طوق خديجة
..وألم نور
هاتان قصتان·· الأولى فيها الفرح·· والثانية فيها ألم·
أما الفرح فهو القادم من اليمن عبر باريس، ومن فلسطين·· دوماً يأتي الألم·
خديجة السلامي ملحقة إعلامية في سفارة اليمن في باريس، وهي أيضا مخرجة سينمائية، رصيدها 19 فيلما تسجيليا ووثائقيا عن أحوال المرأة وهمومها في المجتمع العربي·
قدم فيلم وثائقي عرضته خديجة في فرنسا طوق نجاة للسجينة اليمنية أمينة، حيث كان الرئيس اليمني علي عبدالله صالح في زيارة رسمية لفرنسا وشاهد الفيلم وتأثر - بحسب خديجة - وطلب فوراً إلغاء عقوبة الإعدام عن هذه الشابة المظلومة· فقصة سجنها كيدية ومجافية للحقيقة إذ إن تهمتها بقتل زوجها، إلا أن من قتله أقاربه بسبب خلاف على أرض وألصقت التهمة بها زوراً وحكم عليها بالإعدام·· ووقتها كانت قاصرا!
هذه قصة الفرح·· حيث أنقذت سينما خديجة رقبة آمنة من الإعدام!! فالشكر لله·
أما قصة الألم الآتي من فلسطين دوما·· فهو ما قررته صحيفة الحياة اللندنية في عددها الصادر بتاريخ 14 مايو الجاري، وكان قراراً صائباً من وضع مأساة الطفل الفلسطيني ذي الربيعين، نور غانم، على صدر صفحتها الأولى·· في الأعلى·· مزاحما آخر تطورات الملف النووي الإيراني·· وجهود ملاحقة قتلة الحريري·
قصة نور مؤثرة ومحزنة·
منال (32 عاما) أم لنور، محكومة بالسجن 4 سنوات ونصف بتهمة معاونة (إرهابيين)، والقانون الإسرائيلي لا يبيح للأطفال بعد سن الثانية والنصف المكوث مع أمهاتهن في السجن·
ورغم محاولات زوجها إبقاء نور مع أمه إلا أن الفشل كان بالمرصاد·
لنتخيل الآن كيف يمكن فصل نور عن أمه وإبقائه في بيت والده الذي لم يره ولم يتعود عليه·· نور تعود على مكان أمه وألفه·· وماذا بعد حضن الأم؟
وبالطبع ليس من مصلحة الطفل البقاء مع أمه مسجونا·· لأن الزهور والطيور والأطفال واللعب والهدايا·· في الخارج وكذلك حيث الحياة بمعانيها الجميلة·· رغم كل المنغصات في فلسطين·
اقتيد نور بواسطة أبيه بالحيلة من أمه·· استدرج بمعاونة أخته الكبرى·، بكى بشدة·· تقيأ·· أخذ للطبيب الذي أوصى بإبعاده عن الضغوط وعيون السائلين·· ففي السجن لم يكن هناك سائلون، كان يعيش مع أمه·· في الظلام·
نور رغم صغر سنه يعرف كلمات سجاني أمه المتداولة، فاليوم وعندما يفتح باب من أبواب بيت أبيه ينطق بكلمة (عدد) وهي كلمة يقولها السجان الإسرائيلي عندما يدخل السجن ليتيقن من عدد السجينات يوميا·· نور قلق في بيت أبيه! كثير الحركة كما تقول عنه أريج خالته، وحتى تنتهي هذه الأزمة يتعين الانتظار·
حتى تنتهي فترة السجن وتعود الأم ·· ويدخل نور وعائلته مع القلق الأكبر·· الاحتلال!
مظفر عبدالله
mudrr@taleea.com