متى تطلّقون؟!
الطلاق المفاجئ بعد علاقة حب طويلة وجميلة بين الممثلة بوسي ونور الشريف صار حديث الناس، قلة منهم متعاطفون مع القصة الرومانسية التي عاشها النجمان 40 عاما· والأغلب يبحث في تفاصيل الطلاق لمجرد التسلية والفضول·
الصحافة الفنية انشغلت بالتفاصيل وتفاصيل التفاصيل ومازالت تبحث عن سبب وجيه للطلاق، فمجلة "آخر ساعة" المصرية تقول إن بوسي غضبت لأن نور لم يزرها في المغرب بعد الحادث الذي تعرضت له هناك بسبب "انزلاق" سيارتها على طريق جبلي·
وتذّكر المجلة بأيامهما الجميلة حيث فرح البدايات والخطبة التي تمت "يوم 26 نوفمبر 1971 وبحضور مجموعة من كبار الفنانين منهم محمود المليجي ونور الدمرداش وكريمة مختار"·
طبعا لا علاقة لمحمود المليجي بالطلاق الآن فالرجل توفي منذ سنوات وكان ختم حياته الفنية بأدوار طيبة·
وتقول بوسي في مقابلة قديمة: "نور كان وما زال أغلى شيء في الدنيا" ويقول نور في مقابلة فنية إنها "ابتسامة القدر"، ومنقذته من اليتم "الإحساس باليتم انتابني في الصغر حين ذهبت الى المدرسة الابتدائية فاكتشفت أن اسمي هو محمد جابر وليس نور إسماعيل كما كنت أعرف وأن عمي هو الذي يتولى تربيتي ومن يومها شعرت بهذا الإحساس" ويضيف: "··· تلاشى حين تزوجت بوسي ولم أعد أشعر به"·
زين وبعدين!! فيلم عربي واقعي انتهى مثل أي علاقة حب من الطبيعي أن تنتهي إن تعرضت لانزلاق عاطفي أو برودة أو غزو من طرف ثالث أو خيانات، لكنها تذكرنا بفيلمنا الكويتي الطويل، أعني علاقة الزواج المقدسة بين حكوماتنا المتتالية والإسلاميين!
انزلاقات سياسية مرت بها، وتعارض مصالح، وخيانات، وغزو، ورفض للتدخل، واقتراح جيوش إسلامية بالسر، وضرب تحت الحزام، وعمليات إرهابية، ودعم إرهابيين، وضغوط دولية، واحتجاجات شعبية، وبلدان تتغير، وإمارات تتطور، وناس رايحة وناس جاية وعلامات الساعة تقترب··· وحكوماتنا لا تطلب الطلاق!!
الغريب أن هناك أوجه شبه كثيرة بين "الزواجين"، مثل:
- العلاقتان طويلتان فخطبة نور الشريف وبوسي عام 1971 وحكوماتنا والإسلاميون 1976·
- نور كان يرى بوسي "ابتسامة قدر" والإسلاميون كذلك لم يصدقوا ومنذ ذلك الوقت أن ابتسمت لهم الحكومة·
- نور كان يشعر قبل بوسي باليتم، والحكومة أيضا كانت تشعر بعد حلها المجلس آنذاك أنها يتيمة وحيدة بعد أن انفض من حولها الوطنيون، وكانت تحتاج الى حضن وقبلة حنان·
وقد توجد أوجه شبه أخرى يكتشفها القارئ·
لكن المشكلة في اختلاف النهايتين· فنور الشريف طلق بوسي حسب طلبها بعد تقصيره في حادث "الانزلاق" وانتهى الموضوع أما حكوماتنا فلا يرد الطلاق في بالها أبدا "إن حبّت حبّت من قلب" ولا ندري ما قدسية هذا "العقد" الذي أبّد العلاقة بينها وبين الإسلاميين وحبسها في بيت الزوجية؟! فلا هو زواج تقليدي متعارف عليه ولا مسيار ولا متعة ولا عرفي·
هل يكون كاثوليكيا لا تستطيع الفكاك منه؟! ممكن·
لكن أغلب الظن والأقرب الى السبب الحقيقي هو: لأن "العصمة" ليست بيديها!
بوسلطان