· نادي الفتاة ناد اجتماعي وما نحتاجه هو ناد رياضي متكامل
· في المنتخب الأمريكي سبع أمهات ولم يغير ذلك أو يمس أنوثتهن بشيء
· الكويت واليمن الوحيدان في المنطقة اللذان يفتقدان المنتخب النسائي
· الكويتيات يجدن اللعب بالفطرة و معظمهن مهاجمات
أجرى الحوار فراس أشكناني:
عشقت فاطمة حيات لعبة كرة القدم منذ الصغر وكانت إحدى اللاعبات المميزات في صفوف فريق الثانوية الأمريكية الخاصة التي كانت تدرس بها، وبدعم من أسرتها الرياضية مثلت في سنة 1997 مدرستها في بطولة جرت في الولايات المتحدة لتكون اللاعبة العربية الوحيدة ضمن اثنى عشر فريقا أمريكيا، لفتت مشاركتها الصحافة الأمريكية لتوجه لها سؤالاً عن أحوال كرة القدم النسائية في الكويت· وقد ساهم سؤالهم في رسم مسيرة فاطمة المستقبلية بشكل كبير·
ساهمت فاطمة بتنظيم عدد من بطولات كرة القدم النسائية في الكويت، وعملت كأول مدربة كرة قدم كويتية لفريق الجامعة الأمريكية، والنهضة بهذه اللعبة وتحقيق حلم الفتيات هو هدفها كما ذكرت· ولم تعرف فاطمة حيات بنشاطاتها الرياضية فقط، فقد كانت قائدة فذة للقوى الطلابية في الولايات المتحدة وبعد عودتها الى أرض الوطن أعلنت عضويتها في تجمع سياسي وطني، ومؤخرا أطلق الاتحاد الآسيوي عليها مسمى ناشطة في مجال كرة القدم خارج الاتحاد·
وفي حوارنا معها تحدثت فاطمة عن بداية لعبة كرة القدم النسائية في الكويت وانتشارها وأوضحت أهم التوصيات التي خرجت بها من "سيمنار" الفيفا الأخير الذي جرى في العاصمة القطرية الدوحة، وتحدثت عن دور الاتحاد الكويتي لكرة القدم ودور نادي الفتاة، كما بينت موقف أولياء أمور الفتيات من ممارسة بناتهم اللعبة، واستنكرت الدور المعارض الذي يتبناه البعض من تأسيس منتخب نسائي، وكان لها حديث عن الضوابط المتوقعة وعن تأثير اللعبة السلبي كما يتوهمه الناس على الفتيات، كل ذلك و المزيد عن رياضة كرة القدم النسائية في الكويت في هذا الحوار:
الرياضة والسياسة
· عرفناك قائدة لقوى طلابية ثم ناشطة وعضوة في تجمع سياسي والآن مدربة و مهتمة بالرياضة النسائية، ماعلاقة السياسة بالرياضة برأيك؟
- لعل الرياضة كانت الدافع الأساسي لخوضي مضمار السياسة، بدأت منذ الصغر في نادي الفتاة و لم أجد أي تشجيع للرياضة النسائية أو لعبة كرة القدم بالخصوص - لأسباب لا يجهلها أحد - من هنا بدأت بالتفكير باسترداد حقوقنا كفتيات والقوى الطلابية كانت الوسيلة لذلك·
· كيف بدأت فكرة نشر اللعبة و تأسيس الفرق النسائية؟
- بعد فوز قائمتنا بانتخابات الاتحاد الوطني فرع أمريكا حاولت نقل الفكرة بشكل فعلي وتطبيقها هنا على أرض الوطن عن طريق إقامة بطولات كرة قدم نسائية باسم القائمة ومن ثم باسم الاتحاد لتكون دورية كل سنة، وبالفعل بدأناها في ديسمبر منذ عام2000 الى 2005 من كل عام·
· كم وصل عدد الفرق المشاركة؟
- بدايتنا كانت باشتراك اثني عشر فريقا ومن ثم تصاعد العدد في السنوات التالية لتصل الى ثمانية عشر فريقا شمل لاعبات من جامعة الكويت والجامعات الخاصة، وكذلك بنات الثانويات الخاصة و الحكومية·
· ما أهم التوصيات التي خرجتم بها من "سيمنار" الفيفا؟ وأي جهة كنت تمثلين؟
- لم أكن ممثلة للاتحاد الكويتي بل ذهبت الى الدوحة ممثلة لفتيات الكويت المهتمات باللعبة، وضم الوفد الشيخة نعيمة و عضو الاتحاد خليل البلام، وفي الحقيقة ذهلت من وجود فرق وطنية رسمية لجميع الدول المجاورة وكانت الكويت و اليمن البلدين الوحيدين اللذين يفتقدانها· وقمت شخصيا بعمل عرض عن تاريخ الرياضة في البلد و انتقال اللعبة الى الفتيات، وتحدثت عن الحقوق الدستورية التي تكفل لنا ممارسة هذه اللعبة، كما شرحت تصوري كخطوات قادمة يجب أن يتخذها أصحاب الشأن لبدء هذه الرياضة بشكل رسمي· واتضح لنا من التوصيات أنه يجب على المنتخب المكون أن يكون تحت مظلة الاتحاد حتى يرى النور بشكل رسمي، ويجب علينا البدء بتكوين لجنة كرة قدم نسائية تحت ظل الاتحاد ليتم الاعتراف الكامل من الاتحاد الدولي بنا·
· كيف تفسيرين خطوة الاتحاد الكويتي لكرة القدم ممثلة بذهاب عضو رسمي منه إلى الدوحة؟
- أعتقد أن ذهاب الاتحاد الكويتي ممثلا بعضو رسمي يعبر عن اهتمام الاتحاد بالفكرة ويعبر كذلك عن نية حقيقية بتأسيس منتخب نسائي لكرة القدم· ذلك ما بدا لنا في أول الأمر·
· ما مدى تقبل رئيس الاتحاد الكويتي للفكرة؟
- مبدئيا أبدى تقبله للفكرة، وعن نفسي فقد أكدت له أن دعم الاتحاد أو تخاذله عنا لن يوقفنا عن هذا المشروع الذي هو أمنية الكثيرات من عاشقات اللعبة·
· ما هدفكم من وراء كل ذلك ؟
- (ردت بمزيج من التحدي والبساطة في الوقت نفسه): المشاركة في تصفيات كأس العالم لعام 2011 وبذلك نحقق حلم فتيات الكويت، لدينا منتخبات في جميع اللعبات··· لم النقد موجه الآن على تشكيل منتخب كرة قدم؟! لدينا مواهب مميزة ويجب مراعاتها وتحسينها والاستفادة منها برفع اسم البلد·
دعم كامل من أولياء الأمور
· هل ترين أن ثلاثة فرق رسمية - وهي فرق الجامعات الخاصة - كافية لتكوين منتخب ؟
- بالطبع لا· لدي تصور ومخطط مناسب، نبدؤه بمخاطبة الجامعات الخاصة والمدارس الخاصة التي لديها بالفعل دوري ممتاز يدار منذ ثماني سنوات، ومن هذه الفرق يمكننا أن نكون منتخبا أول وآخر رديف وبذلك نكون قد حققنا الخطوة الاولى·
· ما دور نادي الفتاة من مشروعكم؟
- أعتقد أن نادي الفتاة ليس بناد رياضي بل هو ناد اجتماعي، فنشاطاتهم الاجتماعية تغلب على الرياضية، كنت لاعبة هناك في السابق وعانيت كثيرا، ونتائجهم الضعيفة هي خير شاهد· وما نحتاجة هو ناد رياضي متكامل لنعود بالرياضة النسائية إلى سابق عهدها·
· وماذا عن الاتحاد؟
- بذلنا مجهوداً كبيراً بتنظيم البطولات وإبراز اللعبة فيجب على الاتحاد الآن أن يأخذ بيدنا كجهة رسمية ويتابع ما أنجزناه، ويجب عليه أن يوفر لنا مدرباً محترفا لمسك زمام الأمور الفنية وتوفير ملعب رسمي لنا·
· هل تحظى مبارياتكم بحضور جماهيري؟ وماذا عن أولياء الأمور وتقبلهم للفكرة؟
- كان الحضور الجماهيري للمباريات جيدا جدا ويشمل المباريات الودية أيضا، وأولياء الأمور فخورون جدا ببناتهم اللاعبات وبمستوياتهن الرائعة كما أبدوا دعما كاملا·
· ماذا عن اللباس؟
- معظم الرياضات تحتاج الى لباس مناسب بها، يمكنك مشاهدة رياضتي كرة الطائرة وكرة التنس فلباس اللعبتين مناسب جدا دون اعتراض أحد·
لن نقبل بما يناقض الدستور
· من خلال تنظيمكم لعدد من البطولات، أي من اللاعبات كان عددهن أكثر في الفرق الكويتيات أم الأجنبيات؟
- الكويتيات هن الأكثر مشاركة، وعلى سبيل المثال لاعبات الجامعة الأمريكية كلهن كويتيات فيما عدا لاعبة أجنبية واحدة، ولا يوجد في فريق جامعه الخليج لاعبة أجنبية ففريقهن بالكامل كويتي·
· لماذا تنحت فاطمة حيات عن تدريب فريق الجامعة الأمريكية؟
- أنا من بادرت هناك بالفكرة و من ثم إعداد الفريق و تنظيمه، لاحظت أن الخبرة الفنية تنقصني لأتنحى مؤخرا لمدرب شاب قادر على تنمية مواهبهن، واكتفيت الآن بإدارة الفريق·
· وصف النائب الطبطبائي مشروعكم بـ"توريط الفتيات بأنشطة غير مناسبة" ما رأيكم؟
- كيف أتى بمثل هذا التعبير! الفتيات هن من يردن ممارسة هذه الرياضة وهذا هو شأنهن ورغبتهن، هي حرية اختيار كفلها الدستور، وهي رياضة يجب أن تتوافر مثل الرياضات الأخرى·
· من المتوقع أن يتم فرض ضوابط على أقل تقدير ···
- (قاطعت السؤال قائلة): نحن شعب ديمقراطي لن نقبل بأي شيء يناقض دستور الكويت· أين أذهب؟ ماذا ألبس؟ كفل لنا الدستور حريتنا· يرتدي المنتخب الإيراني الحجاب سواء داخل إيران أم في الخارج، لكننا هنا لسنا في دولة دينية ولا يمكن فرض أي زي معين، لدي هنا اللاعبات متحجبات وأخريات لسن بمتحجبات ولا أستطيع فرض تغيير على الاثنتين· إن كان هناك فتيات يفضلن اللعب في هيئة خاصة للفتيات فيجب على الدولة أن توفرها لهن، ومن يرد اللعب في مكان مفتوح فيجب على الدولة أن توفرها أيضا، فللجميع مطلق الحرية في الاختيار·
· يقال إن لعبة كرة القدم غير مناسبة ومن الممكن أن تؤثر على أنوثة الفتيات، ما رأيك؟
- لا أعتقد ذلك، نأخذ على سبيل المثال المنتخب الأمريكي الذي كان به سبع أمهات ولم يغر ذلك أو يمس أنوثتهن، وفي اعتقادي الشخصي أن لعبة كرة السلة أخشن بكثير من كرة القدم· وهل لنا أن نقول إن لعبة الجمباز ناعمة ومناسبة؟! في النهاية الرياضة هي رياضة·
سنطالب بالمغلقة والخارجية
· يطالب البعض بأن تجرى المباريات في صالات مغلقة، فيما يفصل الاتحاد الدولي بين لعبتي الصالات المغلقة و الخارجية بالقوانين والمسميات، فبأي لعبة ستطالبون؟
- بالفعل هناك لعبتان مختلفتان، و نحن نطالب بالاثنتين معا، فهناك من الفتيات من يفضلن لعبة الصالات لما تغلب عليها من مهارة أكثر من اللياقة، و أخريات يفضلن كرة القدم التقليدية الخارجية، ولن نتوقف عن المطالبة بالاثنتين·
· برأيك، ما الذي يميز اللاعبة الكويتية عن لاعبات المنطقة الأخريات؟
- في الواقع أن ما ينطبق على اللاعبين الرجال الكويتيين ينطبق على الفتيات الكويتيات أيضا، فنجدهن يجدن اللعب بالفطرة، ولياقتهن البدنية جيدة جدا نسبة لعمر اللعبة الصغير، أما ما يميزهن عن الرجال فهو حماسهن العالي والذي لا ينقطع أبدا، ومعظمهن يفضلن المراكز التهديفية كمهاجمات· أقولها مجددا حرام أن تضيع هذه المواهب دون هدف·
· ماذا عن اللاعبات اللائي يرتدين الحجاب، ألا يعيقهن ذلك في الملعب؟
- من خلال مقابلتي لعدد من لاعبات المنتخب الإيراني فقد أكدن لي أن الحجاب لا يشكل أي عائق لهن، وأذكر أن لاعبة إيرانية متحجبة كانت تلعب في أمريكا بينت لي أنها تنسى ما ترتدي بمجرد دخولها الملعب، ولدينا هنا ثلاث لاعبات متحجبات و هن مرتاحات جدا·
· الفساد ينتشر في كرة القدم الرجالية، ألا تخشون انتقال العدوى اليكم؟
- إذا بني مشروعنا على أناس نزيهين يحبون اللعبة حقا فلن يستطيع الفساد أن يتغلغل، وإن صلح الرأس لدينا فلن يفسد البدن·