لم تتخيل الأم الأمريكية شيري (85 عاماً) أنه سيأتي اليوم الذي ترى فيه ابنها المصاب بالتوحد يجيد القراءة والكتابة والكلام بشكل مفهوم، بل ويذكرها بأشياء يجب عليها فعلها، لكن هذا ما حدث بالفعل مع ابنها جامي الذي يبلغ من العمر 18 عاما وكان الاختصاصيون قد شخصوا حالته وهو في عامه الثالث بأنها حالة توحد شديدة·
قصة عودة الحياة لجامي والخروج من عزلة التوحد - كما يصفها هو - تعود لسبع سنوات مضت تدرب خلالها على برنامج يسمى "مسهل الاتصال" طورته طبيبة أسترالية تدعى روزماري كروسلي، وقامت بإدخاله على جهاز صغير مكون من لوحة تشبه لوحة مفاتيح الكمبيوتر مزودة ببعض الوظائف الخاصة مثل العلامات الرياضية وقصص الخيال العلمي والعمليات الحسابية وبعض الألعاب، وتتصل بهذه اللوحة شاشة صغيرة تعرض ما يؤديه التوحدي على اللوحة من حركات، وذلك بغرض تسهيل عملية القراءة والكتابة والمعرفة بشكل عام أمام هذه الفئة من ذوي الاحتياجات الخاصة، بالإضافة الى أنها تنطق ما يكتبه أيضا لتسهيل عملية تعلمه القراءة·
وتقول شيري إنه خلال الـ 11 سنة الأولى من عمر ابنها كانت مهاراته اللغوية لا تتعدى معرفة بعض الحروف والتحدث ببعض كلمات عشوائىة يلتقطها ممن حوله ومن مشاهداته للتلفزيون، ولكن بفضل هذا البرنامج الصغير ومتابعتها لتدريبه عليه خلال السبع سنوات الماضية أصبح جامي يستطيع فهم ما يدور حوله من أحاديث، وهي مدة وإن كانت طويلة بعض الشيء لكنها في الوقت نفسه جعلته يتذوق طعم الحياة، فقد أصبح قادرا على بناء علاقات صداقة مع المحيطين به وأصبح قادرا على التعبير عما يريده أو يرفضه، وعلى الأم معرفة الآلام التي عاني منها عندما يصاب بأي مرض عارض، بعدما كانت تذهب به الى الطبيب ولا يفهم منه شيئا، كما قضى أيضا على نوبات البكاء التي كانت تعتريه ولا يعرف أحد سببها·
وحاليا يشهد هذا البرنامج إقبالاً كبيراً من الأسر التي يعاني أطفالها من عرض التوحد، وقد حقق نتائج إيجابية مع الكثير من الحالات وسهل عملية الاتصال مع أكثر من ألف طفل·
* عن جريدة المنال
إصدار مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية