
عادت الحركة المصرية للتغيير "كفاية" الى الظهور مجددا على مسرح الحياة السياسية، لتحيي الذكرى الأولى لانطلاقها كحركة شعبية ساهمت في تحريك المياه الراكدة في الحياة السياسية في مصر، وقد اختارت كفاية أن تحيي هذه المناسبة على طريقتها من خلال مظاهرة احتجاجية على الأجواء التي أجريت فيها الانتخابات التشريعية المصرية، وما صاحبها من عمليات "بلطجة وتزوير لإرادة الناخبين" مطالبة برحيل من وصفتها بسلطة التزوير في البلاد·
وشارك آلاف المتظاهرين بمسيرة انطلقت من أمام دار القضاء العالي وسط القاهرة وجابت الشوارع وصولا لنقابة الصحافيين، وقد طالب المتظاهرون باستقالة وزير الداخلية حبيب العادلي محملين إياه مسؤولية مقتل 12 مواطنا في أعمال عنف خلال الانتخابات التي جرت في ثلاث مراحل على مدى شهر، وانتهت الأسبوع الماضي، وحمل المتظاهرون نعشا كتب عليه "جنازة الانتخابات" في إشارة الى عدم الرضا على النتائج التي تمخضت عنها الانتخابات أو الأجواء التي جرت في ظلها، مرددين هتافات ضد ما أسموه سلطة التزوير في مصر·
وقال منسق الحركة جورج اسحق إن الهدف الرئيسي من المظاهرة هو "التنديد بالأجواء التي صاحبت الانتخابات التشريعية وما حدث فيها من قتل وترويع وتزوير لإرادة الشعب المصري في التغيير"··
كما اعتبر اسحق أن الانتخابات التشريعية التي تم إجراؤها مؤخرا لا تعبر عن قطاعات كبيرة من الشعب المصري، مؤكدا على أنها تعبر عن سطوة المال والبلطجة في التأثير على إرادة الناخبين، وطالب منسق "كفاية" الشعب المصري بالتحرك ونبذ السلبية، والتفاعل مع القوى الوطنية الحية في البلاد للتعبير عن رأيهم بحرية كاملة وعدم خوف·
ومن جانبه أشار المتحدث الرسمي باسم الحركة عبدالحليم قنديل الى أنه كان من المقرر تنظيم هذه المظاهرة أمام بيت الرئيس مبارك، ولكن الموقف المشرف لقضاة مصر وتصديهم لتزوير نتائج الانتخابات دفع الحركة الى تغيير مكان المظاهرة وتنظيمها أمام دار القضاء، وأرجع قنديل توقيت المظاهرة الى موافقته لتنظيم أول مظاهرة للحركة العام الماضي أمام المبنى نفسه، للتنديد بمخطط التمديد أو التوريث·
وحول رجوع حركة "كفاية" الى ممارسة التظاهر، اعتبر قنديل أن الرجوع للتظاهر كوسيلة للضغط على النظام، جاء بعد أن تيقنت الحركة من أن العودة الى الشارع هي الوسيلة الوحيدة للتغيير، فطريق الانتخابات أغلقه النظام منذ زمن بعيد·