سوزان جولدنبرغ:*
جُرح ستة من المعتقلين في سجن "غوانتانامو" في أشد الانتفاضات عنفاً منذ أن بدأ نقل المشكوك في تعاونهم مع "القاعدة" و"طالبان" الى هذا السجن قبل أربع سنوات، واحتجازهم تحت حراسة مشدّدة وقاسية وتعذيبهم· وكان الصدام قد اندلع ليلة الخميس الماضي حين اشتبك عشرة من المعتقلين يحملون قطعا معدنية وأسلاكا ومراوح مع عشرة من الحراس العسكريين الأمريكيين، وفق بيان لوزارة الدفاع الأمريكية، وحسب ما قال بيان الوزارة، فقد تم قمع التمرد "بقوة غير قاتلة" تضمنت استخدام الرصاص المطاطي والغازات·
وتعتبر هذه الحادثة هي الاحتجاج الثاني المنظم من قبل السجناء خلال أقل من عام بعد إضراب جماعي عن الطعام في أغسطس الماضي، ورأى فيه نشطاء حقوق الإنسان علامة على تنامي اليأس بين المعتقلين بلا محاكمة ولا توجيه اتهامات·
وحسب أقوال القائد البحري "هاري هاريس" المسؤول عن سجن القاعدة البحرية هذا، فإن التمرد بدأ حين هرع الحراس لمنع أحد المعتقلين من شنق نفسه في المعتقل رقم 4 حيث يعيش المعتقلون في جماعات كل منها يتكون من 10 أفراد·
وكان سجينان آخران قد أقدما على الانتحار بابتلاع كميات من الدواء في صباح اليوم ذاته، وغابا عن الوعي· وتجيء هذه الأحداث في وسط تزايد الضغوط الدولية على الولايات المتحدة الأمريكية لإغلاق هذا السجن، حيث يبلغ عدد المحتجزين فيه 460 معتقلا، وقد دعت لجنة الأمم المتحدة المناهضة للتعذيب إثر توارد هذه الأخبار الى إغلاق السجن، وقالت إن على الولايات المتحدة أن تتوقف عن استخدام المعتقلات السرية التي نشرتها في مختلف أنحاء العالم، أو إرسال المعتقلين إلى بلدانهم حيث قد يواجهون فيها التعذيب·
وأثارت أحداث السجن الأخيرة مخاوف بين المدافعين عن حقوق الإنسان والمحامين على مصير السجناء المحتجزين من دون محاكمة منذ أكثر من أربع سنوات، وتقدر حوادث الإقدام على الانتحار بما يقارب 41 حالة في هذا السجن منذ افتتاحه في يناير 2002، لاعتقال أشخاص في أفغانستان خلال المعارك، والأعضاء الذين يشك أنهم قد يكونون أنصارا للقاعدة·
* عن الجارديان - 20/5/2006