· إنغلاق المجتمع الديني وراء عزوف الفتيات عـــن الرياضية
· الدعم المادي الضعيف من الهيئة كان أبرز الصعوبات التي واجهتنا

"الطليعة" خاص:
انتهت اللجنة الوطنية لقياس اللياقة البدنية للنشء والشباب من إعداد التقرير الختامي لأعمالها وعرض نتائج الدراسة الوطنية الأولى لقياس مستوى اللياقة البدنية المرتبطة بالصحة للفئات السنية من 18-7 سنة في دولة الكويت، وقامت اللجنة بالتطبيق الفعلي لدراسة وجمع البيانات خلال الفترة من السبت الموافق 13/3/2004 وحتى السبت الموافق 10/4/2004 ، لعينة بلغ عدد أفرادها 2331 طالبا وطالبة بواقع 956 طالبا و 1375 طالبة، من جميع المناطق التعليمية الست ووفقا للكثافة العددية لكل منطقة·
وفي ضوء ما تم طرحه بالتقرير الختامي للدراسة الوطنية لقياس مستوى اللياقة من ظواهر غريبة وغير صحية تفشت بالنشء، لم تجد "الطليعة" إلا أن تحاور أحد أعضاء اللجنة وهي أ·د· رباح النجادة حيث قالت بأن الدعم المادي من الهيئة كان من أبرز ما واجه اللجنة من مشاكل خلال عملها وأكدت من خلال حديثها على أن اسباب زيادة الوزن للبنين مردها اجتماعية ويأتي على رأسها سوء التغذية هذا وارجعت الدكتورة رباح النجادة سبب تراجع الاقبال على الرياضة النسائية في الكويت إلى إنغلاق التيار الديني بالإضافة الى عدة اسئلة تخص التقرير تطرقنا لها خلال لقائنا بالدكتورة الذي بدأناه بالسؤال التالي:
* ما الهدف من وراء دراسة اللجنة؟
- أهداف اللجنة الوطنية لقياس اللياقة البدنية للنشء والشباب هي أن تحقق هذه الدراسة قياس وتحديد مستوى اللياقة البدنية للفئات السنية المحددة لكلا الجنسين في الكويت، ولتكون هي الخلية الأولى لبنك المعلومات المتعلقة باللياقة البدنية والمرتبطة بصحة المجتمع الكويتي، كذلك وضع المقاييس والمعدلات الوطنية المرتبطة بالصحة·
* إلى ماذا ستهدفون في المرحلة التالية بعد أن تبين لكم مستوى اللياقة في النشء؟
- نهدف في المرحلة التالية إلى وضع وتصميم البرامج والمناهج التعليمية والعلاجية التي تؤدي لرفع مستوى اللياقة البدنية لهذه الفئة السنية في المجتمع ومن ثم تطبيقها عن طريق الجهات المتخصصة، كما نهدف أيضا لرفع المستوى الثقافي والصحي للأفراد بصفة عامة وذلك للحث على رفع لياقتهم·
* كيف سيتم تطبيق هذه البرامج ؟
- سيتم تطبيق هذه البرامج بعد احتساب معدل اللياقة العامة وعلى أثر هذا المعدل سيصمم البرنامج المطلوب والموافق لها، وفي حالات أخرى هنالك برامج علاجية تختلف عن برامج رفع اللياقة ويوضع هذا البرنامج لمن يعاني من مشاكل واضحة وسيئة في اللياقة البدنية، ونحاول بهذين البرنامجين أن نوفق في رفع اللياقة والعلاج معا·
* ذكرت الدراسة أن ضعف اللياقة البدنية لها أثر بالغ على الحياة الاقتصادية و الاجتماعية، كيف؟
- ضعف اللياقة البدنية يؤدي إلى ضعف في الحالة الصحية للفرد ومن ثم الإصابة بأمراض لا حصر لها مثل أمراض القلب و السكري وارتفاع ضغط الدم، وذلك سيؤدي الى ضعف إنتاجه ومحدوديته في المجتمع ومن ثم ينعكس على أداء المجتمع ككل، كذلك تؤدي ضعف اللياقة إلى الاكتئاب وأمراض نفسية أخرى مما يؤثر أيضا على الحياة الاجتماعية للفرد·
* هل واجهتم أي صعوبات خلال إجراء دراساتكم واختباراتكم؟
- واجهنا بعض المشاكل لعل أبرزها الدعم المادي الضعيف الذي قدمته لنا الهيئه، إلا أننا استطعنا أن نغطي ميزانيتنا من خلال دعم المؤسسات والشركات والجمعيات التعاونية، ولم تتوان وزارة التربية عن تسهيل العقبات وتسخير طاقاتها لنجاح هذه الدراسة· كما واجهنا بعض الصعوبات مع أولياء أمور الطلبة الذين وقع عليهم الاختيار حيث أبدى بعضهم رفضه وذلك لما يتطلبه الاختبار من حضور الطلبة بعد انتهاء الدوام الرسمي·
* قدمت دورة تدريبية لفريق القياس استغرقت ثلاثة أيام، هل تعتقدين أنها كافية لتدريب الفريق الضخم؟ وهل استعنتم بخبراء أجانب في هذه الدورة؟
- الدورة التدريبية التي تم تطبيقها كانت مكثفة ومختصة إلى حد بعيد، ويشمل أعضاء اللجنة الذين طبقوا الدورة دكاترة متخصصين بهذا المجال حصلوا على مؤهلاتهم العلمية من أفضل الجامعات العالمية، وأعتقد انهم أكفاء لمثل هذه الدراسة·
* كيف تم اختيار عينة الطلاب؟
- تم اختيار العينة بطريقة تعرف "بالطبقية العشوائية" وبلغ عددها 2331 طالبا وطالبة كان منهم 956 طالبا و 1375 طالبة، وشملت جميع المناطق التعليمية ووفقا للكثافة العددية لكل منطقة·
* وجدنا أن عينة البنات كانت أكبر من عينة البنين، لماذا الطالبات أكثر؟
- من المعلوم أن نسبة البنات تغلب على البنين إحصائيا، وكانت نسبة تمثيل البنات أكبر من البنين في الفصول التي تم اختيارها لتقع تحت الدراسات والاختبارات·
* تبين من خلال التقرير أن هناك زيادة كبيرة في الوزن للبنين تبدأ بعد سن 13 إلى 18 على عكس البنات، هل هناك أي تفسيرات؟
- من الأرجح أن الأسباب اجتماعية، وتتمحور حول الطريقة التي يمضي بها النشء من البنين وقت فراغهم، وابتعادهم عن ممارسة الرياضة فيما يعاني معظمهم من سوء في التغذية، و توجههم إلى الوجبات السريعة وابتعادهم عن المأكولات الصحية· على عكس البنات اللاتي يمضين معضم أوقاتهن في المنازل ليتعرضن لظروف غذائية صحية أكبر·
* تبين من الاختبارات أن الزمن المستغرق في قطع مسافة 1200م جري - مشي أن البنين يتحسن أداؤهم مع التقدم في العمر على عكس البنات اللاتي يسوء أداؤهن مع التقدم في العمر، علما أن البنين هم من يزداد وزنهم مع التقدم في العمر على عكس البنات كما ذكر التقرير؟
- هناك فرق بين مستوى اللياقة البدنية للفرد و مستوى زيادة وزنه، ففي بعض الأحيان لا نرى زيادة الوزن تعيق مستوى اللياقة البدنية وذلك نسبة لنمو وتطور الجسم خصوصا لدى الذكور الذي يغلب نمو جسمه على زيادة وزنه·
* ذكر التقرير أن قرابة %33 من البنين و %50 من البنات لم يستطيعوا لمس أصابع قدميهم، هل هناك أي تفسير؟
- كانت تلك نتائج اختبار المرونة، وإنها تدل على الضعف الذي يعانيه النشء في مرونة العضلات بالأخص عضلات أسفل الظهر، كذلك القصر في طول العضلات الخلفية للفخذين، وهذه ظاهرة خطيرة تشير إلى مدى سوء اللياقة البدنية التي يعانيها النشء ويجب علاجها بعد تثقيفهم بمدى خطورتها المستقبلية·
* بعيدا عن تقرير اللجنة الوطنية، وبشكل شامل، لماذا نرى عزوفا من قبل الفتيات على ممارسة الرياضة في الكويت
- أرجح الأسباب لقلة الأندية النسائية أو بالأحرى وجود ناد وحيد وهو نادي الفتاة ووحده غير كاف لاستيعاب الرياضيات من مختلف مناطق الكويت، كذلك انعدام الثقافة الرياضية التي لها الأثر في تقصير ممارستها وعدم معرفة أهميتها لدى النساء·
* كنت إحدى لاعبات كرة السلة البارزات في نادي السالمية في فترة السبعينات، كذلك بطلة في الجمباز فيما قبلها، لماذا نرى معظم مدرسات التربية البدنية من الجيل الجديد لا يملكن إنجازات رياضية أو حتى خبرة ميدانية في الملاعب؟
- لا يخفى الأثر السلبي الذي أثر على الرياضة النسائية في الكويت بعد تسيد الانغلاق الديني على مجتمعنا في الحقبة ما بعد السبعينات، وربما هي السبب الرئيسي في عزوف الفتيات عن ممارسة الألعاب الجماعية في الأندية الكثيرة التي كانت متوافرة ما قبلها، وكان يجب على المسؤولين توفير أندية نسائية عديدة لسد الاحتياجات الرياضية و لتشجيع الفتيات على ممارستها· وهذا ما انعكس سلبا على خبرة ومستوى مدرسات التربية البدنية الحديثات واللاتي لم يمارس معظمهن لعبة رياضية في سابق عهدهن·

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* أ·د·رباح محمد النجادة
بكالوريوس في التربية البدنية من جامعة
حلوان في القاهرة وماجستير في فيسيولوجيا الرياضة من جامعة
دنفر بالولايات المتحدة الأمريكية ودكتوراه في فيسيولوجيا الرياضة من جامعة شمال ويلز في بريطانيا - وتعتبر أحد رواد دراسات التربية البدنية في الكويت من النساء وإحدى الرياضيات البارزات في السبعينات·