رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء غرة صفر 1427هـ - 1 مارس 2006
العدد 1717

العراق
ماذا وراء المسرح الطائفي في العراق؟

                                                    

بغداد - خاص بالطليعة:

بدأ المسرح الطائفي في العراق فعالياته بشكل مفاجىء لم تشهده الساحة العراقية من قبل، رغم أن الإشارات والتحذيرات، والعديد من العمليات الإرهابية، كانت تشير الى اتجاه يسعى حثيثا لتفعيل الحرب الطائفية في العراق، فخلال السنوات الماضية، لم تتوقف الهجمات على المساجد والكنائس، والتجمعات في المناسبات الدينية، واستهدفت هذه الهجمات العراقية السنة والشيعة والمسيحيين على حد سواء·

الحدث الأعنف كان تفجير قبة مرقدي الإمامين علي الهادي والحسن العسكري في سامراء، وماتلاه من عمليات بدت في ظاهرها انتقامية، إذ هوجمت مساجد السنة وقتل أئمة سنة أيضاً في خضم موجة الغضب العارم التي اجتاحت المدن العراقية، وحدث هذا رغم تنبه رجال الدين سواء كانوا من هذه الطائفة أو تلك إلى مرمى الهجوم على المراقد الدينية، ومطالبتهم العراقيين بعدم الانجرار إلى ردود أفعال ضالة وخاطئة·

أصابع الاتهام تنوعت، فقد اتهمت أوساط سنية وزارة الداخلية العراقية (الشيعية)، بافتعال تفجير المراقد، ومضى هذاالاتجاه الى الإشارة الى إيران، بينما أشارت المصادر الرسمية وعلى رأسها رئيس الوزراء د· إبراهيم الجعفري الى تأثير التصريحات السابقة التي أدلى بها السفير الأمريكي في بغداد، وطالب فيها بعدم تسليم وزارات مثل الدفاع والداخلية الى عناصر "طائفية" مسلحة على حد تعبيره، ومضى رجال دين شيعة الى اتهام "التكفيريين" والاحتلال الأمريكي بالوقوف وراء أحداث العنف الطائفي·

ولكن أي تحليل لما حدث لا يمكن عزله عن مجريات الصراع السياسي على تشكيل الحكومة العراقية، وما رافقها من حملة أمريكية منظمة ظهرت حريصة على استبعاد أكبر قدر من النفوذ "الشيعي" على وزارات الدولة·

ووصلت على لسان السفير الأمريكي في العراق "زلماني خليل زاد" الى حد التهديد بقطع المعونات عن الحكومة العراقية، وعدم المساهمة في بناء الجيش والشرطة العراقيين، وهو ما انكشف أنه يترافق مع مبادرة أمريكية اتجهت في الأشهر الأخيرة إلى إعادة إحياء "وتنشيط دور المنظمات السنية" بما فيها المتهمة "بالإرهاب" و"التمرد"، والتحالف معها· تحسباً من معركة قادمة مع إيران سيكون فيها دور لشيعة العراق مناوىء للولايات المتحدة الأمريكية (المتمردون أصبحوا جزءا من الحل - الطليعة 8/2/2006) على أن أكثر الاتهامات لفتا للنظر، تلك التي يتداولها الشارع العراقي والتي تشير الى نشاط مراكز في عدة مدن عراقية للموساد الإسرائيلي قامت تحت ظل الاحتلال العراقي، فهل لهذه المراكز يد في السيارات المفخخة وتفجير مساجد ومراقد السنة والشيعة على حد سواء؟

هنالك وثيقة نشرها اليساري الإسرائيلي "إسرائيل شاهاك" وعلق عليها، تمثل الخطة المفصلة للنظام الصهيوني في أوائل الثمانينات (شارون وإتيان) ونشرتها المجلة اليهودية الصهيونية في فبراير 1982، ورد فيها عن العراق ما يؤيد هذه الاتهامات العراقية· تقول هذه  الوثيقة التي وزعتها وكالة الأنباء الكويتية (كونا) ونشرتها "الطليعة" في 13/10/1982 "إن العراق الغني بالنفط من جهة، والممزق داخليا من جهة أخرى، يشكل مرمى آمناً لأهداف إسرائيل، وحل مشكلة العراق أمر ذو أهمية أكبر بالنسبة لنا من حل مشكلة سورية، لأنها أقوى من سورية، وتشكل القوة العراقية خطراً أعظم على إسرائيل على المدى القصير· إن حربا عراقية - سورية أو حرباً عراقية إيرانية، من شأنها أن تؤدي الى تمزيق العراق وسقوطه داخليا حتى قبل أن يتمكن من تنظيم نضال ضدنا على نطاق واسع"·

وتمضي الوثيقة الى القول: "إن جميع أنواع المجابهة بين العرب على المدى القصير ستساعدنا، كما ستختصر الطريق نحو تحقيق هدفنا الأعلى ألا وهو تقسيم العراق الى مذاهب كما هو الحال في سورية ولبنان· ومن الممكن تقسيم العراق الى أقاليم على أسس دينية وعرقية كما كان الحال في سورية خلال العهد العثماني· وبذلك ستكون هناك ثلاث دول أو أكثر حول المدة الرئيسية الثلاث، البصرة وبغداد والموصل، وستنشق المناطق الشيعية في الجنوب عن المناطق الكردية والسنية في الشمال"·

ويبدو أن الشارع العراقي أكثر وعياً وانتباها الى خلفيات ما يحدث في العراق، سواء وقفت وراءه أسماء تنظيم "الزرقاوي" أو "التكفير" أو "الجماعات المجهولة" الهوية، من قياداته السياسية المتنازعة على تقاسم الحصص الحكومية، والجدل حول من يتولى حقيبة الدفاع أو الداخلية، الأخبار الأخيرة عن تسريع تشكيل الحكومة العراقية، لاحتواء "العنف الطائفي" والإجماع على إدانة "العنف الطائفي" قد تكون الخطوة السليمة، ولكن الأكثر عمقا هو ملاحقة الجهات الفاعلة التي لم تعد تفجر السيارات في الأسواق الشعبية وتهاجم المساجد بل تستخدم تقنية القصف المدفعي عن بعد، حين تعترضها حواجز الشرطة أو أوامر حظر التجوال·

طباعة  

الانتقالة العظمى للثروة والسلطة الى الشرق
الظل الصيني

 
صاحبة الطائر المغرّد.. المحاكي.. تخرج من الظل!
 
فلسطين
تراجع أوروبي وأمريكي عن مقاطعة حكومة حماس مالياً!

 
لبنان
تهدئة أمريكية مكشوفة!