في مديحه·· وتعاليمه القاسية
نشمي مهنا
أدونيسُ يعلمنا الركض على الرمضاء،
لا يقودنا إلى النص، لكنه يقول إن الظلّ قادمٌ، لا محالة·
***
مرة استوقفني وقال: بماذا تشعر؟!
قلتُ: حمأةَ المخبول·
قال: اركض·· ففي الوصول خفوت،
واصل القتل فالناجون قليل·
***
مرة سمعتهم يتآمرون: هذا الذي سيطفىء وهجه·
لم يكن بيني وبينه غيرُ بيت بلا سقف·
لا يهمني أدونيسَ ولا أصحابي المتآمرين
بعد نهارين وليل يواصل الركض على عتمة أيام سبعة،
هطلت أمطار غزيرة، تشبه حلما أسود· وجعا غامضا· نشيجاً من أقصى الغابات·
أمطار تشبه الدوخة·
وظل أدونيس
مساء نزيها، يضم نجوما، كثيرة، وظل نقياً كليلٍ، تحتاجه ولا يحتاج كل هذي النجوم،
فريدا، بعزلته، وحيدا،
كمن كان يرغب في طعن الدريئة، في كسرها، كيما يتأكد أن قلب الحقيقة، حقاً، هو قلب الحقيقة،
وأحيانا،
قلبه كان يشك،
لأن الحقيقة شكٌّ·
هو المتآمر، ألفَ مرةٍ، عليه،
***
من منقذي؟
والحقيقة مستفردةٌ وحدها، حرة، في متن كتاب نظيف·
***
مرة قال لي: دع الحرف في حاله، وانتبه إلى الظلِّ·
قلت: كيف؟!
قال: إن أشرح لك الظلَّ·· سأضغط بإصبعي الوسطى على وريد الموت في عنقك يا صاحبي
إنْ تمُتْ·· أنت لي·
(قارئٌ صامتٌ)
وأضافَ: سأعبر بك جزرا معتمة، تحرّرْ،
قليل من الحدسِ يكفي، ويدٌ واحدةٌ نبي·
ملائكة كثيرون هنالك ينتظرون، تعال معي، سننجو من كيدهم·
***
رحتُ،
ليل لا كما الليل كان،
ولا مهرجان من الضوء كي نعرّفه، ولا فجر آتٍ، ولا ضحى في التثاؤب كان، ولا ظُهره، ولا أحقاد أصحابي الساهرين في كيدهم، ولا مثل أي شيء·
وحدَها
كانت الكلماتُ
تحاولُ
غواية معنى عصي·
nashmi22@hotmail.com