كتب محرر الرياضة المحلية:
يبدي الكثير من المهتمين في الرياضة استغرابهم الشديد من تأخر وزارة التربية اعتماد مادة التربية الرياضية كمادة أساسية في المناهج الدراسية في جميع المراحل السنية رغم مطالبة الكثيرين بهذا الأمر، ورغم الوعود المتكررة لمسؤولي وزارة التربية باعتماد منهج خاص للتربية الرياضية ويكون هذا المنهج ملزماً وأساسياً شأنه شأن المواد العلمية الأخرى حالنا كحال بقية دول العالم المتحضر، وتتداول أوساط هؤلاء المهتمين بالشأن الرياضي الأحاديث عن تأثير حصول ذلك على مستوى الرياضة في الكويت الذي يشهد انحداراً كبيراً على مستوى جميع الألعاب دون استثناء بغض النظر عن بعض النتائج هنا أو هناك·
تراجع مستمر
ويقول هؤلاء إن في المجمل العام الكويت في تراجع مستمر والسبب أن الرياضة ما زالت في نظر الحكومة مجرد تسلية وتمضية وقت فراغ لا أكثر، والأدلة كثيرة وليس هناك من دليل أوضح أكثر من موقف وزارة التربية غير المبرر وغير المفهوم في حقيقة الأمر في التأخير في تطبيق هذا المطلب الذي بحت أصوات الرياضيين والأكاديميين في المطالبة به، لكن يبدو أن لا حياة لمن تنادي، لذلك يبقى دور وزارة التربية ومدارسها مفقود في تطوير الحركة الرياضية في بلادنا رغم أنه من المفترض أن تكون المدارس هي النواة وهي نقطة الانطلاق لاكتشاف المواهب وصقلها ومن ثم تطوير مستواها في الأندية، هذا بالإضافة إلى أن من شأن مادة التربية الرياضية أن تنمي عند الطالب المفاهيم الرياضية الصحيحة وتردد الأوساط نفسها أن وزارة التربية لو أبدت اهتماماً بالرياضة فسيكون انعكاس هذا الأمر بشكل إيجابي على مستوى الأندية وبالتالي المنتخبات الوطنية في جميع الألعاب·
وتدلل هذه الأوساط على قولها هذا في بداية فترة نهضة الكويت التعليمية و التي شهدت فيها الكويت أيضاً نهضة رياضية كبيرة سبقت فيها كل الدول المحيطة، كل ذلك بسبب أن الوزارة في ذلك الوقت كانت تولي الرياضة أولوية واهتماما حتى إن كان من غير مناهج واضحة وملزمة لكن كان الاهتمام ينصب على تشكيل فرق رياضية خاصة بالمدارس وإجراء منافسات ومسابقات دورية بين المدارس على مستوى المحافظات وعلى مستوى الكويت بشكل عام.
منتخبات المدارس
وتساءلت الأوساط الرياضية عن تشكيل منتخبات المدارس التي كانت تشارك في الدورات الخارجية التي تقام على مستوى الدول العربية أو حتى في بعض الأحيان بطولات دولية، وكانت الأندية تعتمد في اكتشافها للاعبين على مثل هذه المسابقات والمنتخبات أما اليوم فنجد أن المدارس هي من أخذت تعتمد على لاعبي الأندية في المشاركة في مسابقات الوزارة إن وجدت ويقول بعض المهتمين بدلاً من أن تكون بداية اللاعب هي ساحات المدارس ثم الأندية أصبح الوضع معكوساً، فنرى أن اللاعب المنتمي إلى النادي هو الذي يكون له المكان في الفرق المدرسية مع أن هذا ليس هو المطلوب، فالرياضة وبالأحرى الأندية بحاجة لاكتشاف المواهب الجديدة والمدارس هي أحدى الوجهات التي يفترض فيها أن تستفيد منها لا أن يكون العكس·
ويقول هؤلاء إنه بالرغم من أن الكثير من اللاعبين الكبار يمارسون مهنة التدريس وتدريس الرياضة على وجه الخصوص إلا أننا نرى دورهم محدوداً في العمل على صقل وتطوير مستوى طلابهم وقد يقتصر دور الكثير منهم في ممارسة دور الكشاف لناديه وهذه أيضاً ومع الأسف الشديد ناحية نجد فيها قصوراً شديداً بل إن البعض من هؤلاء ونظراً للمعاناة التي واجهها أو مازال يواجهها في ممارسته للرياضة وتأثير ذلك إما على تحصيله العلمي أو وضعه الوظيفي بسبب عدم تفهم المسؤولين في الدولة لدور الرياضيين، فنجده يكون عنصراً منفراً للنشء بدلاً من أن يكون مشجعا ً وجاذباً لهم، فيصل الأمر في بعض منهم حتى بتوجيه النصيحة للطلبة بعدم ممارسة الرياضة بشكل رسمي والاكتفاء بممارستها للتسلية وتمضية وقت الفراغ حتى لا يتأثرون دراسياً .
الثقافة الرياضية
ويلاحظ الكثير من المهتمين أن الحصص الرياضية في المدارس لم تعد سوى عبارة عن حصة نشاط حر أو أحاديث مسلية بين الزملاء أو كرة وصراخ، ويقول هؤلاء لو أن الوزارة كانت تقوم بدورها في هذا الجانب من توفير كوادر جيدة ومناهج خاصة تلزم أولاً المدرس بتطبيقها والطالب بعبورها بنجاح لكان الوضع مختلفاً، وسنجد أن تأثير ذلك سيكون في المقام الأول هو أن الثقافة الرياضية ستنتشر بشكل موسع في المجتمع لأن الطالب سيضطر إلى الدراسة والبحث في المناهج الرياضية والمدرس أيضاً سيكون مضطراً لمواكبة التطور الذي يطرأ على جميع الأصعدة الرياضية من تطور قوانين إلى ابتكار أساليب شرح وإيصال معلومة، بالتالي من الممكن الحصول على جيل جديد من المدربين و المحاضرين بشكل أسهل من أن يكون فقط الدورات التدريبية التي ينخرط فيها اللاعبون المعتزلون للممارسة مهنة التدريب أو التحكيم وسيسهل هذا الأمر الكثير عليهم·
ويضيف هؤلاء بأنه حتى أولياء الأمور من الجنسين ستتكون لديهم ثقافة رياضية محدودة من الممكن أن تتوسع بحكم اضطرارهم لمتابعة دروس وفروض أبنائهم في المدارس، هذا ناهيك عن أن مشاركة أبنائهم في الأنشطة الرياضية المدرسية ستكون دافعاً لهم لمتابعة الأنشطة الرياضية وبالتالي نحصل على جيل رياضي مختلط بين كبير وصغير وتعود بنا أوساطنا إلى الحديث عن الدورات المدرسية الرياضية ·
نقل تلفزيوني
وتضرب لنا أمثلة بأن بعض الدول ومنها دول مجاورة وصل أمر الاهتمام بالنشاط الرياضي المدرسي بها إلى أن تنقل مسابقته تلفزيونياً حاله كحال النشاط الرياضي بشكل عام مما يعطي حافزاً للطلبة للمشاركة ومحاولة إبراز مواهبهم، وأيضاً يعطي الفرصة لمدربي الأندية لاكتشاف المواهب وجلبها للأندية دون انتظار للآخرين لاكتشاف، ولربما عدم اكتشاف الكثير من المواهب المدفونة في المدارس لعدم الاهتمام من ناحية المسؤولين أو لعدم الاكتراث من ناحية الطالب أو ولي أمره، لأن الأمر في النهاية من وجهة نظرهم لا يعدو عن كونه تسلية بالنظر إلى موقف الحكومة ممثلاً في وزارة التربية التي لن يعفيها التاريخ من الدور المناط والواجب عليها تجاه الوطن ورياضييه·
ويختم هؤلاء بأن اسم الوزارة يجب أن يطبق وتكون اسما على مسمى فالتربية تعني التربية الأخلاقية والدينية والعلمية والرياضية فهل ننتظر قراراً ينصف الوطن ورياضته من وزارة التربية·