"العربي" وداع الأمير.. ومحاسن الاستعمار

افتتحت "العربي" عددها لشهر فبراير بكلمات وداع للأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد الصباح مستعرضة مسيرته كقائد لنهضة الكويت الحديثة، فتحت عنوان "وداعا جابر الأحمد·· مسيرة قائد ووطن" كتب رئيس التحرير د· سليمان العسكري عن الأمير الراحل "استطاع أن ينجو بالكويت من كل تلك المخاطر والمحن بالرغم من أنها كانت تدق على أبواب دولته، فمن زلزال إيران وسقوط حكم الشاه عام 1979 ومجيء آيات الله الى الحكم في ثورة مدوية اهتزت لها المنطقة، الى التداعيات التي صاحبت نشوب الحرب العراقية - الإيرانية"، ثم ينتقل العسكري الى تجارب الأمير الراحل منذ بدايات ممارسته للمسؤوليات والمناصب الى توليه الحكم، ثم الدور الذي لعبه محليا وعربيا ودوليا طوال سنوات توليه الإمارة·
وفي الجزء المخصص لوداع الأمير جابر الأحمد تختار العربي مقتطفات من كلمات الأمير، وبعض العبارات التي قيلت فيه، ومقال بقلم د· عبدالله يوسف الغنيم "العلم·· وبناء الإنسان في فكر الأمير الراحل"، ومقال آخر بقلم د· عبدالرضا أسيري "جابر الأحمد·· السياسي الإنسان"·
وفي حديث الشهر يكتب رئيس التحرير د· العسكري العلوم الإنسانية وفجر عصر النهضة وتختار الشاعرة سعدية مفرح أمير الشعراء في زاويتها الشهرية التي تضم مختارات من قصائد "شاعر العدد" ونبذة في تقديمه للقراء، وكانت المقدمة لهذا الشهر بعنوان "أحمد شوقي·· أمير القوافي·· وخادمها!"·
وفي العدد يكتب د· الزواوي بغورة مقالة مهمة بعنوان "هل للاستعمار محاسن؟" يسرد فيه تاريخ الاستعمار وطبيعته الوحشية في استغلال خيرات البلدان المستعمرة وممارسة الظلم على إنسانها، لكنه يطرح قضية "محاسن الاستعمار" التي بدأت تشغل الأوساط الفرنسية جدلا ونقاشا بين وجهتي نظر، ذلك بعد أن تم التصديق على مشروع "فبراير 2005" في البرلمان الفرنسي الذي ينص على ضرورة إبراز الجانب الإيجابي لحقبة الاستعمار الفرنسي في دول عدة ويخص الشمال الإفريقي العربي·
لكن أهم ما جاء في مقال د· بغورة بعد استعراضه للآراء السلبية التي يراها بعض مفكري فرنسا وأساتذة التاريخ في حقبة الاستعمار، هو طرحه لتساؤلات واقعية تدين عهود ما بعد الاستقلال في الدول العربية، الى الدرجة التي تدفع الإنسان العربي الى النظر للاستعمار الأجنبي نظرة مختلفة بعد طول تجارب مرة عانى فيها من الاستعمار المحلي، فيقول د· بغورة: "نعتقد أن سؤال الاستعمار ليس مطروحا على "المتربول" أو الدولة الأم، وإنما هو مطروح أيضا، وبشكل أقوى، على الدول المستقلة حديثا، وإن الأمر لا يقتصر على تعيين المصالح المعلنة، وغير المعلنة لأصحاب القرار، ولكن في تحليل وضعية تلك البلدان، وما آلت إليه عهود حروب التحرير والمقاومة، وكيفية انحصار آمال وطموحات الاستقلال، وتراجع الفكرة الوطنية، وبروز الصراعات الحيوية والقبلية، واستغلالها السياسي المفرط للاستعمار، في جميع المعارك الحقيقية، والوهمية، وتوظيفه لخدمة السلطة وتجاوزاتها وخيباتها وأزماتها، التي أدت الى حروب أهلية، أصبح من خلالها المواطن العادي، ينظر الى الاستعمار كصفحة مشرقة، مقارنة بواقع بلده الهزيل"·
* * *
أهم محتويات العدد
- خريف التمرد: لماذا احترقت فرنسا؟·························· فوزي شلق
- الأصول الثقافية للمعرفة·································· شوقي جلال
- الفضائيات العربية: هل من دور تعليمي لها؟·· د· الطاهر خليفة القراضي
- الآثار الغرقى.. من ينقذها؟································ حسني حنا
- الكاتبات العربيات وسيرهن الذاتية·················· عبدالرحيم العلام
- حرب الخشب وثقافة الثأر القبلي························ وجدان الصائغ
- الصحافة ومستقبلها الغامض····························· أحمد أبو زيد
- محمود درويش·· أبعد من زهر اللوز························· شوقي بزيع
- ثقافتنا بين التعصب والتسامح························· د· جابر عصفور
- الجمال بين إبداع رب الكون·· وصنعة السليكون············ سليمان الفهد
- حلب موسيقى البشر والحجر··························· أشرف أبو اليزيد
- عبدالوهاب يبايع شوقي بإمارة الشعر!····················· جهاد فاضل