كتب باسل محمد:
نشرت صحيفة المصريون على موقعها بالإنترنت تقريرا يتحدث عن "دراسة خطة موسعة لمرحلة انتقالية تنتهي بقيام حزبين رئيسيين" فقد ذكرت أنها علمت من مصادر متعددة مقربة من دوائر صنع القرار أن أفكارا يتم تداولها بجدية كبيرة من قبل المخططين للمرحلة الانتقالية التي تمر بها مصر الآن يتم وفقها الاتجاه نحو إنشاء حزبين رئيسيين للتنافس على تداول الحكم في مصر أحدهما يضم كل القوى القومية والإسلامية، والثاني يضم الذين يطلقون على أنفسهم بالإصلاحيين من كل القوى الليبرالية· وكشفت هذه المصادر أن الولايات المتحدة أيدت هذا التوجه مشترطة فقط بأن يتم ذلك على أرضية التعامل بواقعية مع التوازنات الدولية في المنطقة وما تشمله من اتفاقات تكون مصر طرفا فيها والمتمثلة في الاعتراف باتفاقيات كامب ديفيد المبرمة مع تل أبيب وكل ما ترتب عليها من بروتوكولات، وأن لا يسمح على الإطلاق لأي قوى في مصر تعارض تلك الاتفاقات·
وتفيد هذه المصادر بأن العمل وفق هذا التصور الجديد سيكون على محورين الأول: تجاوز الخريطة الحالية والأحزاب السياسية الممثلة لها بما فيها الأحزاب الرئيسية بعد أن أثبتت تجربة الانتخابات غياب أي تأثير لها بالشارع المصري، حتى عندما اجتمعت وتكتلت على هيئة تحالف، ومن خلال ذلك يتم استقطاب العناصر الوطنية المتواجدة في تلك الأحزاب نحو الحزبين المقترح إنشاؤهما ما دامت تلك العناصر تقبل باتفاقية كامب ديفيد·
أما المحور الثاني، فمن خلاله سيعمل النظام السياسي خلال العامين المقبلين على تفكيك جماعة الإخوان المسلمين واختراق بقية فصائل التيار الإسلامي، والتي تسميها أجهزة النظام بالفلول المهزومة، واستقطاب العناصر التي تقبل الانخراط في الحزب المعادي للهيمنة الأمريكية·
وبالنسبة للحزب الوطني فمن المنتظر تفكيكه وتصفيته، وإن كان وجوده بات مرتبطا بوجود الرئيس مبارك في السلطة وترتيبات المرور عبر المرحلة الانتقالية الراهنة التي تمر بها مصر، وربما تم حله قبل ترك الرئيس مبارك للسلطة إذا ما تم الانتهاء من مراحل الخطة كما هو مقرر لها في حدود عامين على الأكثر·
وتشير الصحيفة الى
أن العناصر الإصلاحية
في الحزب الوطني بقيادة مبارك الابن تعمل الآن على عقد سلسلة لقاءات ونقاشات ضيقة للغاية تستهدف بلورة شكل الحزب الإصلاحي المقترح والمنتظر أن يضم عناصر من أحزاب الوفد والغد وشخصيات عامة ليبرالية·
ويشير التقرير الى أن دوائر في أعلى هرم السلطة تخطط لحل مجلس الشعب بعد عامين إذا سارت الأمور بشكل جيد وفقا للخطة المقترحة وسيتم حله بناء على أحكام قضائية ببطلان الانتخابات، بعد إصداره لمجموعة من القوانين المتعلقة بالإصلاحات والتي تنظم تداول السلطة بين الحزبين الرئيسيين المقترحين وفق نظام برلماني وصف بأنه صناعة مصرية وربما يكون على مقاس شخصيات بعينها بحيث تقود الحزب المقرب من السياسات الأمريكية وتصعد من خلاله للرئاسة·