رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 24 مايو 2006
العدد 1729

يجب أن تعاقب إسرائيل
الأزمة الفلسطينية الآن أكثر مأساوية حتى من نظام الفصل العنصري، ولكن الضحايا هم الذين يقع عليهم العقاب

                                                     

 

روني كاسرلز وفكتوريا بريتين*

القادة الغربيون يحبطون الانتخابات الديمقراطية في فلسطين بإيقاف المساعدات، واستخدام العقاب الجماعي والحصار الاقتصادي والتجويع كأسلحة سياسية في محاولاتهم جعل حكومة حماس تقبل شروطهم في التعامل مع إسرائيل·

لم يسبق أن كان هنالك أبدا في الصراع الطويل من أجل الحرية تحت نظام جنوب أفريقيا العنصري وضع يماثل الوضع في فلسطين اليوم مأساوية ودرامية، حتى مقارنة بذلك الوضع الذي كان يقتل فيه الأطفال بسبب مقاومتهم لتعليم من الدرجة الثانية، ويسجن فيه قادة حركة التحرير طيلة عقود في جزيرة روبن، ويتم اغتيال القادة الجدد، ويسمم رؤساء الكنائس وتهدم البيوت ويطرد السكان، وتقول فيه الحكومات الغربية للأفارقة الجنوبيين من يجب أن يكون قادتهم، وماذا يجب أن تكون سياساتهم· لقد واجه المؤتمر الوطني الأفريقي قوة حكم البيض العسكرية والاقتصادية والاجتماعية بجيش من رجال العصابات صغير، وبالدعم الكبير من الشعب، وبسلطة أخلاقية، أكسبته أنصارا بين الملايين في مختلف أنحاء العالم، وينسى الكثيرون الآن أن نظام الفصل العنصري المقيت عومل كنظام طبيعي في مراكز القوة العالمية· كانت المصالح الراسخة تعني أن تنتج وسائط الإعلام الغربية طبعة منقحة للظلم والمعاناة التي تقع على الأفارقة·

واليوم تمضي سلطة الغرب الأخلاقية على المنوال نفسه، في استخدام سنوات من المعايير المزدوجة في فلسطين، كما تستخدمها تجاه الحرب الكارثية الراهنة في العراق، ولا يوجد عذر لعدم معرفة الحقيقة حول ما يحدث للفلسطينيين· وأقرب التحركات الدبلوماسية عهدا للجنة الرباعية (الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة وروسيا) لتلطيف المعاناة والإبقاء في الوقت نفسه على حظر التعامل مع القادة الفلسطينيين المنتخبين، غير كافية إطلاقا·

ويكشف عن السبب شيء من الحديث الصريح عن الأزمة الراهنة، وعن ما سيحدث من دون تدخل سياسي جاد·

جذر المشكلة هو تشديد الاحتلال الإسرائيلي للأرض الفلسطينية، فعلى رغم قرار محكمة العدل الدولية بعدم شرعية الجدار الإسرائيلي الذي يصل طوله الى 390 ميلا، يواصل هذا الجدار التسلل عبر أراضي الضفة الغربية مستوليا على %10 أخرى من الأرض، ويوفر المزيد من الأراضي لتوسيع المستوطنات اليهودية غير الشرعية· وسيترك 50 ألف فلسطيني تقريبا معلقين في الجانب الإسرائيلي من الجدار، وسيواجه 65 ألفا الانتقال اليومي عبر 11 نقطة عبور، وقد تم تطويق مدن مثل قلقيلية وجيوس، المزدهرة سابقا بأراضيها الخصبة ومواردها المائية، تطويقا فعليا ووضعها بمزارعها ومشروعاتها في الجانب الإسرائيلي·

وفي الوقت ذاته، تحتجز إسرائيل شهريا 50 مليون دولار من أموال الضرائب التي تعود للفلسطينيين، وتقطع عن الفلسطينيين إمدادات الطاقة، وحتى الآن لم يتسلم رواتبهم الموظفون والمعلمون والأطباء ورجال الأمن الفلسطينيون منذ شهرين، واحتمالات حرب أهلية بين رجال الفصائل المسلحة، الذين يتزايد يأسهم، تبدو بالغة الوضوح بحيث إن الفلسطينيين ليسوا وحدهم الذين يعتقدون بأن الولايات المتحدة الأمريكية تريد بالفعل مثل هذا التدمير الذاتي·

إن الفلسطينيين يعاقبون بعقوبات مفروضة عليهم بسبب خيارهم السياسي، ولكن إسرائيل، بخلقها وقائع جديدة على الأرض لتمنع قيام دولة فلسطينية قابلة للحياة، هي التي يجب أن توجه ضدها عقوبات الأمم المتحدة، وعلى الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان، استخدام آخر أشهره في وظيفته بالدعوة الى فرض عقوبات من أجل تطبيق حكم محكمة العدل الدولية على الجدار الإسرائيلي، ووضع حد لمستوطنات الضفة الغربية، وإطلاق سراح السجناء السياسيين الفلسطينيين، وعلى أولئك المعنيين بالحرية والسلام والعدالة بناء حركة تضامن عالمية مع فلسطين تماثل الحركة المناوئة للفصل العنصري في الثمانينات·

* الجارديان (19 مايو 2006)·

 

1 - روني كاسرلز· رئيس استخبارات الجناح المسلح للمؤتمر الوطني الأفريقي سابقا، وهو حاليا وزير استخبارات جنوب أفريقيا·

2 - فيكتوريا بريتين، كاتبة بريطانية·

طباعة  

لأن بعض الأجهزة الأمنية لا تنفذ القرارات
وزير الداخلية الفلسطيني ينشر قوة مساندة من كل القوى الشعبية

 
لأن النتائج لم تكن كما هو مرسوم:
الدول المانحة تقاطع مؤسسات المجتمع المدني الفلسطينية

 
صفقة أبعد مما يجري في الشارع
من الذي سيحكم مصر؟