· في المسرح العربي بزغ نجمه ممثلا كوميديا شعبيا··· وفي المسرح الخاص توهج في سماء الكوميديا السياسية
· مهاراته الفنية العالية ساهمت في إبراز نجوميته في كل الأدوار والشخصيات التي جسدها
· شخصية "علاوي" حققت له نقلة نوعية في فضاء الكوميديا السسيودرامية··· فصارت هاجسه وغايته
· منذ نشأته رفض أن يكون اللاعب الثاني·· وظل نجما متألقا في المسرح والتلفزيون ومطلبا لكل المخرجين
كتب الدكتور نادر القنّة:
برحيل الفنان خالد النفيسي تكون الحركة الفنية والمسرحية في الكويت ومنطقة الخليج العربي قد خسرت واحدا من أهم أعمدتها الكوميدية، الذين ساهموا في إثراء العمل الفني في المنطقة طوال نصف قرن من الزمان، عبر ما قدمه من تجارب فنية (مسرحية وتلفزيونية) غاية في الأهمية· شكّلت في مجملها العام انعكاسا طبيعيا لواقع المتغيرات الاجتماعية والاقتصادية في المنطقة، وقدمت قراءة حصيفة ذات دلالات نوعية لطبيعة الاشتغال على الفعل الثقافي المرتبط وجدانيا وفكريا بالوعي الجمعي·
لذا، فإن الحديث عن الفنان الراحل خالد النفيسي، وعن تجربته الفنية، وعن مشواره الطويل في الحركة المسرحية هو حديث متصل عن تأسيس مداميكها، وبفضل ما يمتلكه من مساحة عريضة، جعلته مع رفاق دربه ومشواره من أساطين الكوميديا الخليجية، بل من روادها المؤسسين والمطورين لها··· فحينما تذكر المدرسة الكوميدية الكويتية التي تقوم على البساطة والتلقائية والشعبية سرعان ما يذكر معها أعلامها: عبدالحسين عبدالرضا، خالد النفيسي· سعد الفرج، علي المفيدي، إبراهيم الصلال، غانم الصالح، مريم الغضبان، محمد جابر، عبدالعزيز النمش، أحمد الصالح، حياة الفهد، وغيرهم من صناع الكوميديا في مرحلتيها الأولى والثانية·
ولأن خالد النفيسي يقف مع زميل دربه ومشواره الفنان حسين عبدالرضا في طليعة هذه المدرسة، فإنه شكل معه ومع الآخرين ظاهرة فنية تمثيلية في البلاد، قلما يجود بها الزمان· إذ ستظل أعماله في المسرح والتلفزيون نماذج فنية ماثلة لكل الأجيال، وتجارب تحكي عن فنان شعبي، وممثل تلقائي، عرف كيف يتربع في قلوب عشاقه ومحبيه طوال نصف قرن من الزمان· قدم خلالها درر المسرح الكويتي، وأجمل قلائد الدراما التلفزيونية·
نجومية النفيسي
خالد النفيسي الذي غيبه الموت في الرباط عن عمر يناهز 69 عاما··· كان قد ارتبط اسمه بواقع الحركة التمثيلية في البلاد في منتصف خمسينات القرن الماضي حينما قدم مع رواد الحركة الفنية آنذاك بعض الاسكتشات التثميلية التي قادته بدورها إلى مدرسة زكي طليمات وفرقة المسرح العربي ليتتلمذ فيها مع صفوة الفنانين الكويتيين الشباب في تلك المرحلة أصول الفن المسرحي، ويساهم مع الجيل الثاني في تأسيس نهضة مسرحية متطورة في البلاد، حملت علامات كثيرة من شخصيتهم الفنية الشعبية·
وفي فرقة المسرح العربي بزغ نجم النفيسي بوصفه ممثلا ممتلكا لأدواته الفنية، وبوصفه فنانا قادرا على المزاوجة بين الأداء الميلودرامي والأداء الكوميدي الخالص، ساعده في ذلك موهبته الفطرية، وعشقه لفن التمثيل، وحضوره النوعي الدائم في كل تجربة فنية يخوضها·· بالإضافة إلى قدرته الذاتية على التلوين وإكساب شخصيته الدرامية طابعا شعبيا كوميديا يسهل استساغته والتعاطف معه، وقبوله لدى الذائقة الجمالية· وفوق هذا وذاك مهارته الفنية الخاصة على تطوير أدواته واستيعاب الشخصية الدراماتيكية التي يجسدها في الإحاطة بكل أبعادها الداخلية والخارجية· ومهارته العالية في الاستجابة لأي موقف طارىء أو حوار إضافي يتم "فورا" على خشبة المسرح· كل هذه السمات جعلت من خالد النفيسي نجما في سماء الحركة الفنية في الكويت· بل كما قلنا نجما من نوعية خاصة لها نكهتها، ولها تركيبتها، ولها جماهيريتها·
كوميديا المرحلة الأولى
في إطار فرقة المسرح العربي وعلى يد شيخ المسرحيين العرب الأستاذ زكي طليمات، وعلى يد الفنان الراحل حسين الصالح الدوسري قدم خالد النفيسي سلسلة من الأدوار الفنية الميلودرامية والكوميدية في المرحلة الأولى· كان لها أثرها المباشر في ترسيخ أقدامه في التجربة المسرحية الكويتية، وفي تشكيل وعيه وتجربته وأدواته في الحراك الفني والثقافي· من أبرز هذه الأدوار نذكر: دور "أبو الرماح" في مسرحية صقر قريش (1962) من تأليف محمود تيمور وإخراج زكي طليمات، وفي الموسم نفسه، قدم شخصية مندوب شركة التأمين في مسرحية "فاتها القطار"، من تأليف توفيق الحكيم وإخراج زكي طليمات، وفي ديسمبر من ذات الموسم أيضا قدم شخصية "بهروز" في مسرحية "ابن جلا" من تأليف محمود تيمور وإخراج زكي طليمات· ومع ظهور النص المسرحي الكويتي المكتوب قدم النفيسي شخصية "الابن" ذات الطابع السسيودرامي في مسرحية "استأرثوني وأنا حي" من تأليف سعد الفرج وإخراج زكي طليمات، وذلك في عام 1963·
وفي تجسيده لشخصية "دلامة" في مسرحية "مضحك الخليفة" لفرقة المسرح العربي 1963 من تأليف علي أحمد باكثير وإخراج زكي طليمات حقق النفيسي نقلة نوعية في تجربته المسرحية، حيث تيقن طليمات من سيطرة تلميذه على أدواته الفنية الكوميدية، وقد تعززت هذه النقلة في تجسيده لشخصيته (مراد / الساحر) في مسرحية (الكنز) للفرقة ذاتها 1964 وهي من تأليف توفيق الحكيم وإخراج زكي طليمات·
وكان النفيسي على موعد مع الشخصية السسيودرامية ذات الخاصية الشعبية في مسرحية (عشت وشفت) لفرقة المسرح من تأليف سعد الفرج وإخراج حسين الصالح، حيث جسد فيها دور أبو عبدالله (1965 - 1966)· ثم ما لبث أن قدم في عام 1966 شخصية (جاسم/ أبو محمد) "اغنم زمانك" من تأليف عبدالحسين عبدالرضا، وإخراج زكي طليمات·
ولعل دوره الثود فيلي في المسرحية الفانتازية (الكويت سنة 2000) للفرقة ذاتها عام 1967 من تأليف سعد الفرج وإخراج حسين الصالح· حيث جسد شخصية (علاوي) قد أكد نبوءة أستاذه زكي طليمات بأن النفيسي سينفرد لفترة غير قصيرة بالأدوار الكوميدية المركبة ذات الطابع الشعبي·
ولأن الشيء بالشيء يذكر فإن أحدا لن ينسى دوره في شخصية "الخال" في مسرحية (24 ساعة) لفرقة المسرح العربي 1967، من تأليف روبرتو فيليني ومن اقتباس جعفر المؤمن وإخراج حسين الصالح حيث فجرت هذه الشخصية في داخله مناطق مؤنسنة لم تكن قد اكتشفت من قبل· وهو لون جديد على تجربة النفيسي··· غير أن هذا اللون سرعان ما تم تأكيده في شخصية "ابراهيم" التي قدمها عبر مسرحية "حط حيلهم بينهم" للفرقة ذاتها 1968، من تأليف سعد الفرج وإخراج حسين الصالح وكذلك الحال في شخصية "أبو دنوس" في مسرحية "من سبق لبق" لفرقة المسرح العربي 1969، من تأليف عبدالحسين عبدالرضا وإخراج حسين الصالح·
كوميديا المرحلة الثانية
وفي النصف الثاني من السبعينات، حينما انطلقت أجنحة الفرق الخاصة تحلق في سماء التجربة الفنية الكويتية، ومع حاضنة المسرح الجديد، والمسرح الكوميدي، دخل النفيسي إطار المرحلة الثانية من الكوميديا في تجربته الفنية حيث تجاوزت هذه المرحلة حدود الأدوار السسيودرامية، والأدوار الشعبية، والصيغ الفودفيلية، والتراكيب المبنية على البساطة والتلقائية· إذ صار يخوض غمار تجارب مسرحية متقدمة ذات طابع سياسي، ونزعة فكرية خاصة، لا تخلو من المشاكسة والعزف على الأوتار الدامعة، متحررا في الوقت نفسه من الأطر الميلودرامية وكوميديا الكلمة·
في هذه المرحلة صار النفيسي يقدم شخصيات دراماتيكية ناضجة تمت صياغتها بعناية شديدة في أتون "الكوميديا السوداء" و"الكاباريه السياسي" وكوميديا النقد الاجتماعي الساخر "السيركيزم" الذي يتطلب من المؤلف جهودا خاصة، وقدرات عالية على صناعة الموقف، ومواجهة المتلقي بخطاب مسرحي لا يخلو من الصراحة والمباشرة رغم أوجاع طروحاته، وقساوة تصوراته· فقدم في هذه المرحلة أهم أدوار حياته التي أكدت في مجملها العام أنه واحد من أهم صنّاع الكوميديا الفكرية والشعبية في منطقة الخليج العربي· فمن هنا يستطيع أن يغفل أدواره في مسرحيات مثل: "حرم سعادة الوزير، ممثل الشعب، دقت الساعة، حامي الديار، هذا سيفوه، بيت بو صالح" وغيرها من المسرحيات التي لعبت على الموضوع السياسي وعلى الطروحات الفكية التي ناشقت بكثير من الوعي إشكاليات المجتمع الكويتي، والخليجي والعربي·
ويمكن القول: إن هذه المسرحيات برمتها قد أعادت النفيسي إلى واجهة الكوميديا الخليجية بعد فترة قصيرة من هجرة خشبة المسرح· ولأن النفيسي في الأصل مسكون بهاجس التمثيل، وعشق المسرح، فقد عرف كيف يعزف مع رفاق دربه: عبدالحسين، سعد، المفيدي، غانم الصالح أجمل الألحان فوق خشبة المسرح، وكأنه يعاد تشكيله من جديد على ضوء متطلبات مرحلة دراماتيكية أخرى·
نجاح مماثل
خالد النفيسي كما نجح في المسرح نجح أيضا في الدراما التلفزيونية ونجح أيضا في تقديم الاسكتش الغنائي ذي النكهة الاجتماعية، ونجح أيضا في مهامه الإدارية التي أنيطت به سواء داخل فرقة المسرح العربي، أو خارجها··· فحتى يومنا هذا ما زالت صورته ماثلة في الذاكرة في ما قدم عبر الدراما التلفزيونية من أدوار تجلت فيها قدرته الإبداعية في تجسيد الشخصية الكاريكاتيرية، والشخصية ذات الأبعاد السسيودرامية والسيكودرامية مثل: درب الزلق، السرايات، إلى أبي وأمي مع التحية، عديل الروح، فريج صويلح، زوج سعيد جدا·
* * *
الإماراتيون يؤبنون النفيسي
حينما وصل خبر رحيل الفنان خالد النفيسي إلى مسامع اللجنة المنظمة لأيام الشارقة المسرحية في دورتها السادسة عشرة، قام الفنان محمد عبدالله العلي المدير بالدائرة الثقافية بحكومة الشارقة بتقديم واجب العزاء إلى الفنانين الكويتيين والخليجيين بصفة عامة وإلى الفنانين الكويتيين المتواجدين في أيام الشارقة المسرحية بصفة خاصة: اسمهان توفيق، فؤاد الشطي، إبراهيم الصلال، عبدالعزيز الحداد· حيث قام بتأبين الفنان الراحل أثناء الاحتفال باليوم العالمي للمسرح، مبينا دور النفيسي الكبير والمؤثر في الحركة المسرحية الكويتية والخليجية، حيث قال: "لقد فقدنا اليوم فنانا نجما من أبرز نجوم الحركة المسرحية الخليجية، وأبا كبيرا، وأخا كريما هو الفنان خالد النفيسي الذي أضاء الكثير من دروب الثقافة النوعية المسرحية الأصيلة طوال رحلته الفنية من خلال ما قدمه من عطاء وتجارب مسرحية ما زالت باقية في ذاكرتنا· فالنفيسي يعد بحق خسارة للحركة التمثيلية الخليجية، وهو عملة كوميدية نادرة من الصعب أن نعوضها· ستظل ذكراه مشخصة في مسيرتنا بقدر ما رسم البسمة على وجوه محبيه وجماهيره· رحم الله الفنان خالد النفيسي الذي جعل لفن التمثيل - مع زملاء مشواره - قيمة فنية عالية، وسط حياة ثقافية واجتماعية ليست باليسيرة"·
وفي أعقاب ذلك ارتجل الفنان فؤاد الشطي رئيس مجلس إدارة فرقة المسرح العربي كلمة سبقته فيها دموعه على الفنان الراحل وهو يبكي رحيله، حيث قال: لقد فقدنا اليوم أخا عزيزا نحمل له جميعا في الحركة الفنية في الكويت كل المحبة والتقدير· إن الكلمات لا تستطيع أن تعبر عن آلامنا ولن تستطيع ترجمة حجم خسارتنا فالنفيسي الفنان والنجم والأخ والصديق أكبر بكثير من أن تصفه الكلمات وأكبر من أن تلخص دوره في المسرح والإذاعة والتلفزيون والسينما· إذ يكفي أنه ساهم مع الرعيل الأول في صناعة نهضة فنية كويتية خليجية، ويكفيه أنه أعطى الفن جل وقته وصحته ليتوحد مع هذا الفن الذي عشقه وأحبه· نحن اليوم في حزن شديد على رحيل الأخ "أبو صالح" راسم الابتسامة على وجوه جمهوره"·
بعد ذلك قام الإماراتيون والفنانون العرب المشاركون بالدورة السادسة عشرة لأيام الشارقة المسرحية بتقديم واجب العزاء إلى الوفد الكويتي معربين عن حزنهم في رحيل الفنان الرائد خالد النفيسي·
* * *
محطات من الذاكرة
- شكل النفيسي في مشواره الفني ثلاثيا ناجحا مع الفنان عبدالحسين عبدالرضا والفنان سعد الفرج·
- يعرف عن خالد النفيسي غيرته الشديدة على الحركة المسرحية في البلاد· إذ ظل طوال حياته الفنية يتطلع إلى وجود حركة مسرحية كويتية نشطة قريبة من وجدان المتلقي·
- كان رحمه الله من أشد المعجبين والمؤازرين لنادي الكويت الرياضي··· وعلى وجه الخصوص في مرحلته الذهبية في النصف الثاني من السبعينات ومطلع الثمانينات، حيث كان لا يطيق خسارة النادي، ويفرح كثيرا لفوزه· ولا مانع لديه أن يؤجل مواعيد تدريباته وبروفاته أثناء إقامة مباريات النادي ليتسنى له متابعتها عن كثب·
- قال النفيسي أكثر من مرة أن الفنان الراحل "حمدي فريد" هو المخرج القادر على فهم خالد النفيسي، وهو المخرج القادر على تقديمه في أنماط وأدوار مختلفة· الأمر الذي جعل النفيسي قريبا جدا من عالم حمدي فريد·
- كان النفيسي يرى أن الرمزية والإيحاء في الفن هي "لف ودوران على عقلية المشاهد" لذلك كان يقول، وبخاصة في مرحلته الثانية حينما قدم الكوميديا السياسية: "لماذا لانصارح الناس على المكشوف؟ اشحقة نعوّر روسهم والحقيقة جدامهم"·
- المقربون من الفنان الراحل يعرفون عشقه اللامحدود للطرب الأصيل وبخاصة غناء أم كلثوم، وعبدالوهاب، وفريد الأطرش، وعوض الدوخي، وعبدالله فضالة، ومحمود الكويتي· إذ كان يشير إلى ذلك بقوله: "أنا فنان عتيج أهو اللي يملا راسي· أغاني هالأيام زوينة بس ما تدش راسي"·
- أكثر ما يعرف عن الفنان الراحل خالد النفيسي صراحته ووضوحه وإجهاره لرأيه حتى لو كانت الحقيقة ستجرح المقربين منه· إذ كان يقول لمن حوله: "قولها ولا تخاف"·
- كل الفنانين والأصدقاء والموظفين الذين أحاطوا بالفنان الراحل أحبوه واقتربوا منه حتى وإن كان قد أوقعهم في بعض مقالبه الكوميدية· فما زادتهم هذه إلا حبا له·
- يروي زملاء دربه عنه أنه كان مولعا بصناعة المقالب، لدرجة أن الفنان القدير زكي طليمات لم يسلم من مقالبه، ولكنها كانت من المقالب المحببة إلى النفس التي تكشف عن طبيعة فنان وإنسان محب للجميع·
- من شدة صراحة النفيسي أن قال عنه بعض المذيعين: إن صراحته أثناء إجراء الحوار معه "تودر" فهو لا يقول إلا ما في قلبه، ولا يخشى شيئا·
- في أكثر من لقاء معه قال النفيسي: رغم أنه يعيش في المغرب إلا أن الكويت هي دائما الحاضرة والباقية في ذاكرته، وهي شغله الشاغل·
* * *
سؤال؟
بعد أن أطلقت فرقة المسرح العربي بقيادة الفنان فؤاد الشطي جائزة التمثيل الخاصة باسم الفنان الراحل "كنعان حمد" لتكون من نصيب الفنان الحائز على جائزة أفضل ممثل أول في مهرجان الشارقة المسرحية·
هل ستقوم الفرقة بإطلاق الجائزة ذاتها لتحمل اسم الفنان الراحل خالد النفيسي عضو الفرقة ليتم منحها للفنان الفائز بجائزة التمثيل الأولى في أحد المهرجانات المسرحية العربية أو الإقليمية أو المحلية؟
نتمنى من فرقة المسرح العربي تخصيص جائزة تحمل اسم الفنان الراحل تخليدا لذكراه، كما نتمنى من الفرقة العمل على نشر كتاب توثيقي يتضمن ما أنجزه الفنان الراحل طوال حياته في الحركة الفنية الكويتية·
* * *
لا إغراءات···!
النصوص المسرحية والتلفزيونية التي عرضت على الفنان الراحل خالد النفيسي ورفض القيام بتجسيد أحد أدوارها أكثر بكثير من النصوص المسرحية التي قدمها في المسرح والتلفزيون·
بحق، كان النفيسي دائما محل طلب ومحل تفكير عند المخرجين والمنتجين والممثلين للعمل معهم في أعمالهم الفنية، غير أن الفنان الراحل حينما كان يقرأ الأعمال التي تعرض عليه، ويجد أنه لا يستطيع أن يضيف شيئا للدور، أو أن الشخصية التي يرشح للقيام بها لا تناسبه، يرفض هذه الأعمال من غير أن تغريه النظرة المادية· كما كان يرفض القيام بأعمال مسرحية وتلفزيونية لا تخدم تاريخه الفني، أو تأتي على حساب برنامجه الخاص· وهو ما يشير إلى أن النفيسي لم يكن شيء يغريه غير الفن الناضج والمميز·
* * *
فريج صويلح
يؤكد الفنانون الذين شاركوا في المسلسل التلفزيوني "فريج صويلح" أن الفنان الراحل خالد النفيسي كان يتعامل مع الجميع بشفافية عالية، ويقدر جهدهم واجتهادهم في العمل، ينصح ذاك، ويوجه آخر، ويشد على يد ثالث معتبرا أن كل جزئية في العمل تخصه وتعنيه·
وفي هذا الجانب يؤكدون أنه كان دائم القول: "علينا الارتقاء بالدراما الكويتية· شوفوا الناس وين وصلوا، ليش ما نصير مثلهم· حنا نقدر نسوي أشياء زينة وكبيرة، عندنا الإمكانيات··· ولكن نبي التخطيط"·
لذلك كان أبو صالح حريصا على كل مشهد وعلى كل حركة في المسلسل لأن الدراما الكويتية هي التي تعنيه في الأول والأخير·
