كتب محرر الشؤون السياسية:
تردد في أوساط "الأسرة" أنباء عن مساع لترميم ما نتج عن فترة "التأزيم" التي ساهم فيها جميع الأطراف كل بأساليبه ولأسبابه· أجواء الترميم هذه تأتي بعد أن أخذ التصعيد أبعاداً خطيرة، والمساعي الأخيرة أخذت شكل لقاءات تصالحية سبقتها تصريحات متبادلة حول "حسم" موضوع "الحسم" وعدم وراثة الأحياء وأهمية العلاقات بين أفراد الأسرة وضرورة "صمت" الجميع طالما صرح "الكبار"·
رشح عن تلك اللقاءات أخبار تشير إلى أنها تجاوزت قليلاً مجرد جبر الخواطر إلى تناول أطراف بعض الحلول المقترحة لرأب الموضوع ولو موقتاً على الأقل، حيث يذكر في هذا الصدد أنه تم تداول أفكار عدة منها إعادة وزير سابق خرج من التشكيلة الأخيرة بعد أن عرضت عليه وزارة أخرى يرى أنها أقل من شأن الوزارة التي كان يشغلها·
من جانب آخر تردد احتمال تعيين نجل قطب كبير وزيراً سواء كان ذلك من خلال تشكيل وزاري جديد أو إجراء تدوير طفيف بعد إخراج عدد محدود جداً من الوزراء (محتمل أن يطال وزيراً واحداً فقط)، الأمر الذي قد يمثل إجراء عملياً أو خطوة باتجاه تخفيف الاحتقان وإبداء حسن النية من دون الاضطرار إلى إعادة الوزير السابق الذي خرج من الوزارة بعد أن شاب علاقته برئيس الوزراء شيء من التوتر بدأ في أثناء استجواب وزير المالية الأسبق يوسف الإبراهيم وما تلاه أيضاً عند عدم موافقة رئيس الوزراء على التجديد لرئيس جهاز أمن الدولة آنذاك المقرب من ذلك الوزير·
الأوساط المتابعة تقول إن توزير أحد المحسوبين على الجناح غير الممثل في التشكيلة الحكومية الحالية قد يعتبر نقطة اتفاق بينما لا تزال نقاط أخرى لما تحسم بعد، مثل رغبة أحد القطبين بحصر اللقاء المرتقب بينهما بينما يرى الآخر ضرورة إشراك آخرين من أبناء الأسرة فى ذلك اللقاء، والخلاف قد يعود، بنظر الأوساط، إلى ما شاب مرحلة التوتير من مس ببعض الشيوخ المطروح دعوتهم لحضورهم الاجتماع·
الخلاف حول من يشارك قد تفسره الأوساط على أنه خلاف على استراتيجيات التعامل في إطار الأسرة، أي من يمثل "المرجعية" وبالتالي فإن من يطرح فكرة تقليل عدد المشاركين في اللقاء المرتقب يريد حصر المرجعية بأقل عدد ممكن من "الكبار" فقط وهو ما سبق أن طرح في أحد التصريحات التي نشرتها إحدى الصحف ومثلت بداية التأزيم الأخير·
وفي السياق ذاته ترددت تصريحات بعضها من رئيس مجلس الأمة حول ضرورة عدم تدخل من يرى أن لا شأن لهم بموضوع "الحسم" رغم أنه من الناحية الدستورية يتساوى (الرئيس) مع هؤلاء وغيرهم، وقد فسر كلامه على أنه تقليل من أهمية كون "الأسرة" وخلافها واتفاقها هو شأن يهم جميع الكويتيين بمن فيهم رئيس المجلس وأن الدعوة لعلاج مشاكلها التي يعلم بها الجميع ليس تدخلاً في شأن خاص وشخصي بين بعض أفرادها، بقدر ما هو اهتمام بما يمكن أن يؤدي له ذلك الصراع من آثار سيئة على الكويت بأكملها· من جانبه صرح الشيخ صباح الخالد بأن على الجميع التزام الصمت بعد أن قال الشيخ صباح ما قاله عن هذا الموضوع، وهو تصريح كان مثار استغراب!! لدى الأوساط المتابعة لأنه اعتبر طلبا غريبا علاوة على أن المفترض أن توجه النصيحة لبعض المقربين له من الذين لعبوا دوراً في مرحلة التأجيج و(النصيحة بالصمت)، تقول الأوساط، تصلح في الغالب للذين أطلقوها بعد أن "شربت المسألة مروقها"·
وأضافت الأوساط المتابعة في معرض تعليقها على "أوامر" الصمت، بأن تدخل الكويتيين في هذا الشأن هو الذي أوصل الأمور إلى ماوصلت إليه من بحث عن الحسم لخشيتهم على الأسرة والنظام وبالتالي الكويت، وتشير الأوساط إلى ضرورة استمرار الضغط الشعبي بهذا الاتجاه إلى أن ينصلح "الحال" ويطمئن الكويتيون على وطنهم وعلى أسرة الحكم التي مثلت لهم على طول التاريخ المعاصر مركزاً للتوازن والاستقرار·