تقول د· نرمين يوسف الحوطي عن المسرح "كان أداة انعكاس وبلورة لمعطيات الواقع الاجتماعي والسياسي والاقتصادي والثقافي والحضاري، ومراحل تطوره" وتشير الى أن المسرح الكويتي الأكثر التزاما بقضايا الواقع المحلي والإقليمي·
الى ذلك تستند د· الحوطي في كتابها "التوظيف الإعلامي في المسرح الكويتي" الذي ترى أنه تطرق كثيرا لنقد الظواهر المحلية في السياسة والاقتصاد وحياة المجتمع وغيرها من جوانب·
وترى الكاتبة د· نرمين الحوطي أن المسرح الكويتي رغم انطلاقته في النصف الأخير من القرن العشرين إلا أن الخمسين سنة كانت مليئة بالإنجازات التي جعلته في مصاف حركات مسرحية كانت أقدم وأكثر إنتاجا، وتعيد الكاتبة ذلك الى تمثيله هموم المجتمع تمثيلا هادفا وعميقا، حيث الارتباط الوثيق بقضاياه مما أنتج نصا وأداء وإخراجا أكمل الصور الفنية العامة لتلك الأعمال·
وتقول د· الحوطي إن الأعمال المسرحية الكويتية بتتابعها تعطي صورة تاريخية لقضايا المجتمع الكويتي، لذا تعده الكاتبة كعلامة من علامات التوظيف الإعلامي الأهم، وتشير في كتابها الى أن المسرح الكويتي لم يكن تبشيريا ولا دعائيا لتوجهات السلطة السياسية مثلما هو واقع بعض المسارح العربية، ولا مروجا لأسماء قادة أو تيار سياسي وإنما كان مرآة صادقة لآمال المجتمع وتطلعاته وهمومه كمسرح نقدي بناء ومنبر آخر للديمقراطية·
وتضيف د· الحوطي أن المسرح الكويتي بحفاظه على رسالته الإعلامية والثقافية يكون قد سار على نهج التقاليد المسرحية العريقة، وأشارت الى أن هذا المسرح الذي حرص على توظيف الأدوات الفنية والدرامية لم يتخلّ عن المتعة الفنية رغم جدية الأفكار المتناولة لذا لقي إقبالا من الجماهير، ولا تغفل الكاتبة ما مر بحياة الكويتيين من طفرة اقتصادية مفاجئة لم تمر بها مجتمعات أخرى مما انعكس بالتالي على قضاياهم وثقافاتهم التي استوعبها المسرح الكويتي مستخدما إياها مادة خصبة بهدف إعادة التوازن وإشاعة والتنوير والتثقيف·
في مثل هذا الظرف الاجتماعي أدى المسرح الكويتي دوره في "التوظيف الإعلامي" إضافة الى ظروف أخرى اجتماعية واقتصادية وسياسية كانت تناقضاتها مادة أكملت المشهد الفني على خشبة المسرح الكويتي· ضم الكتاب ثلاثة أبواب رئيسية ربطت فيها بين الإبداع المسرحي والتوظيف الإعلامي في الكويت (التوظيف الإعلامي للمضمون الاجتماعي، والمضمون الاقتصادي، والمضمون السياسي) ثم توجز الكاتبة د· نرمين الحوطي مضامين كتابها في خاتمة هي بالأساس تفتح بابا واسعا يشجع البحث في شؤون المسرح الكويتي وتاريخه وأدواره المختلفة·