أرقام ومعان

كشفت إحصاءات وأرقام لمنظمة العفو الدولية حجم بعض المشاكل التي يعاني منها الإنسان في عالمنا اليوم·· وتحديدا ما آل إليه وضعه في العام 2005 عبر تقريرها السنوي·

وعقوبة الإعدام كمثال مقلق على تجاوز الكثير من الدول في استخدامها بشكل مفرط ولأسباب سياسية، فقد وصل عدد الدول التي ألغتها بحلول عام 2005 الى 122 دولة سواء في القانون أو الممارسة الفعلية، وذلك من أصل 191 دولة عضوة في الأمم المتحدة، لكن ما يقابل هذه الحقيقة المطمئنة أنه في عام 2004 فقط تم إعدام 3693  شخصاً في  25 دولة، وحكم بالإعدام على ما لا يقل عن 6395 شخصا في 64 دولة!

وعلى صعيد انتشار آفة التعذيب، فإن عدد الدول الموقعة على اتفاقية دولية تناهض التعذيب وصل حتى الآن إلى 141 دولة في مقابل وجود 104 دول ورد عنها أنها تمارس التعذيب ضد مواطنيها ومقيميها!!

وعلى صعيد ضحايا النزاعات الدولية وأشهرها دارفور - حديث الساعة الدولي - فإن عدد المراقبين المعنيين بحفظ السلام من الطرف الإفريقي لهذا الإقليم بلغ 6 آلاف جندي، وعدد القرارات الصادرة عن مجلس الأمن لحل الأزمة بلغت 13 قرارا·· لكن في المقابل تزايد عدد اللاجئين والمهجرين بفعل النزاع الى  2,2  مليون، ومات بالقتل أو الجوع 285 ألف شخص منذ عام 2003·

الطفل ومآسيه المرتبطة دوما بوضع المرأة ارتباطا اجتماعيا وثيقا·· ما حالته اليوم؟  100مليون طفل هم خارج المدارس والتعليم النظامي، و300 ألف آخرون مجندون في وحدات عسكرية مختلفة الأنماط، 46% من الفتيات في العالم الأكثر فقرا لا يحصلن على تعليم ابتدائي·

أما المرأة ومشاكلها·· فتنبىء الأرقام أن ربع عددهن في العالم اليوم يتعرضن للأذى الجنسي، وعلى سبيل المثال فإن 5,3% فقط من حوادث الاغتصاب المبلغ عنها في مناطق متحضرة مثل انجلترا وويلز أدت إلى أحكام إدانة·· فما بالنا بالدول النامية؟!·· وتواصلاً مع هذا الملف فإن 96 دولة لم تنهض بأي تشريعات ضد العنف المنزلي·

حوادث العنف المسلح وانتشار الأسلحة الخفيفة بشكل مخيف في عالم اليوم تقول إن كل عشرة أشخاص من سكان العالم اليوم تقابلهم قطعة سلاح·· وأن 1000 شخص يقتل يوميا بسبب الأسلحة الصغيرة كمتوسط· ومقابل دولار واحد ينفق 10 دولارات على الميزانيات العسكرية في مؤشر ينبىء عن تخلف حظ التنمية في المجتمعات·

تلك كانت الأرقام، والمنظمات الدولية تزودنا بها سنويا في العادة، لكن الأهم هو الدلالات· فعالم اليوم يعاني على الصعيدين الاجتماعي والاقتصادي من سوء توزيع الموارد ونهبها وسوء استغلالها وهو ما يؤدي الى الفقر والمجاعات والحرمان، وعلى الصعيدين المدني السياسي يعاني أيضا من ضعف الخيار الديمقراطي لعشرات الدول التي تتخطى ما يعتقده البعض أنه صندوق اقتراع·· فاليوم يشنّع بالمبدعين والفنانين لمجرد عمل فني أو مقالة أو بيت شعر·

كلام محلي

لم تصدر وزارة الداخلية في نشاطها الإعلامي المعتاد أي توضيح أو بيان رسمي حول ملابسات وفاة مواطن كويتي (28 عاما) في الإدارة العامة للمباحث الجنائية، كما نشرت الصحافة هذا الشهر في خبر ذكر فيه أن جثته نقلت الى إدارة الطب الشرعي لتحديد سبب الوفاة ووقتها·

مظفر عبدالله

mudrr@taleea.com