر؟ هل يستنكرون ويدينون لمجرد اتخاذ موقف؟ هل يطلبون خبراء عالميين يدرسون المنطقة بفلوسنا لحساب أبحاثهم؟ أم جميع ما سبق؟!
* * *
وصلني ايميل يحمل أسئلة "عبيطة" كما سميت ولكن أحد هذه الأسئلة كان أكثر الأسئلة ذكاء وهو "لماذا لم نر أشخاصاً انتقلوا من المستقبل لزمننا هذا في حين يدعي العلماء أن باستطاعتهم اختراع آلة للانتقال عبر الزمن؟" سؤال يستحق التفكير·· والاجابة من منظوري الخاص أن بيننا أناساً يعيشون في زمن غير زمنهم·· يحسون بالغربة بعيدين عن وطنهم·· ولا يستطيعون فهم الأوضاع الغريبة عليهم ولكنهم لا يعلمون كيف وجدوا أنفسهم هنا؟! ومتأكدون بأنهم مختلفون عن باقي البشر·
جنان بهزاد
jenan@taleea.com