الأمم المتحدة: اختارت الجمعية العامة للأمم المتحدة 47 دولة لتكون أعضاء في مجلس حقوق الإنسان الجديد التابع للأمم المتحدة الذي سيخلف بدءا من الشهر القادم لجنة حقوق الإنسان الدولية التي فقدت مصداقيتها·
ومن بين الأعضاء الذين تم اختيارهم دول تم توجيه انتقادات لسجلات حقوق الإنسان فيها على مدى عقود من الزمن، ودول غيرها تمتاز بسجلات حقوق إنسان ممتازة وتعتبر رائدة عالمية في هذا المجال· ولم ترشح الولايات المتحدة نفسها للمجلس·
وقال المندوب الأمريكي جون بولتون إنه لم يفاجأ بانتخاب "عدد من البلدان التي تعتبر منتهكة فاضحة لحقوق الإنسان بالذات·"
وأضاف السفير: "أن الأداء الحقيقي لمجلس حقوق الإنسان على مدى فترة العامين أو الثلاثة أعوام المقبلة هو الذي سيكون حاسما·"
ووزعّت عضوية المجلس على خمس مجموعات إقليمية، فنالت إفريقيا 13 مقعدا، وآسيا13 أيضا، فيما خصصت ثمانية مقاعد لأمريكا اللاتنية والبحر الكاريبي، وسبعة مقاعد لأوروبا الغربية، وستة مقاعد لأوروبا الشرقية·
وسيعقد أول اجتماع للمجلس يوم19 يونيو في جنيف· وسيعقد جلساته بصورة منتظمة، إذ سيعقد لأقل من ثلاث دورات طول كل منها عشرة أسابيع في العام· كما سيكون بإمكانه عقد دورات خاصة إذا اقتضت الضرورة ذلك·
وانتخبت الدول التالية لفترة عام في عضوية المجلس: الجزائر، المغرب، جنوب أفريقيا، تونس، البحرين، إندونيسيا، الفليبين، الهند، بولندا، جمهورية التشيك، الارجنتين، الإكوادور، فنلندا، وهولندا· كما انتخبت الدول التالية لفترة عامين: الغابون، غانا، مالي، زامبيا، باكستان، اليابان، سريلانكا، كوريا الجنوبية، رومانيا، أوكرانيا، البرازيل، غواتيمالا، بيرو، بريطانيا، وفرنسا·
وتم اختيار الدول التالية لفترة ثلاثة أعوام: الكاميرون، جيبوتي، موريشوس، نيجيريا، السنغال، بنغلاديش، الصين، الأردن، ماليزيا، المملكة العربية السعودية، أذربيجان، روسيا، كوبا، المكسيك، أوروغواي، كندا، ألمانيا، وسويسرا·
وفي المستقبل سيتم انتخاب الدول الأعضاء في المجلس لمدة ثلاثة أعوام·
وقد قدمت الدول المترشحة تعهدات والتزامات بترويج وصون حقوق الإنسان· وبحسب القواعد التي أسس المجلس بمقتضاها، ستجري مراجعة واستعراض سجلات حقوق الإنسان للدول الأعضاء·
وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الأمريكية شون مكورميك إنه "في حين أن المجلس بكليته هو مؤسسة محّسنة بالنسبة إلى لجنة حقوق الإنسان السابقة، فإن عددا من الدول التي تم انتخابها لعضويته يفتقد إلى الالتزام الحقيقي بحماية حقوق الإنسان والترويج لها·" وأضاف: "ولكننا في الوقت نفسه سعداء حيال أن المجتمع الدولي اختار ألا ينتخب بعض المرشحين الذين يتمتعون بسجلات حقوق إنسان رديئة مثل إيران وفنزويلا·"
وصرحت كريستين سيلفربيرغ، مساعدة وزيرة الخارجية لشؤون المنظمات الدولية بأن الاختبار الحقيقي للمجلس سيكون ما اذا سيتخذ إجراء ناجعا في حالات خطيرة لانتهاك حقوق الإنسان، مثل ما يحصل الآن في دارفور وبورما وكوريا الشمالية·
وفي العام 2006، قالت سيلفربيرغ إن الولايات المتحدة "ستتعاطى بصورة نشطة كدولة مراقبة،" بما في ذلك حشد الدعم لقرارات تتناول حقوق الإنسان·
وأشارت مساعدة الوزيرة الى أنه في حال افتراض أن المجلس سيعمل بصورة فعالة فإن الولايات المتحدة تعتزم ترشيح نفسها في العام القادم·
ورغم أن واشنطن كانت الدولة المساندة الرئيسية لاقتراح الأمين العام كوفي عنان في2005 بحل لجنة حقوق الإنسان واستبدالها بهيئة أقوى، فإنها صوتّت ضد هذا المقترح في مارس·
وقال مسؤولون أمريكيون وقتئذ إن فكرة إنشاء هذا المجلس لم تتضمن معايير عضوية عالية بشكل كاف بحيث تستبعد دول منتهكة لحقوق الإنسان من عضويته·
وكان ردّ فعل جماعات معنية بحقوق الإنسان متباينا بعد تصويت الجمعية العامة على إنشاء المجلس الجديد· فقالت آن بايفسكي من مشروع مؤسسة هدسون المسمى بـ"عيون على الأمم المتحدة": إن 20 من الدول المنتخبة للمجلس تصنّف بأنها "حرّة جزئيا" أو "ليست حرة" من قبل مؤسسة "فريدوم هاوس"·
وقال كينيث روث المدير التنفيذي لمؤسسة "هيومان رايتس واتش": "من الجلي أننا كنا نفضل لو لم ينتخب عدد من الحكومات في عضوية المجلس ومنها الصين وروسيا والعربية السعودية وكوبا·" وتابع قائلا: "الخطوة المهمة هي أننا حقّقنا تقدّما حقيقيا· والحكومات المخربة التي لها تاريخ حافل بسعيها لتقويض حماية حقوق الإنسان من خلال عضويتها أصبحت أقلية متقلصة بصورة ملحوظة في المجلس·"
وأشار إلى أن حقيقة أن فنزويلا وإيران لم تفوزا بمقعدين في المجلس وأن زيمبابوي وإثيوبيا وإريتريا وسورية وفيتنام لم تحاول حتى ترشيح نفسها كانت بمثابة "خبر سار"· واستطرد قائلا: "هذا لا يكفل أن المجلس سيحقق النجاح إلا أن "انتخاب أعضائه" هو خطوة في الاتجاه الصحيح·"
أما ممثلة منظمة العفو الدولية لدى الأمم المتحدة إيفون تيرلينغن فقالت: "إن على البلدان التي لديها سجلات حقوق إنسان رديئة وانتخبت للمجلس أن تباشر بإعادة النظر في سجلاتها وتحسينها وتنفيذ التعهدات الي قطعتها على نفسها للجمعية العامة·" وأردفت قائلة: "إننا سنراقب عن كثب ما إذا كانت ستقدم على ذلك"·