رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 28 يونيو 2006
العدد 1734

بعد أن كتب "منفستو" الصمود والاستشهاد
"فائق عبدالجليل" يولد من جديد

                                                                                  

 

كتب: الدكتور نادر القنّة:

انضم الشاعر الغنائي فائق محمد العياضي، المعروف باسم "فائق عبدالجليل" نسبة الى خاله الذي تولى شؤون رعايته وتربيته، الى قوافل شهداء الكويت، الذين سقطوا برصاص النظام العراقي الغاشم، ليسطروا بدمائهم الزكية الطاهرة أنبل ملحمة وطنية في تاريخ الكويت المعاصر، وليبقوا في ذاكرة الوطن خالدين خلود الوطن ذاته·

نعم، أبى الشاعر الفارس، المقاوم العنيد··· إلا أن يعود الى مرابع عشقه، الى الجذر الذي ينتمي إليه، الى الوطن الذي أحبه، وتغنى فيه طوال حياته، الى كويته وناسه، ليستقر في نسيج الأرض التي يعشقها، بعد أن تم العثور على رفاته في مقبرة جماعية في "كربلاء" في العراق مع شهداء آخرين·

هذه الرفات عادت الى حاضنتها الطبيعية، بعد أن أعيتها سنوات الفرقة والأسر والاغتراب، لتتوحد مع جذورها،  هامة من هامات الوطن، وليكتب شاعرنا هذه المرة بدمه، وعظام جسده، أجمل قصيدة غنائية في حب الكويت··· قصيدة مختلفة في مطلعها، ومعماريتها، وخاتمتها، ومختلفة في أغراضها وقوافيها وميزانها وموسيقاها وعذوبتها عن باقي قصائده··· قصيدة "صارخة" ضد العدوان، وضد الغدر، وضد الوحشية والاستبداد، قصيدة لم يكن قد كتبها بقلمه، أو نقشها بحنجرته، أو رسمها بريشته، أو غناها بأجنحة خياله··· إنها القصيدة الأكثر واقعية، والأكثر حرارة ودفئا، والأكثر تألقا في حياته·· إنها قصيدة "الشهادة"، حينما يكون الاستشهاد من أجل الوطن وساما نورانيا في سفر الخلود، والعنوان العريض لكل معاني البطولة، والفداء، والتضحية، والعنوان الصريح للقيم الوطنية، ولأفعال المقاومة، ولسلوك الفرسان·

الشاعر الفارس الحالم المقاوم فائق عبدالجليل الذي رفض الخروج من الكويت إبان الاحتلال مفضلا البقاء والصمود، ومعلنا المواجهة والتحدي لقوى الغدر، كما جاء في رسالته لزوجته، وهي رسالة أشبه ما تكون بـ "منفستو manifest" رجال المقاومة·

طباعة  


 
بإنتظار الربعي