كتب المحرر الثقافي:
تصريحات الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بدر الرفاعي خلال افتتاح معرض الكتاب الثلاثين عن تميز معارض الكتب في الكويت ووصفه إياها "معلما من معالم الثقافة" وأن لا وجود للرقابة إلا على "كتب الفتنة"، عاد ونقضها في ختام المعرض ليعترف بوجود مشاكل رقابية "لا يحبها" رمى مسؤوليتها على وزارة الإعلام·
كنا كتبنا في عددنا الماضي عن مسؤولية الجهتين معا، حملنا فيها الوزارة ممثلة بإدارة المطبوعات وزر "المذبحة" المبالغ فيها هذا العام وتوسعها في المنع، وأمانة المجلس - من طرف آخر شريك - من خلال مزايدتها في مضاعفة الرقابة وحجز الكتب والتفتيش اليومي على أجنحة دور النشر، إضافة إلى الحادثة "البوليسية" التي جعلت من أحد الناشرين العرب "نجم المعرض" بعد ما عوقب على جرأته حينما وصف المعرض بـ"الأسوأ عربيا" مخاطبا الأمين العام للمجلس في إحدى الندوات، فسحبت من جناحه بعض الكتب بحجة إعادة القراءة!
حمّلنا الجهتين معا، وفوجئنا مؤخرا بتبادلهما الاتهامات على الصفحات الثقافية، مما يؤكد ما ذهبنا إليه من تغييب للحريات ووصاية على فكر القارئ في الكويت لم تمارس مثلما مورست في المعرض هذا العام·
تصريحات متناقضة
- يعترف أمين عام المجلس الوطني للثقافة أخيرا:
"توجد رقابة أنا لا أحبها ومسؤول عنها وكيل الإعلام"·
* يقول مدير إدارة المطبوعات والنشر في وزارة الإعلام محسن المطيري:
"السائد في الأذهان أن كل مصادرة أو حجز يكون من قبل الرقابة وهنا الأمر فيه الكثير من التجني، إن الأمانة العامة للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب أصدرت تعليمات واضحة لجهة ضبط هذه المخالفات لكن تنفيذيا يكون هناك بعض الأخطاء أحيانا والتي يكون لها رد فعل سلبي"·
- وعن سوء تنظيم المعرض بالرغم من أن ذلك حرف عن موضوع الرقابة والتي هي أهم:
يقول أمين المجلس: "إن من يقولون بسوء التنظيم عليهم أن يزوروا معارض الشارقة أو بيروت أو معرض مسقط الذي غرق فيه أربعون كرتونا تحت مياه المطر، أو معرض القاهرة الذي لم تعرض فيه كتب الدور اللبنانية بسبب قرار بيروقراطي لموظف في الجمارك"·
" إذاً، ما قصة "28 طردا من كتب معرض الكويت·· أتلفها المطر؟" (المنشورة في صحيفة الرأي العام بتاريخ 29 نوفمبر؟)·
- يقول مدير إدارة المطبوعات المطيري:
"الكتب الممنوعة بغالبيتها هي من كتب الفتنة الطائفية"·
" ويقول الناشر حسن ياغي (المركز الثقافي العربي):
"الحديث عن الكتب التي تثير الفتنة الطائفية، يثير استغرابي، حتى إنني أجد في هذا الكلام إهانة، لأنه من حيث المبدأ لا يمكن أن ننشر كتبا في هذا المنحى"·
- ويقول المطيري:
"نعم صادرنا بعض الكتب وليس كميات كبيرة"·
ويضيف المطيري قائلا لمحرر صحيفة الرأي العام:
"أنت تستخدم مصطلحات بوليسية في كلامك مثل تداهمون وتسحبون ومجزرة وغيرها من المصطلحات، لابد من توضيح نقطة في هذا الخصوص، وهي أن لا سلطة مباشرة لنا على المعرض وعلى دور النشر، إن هذا الأمر من اختصاص إدارة المعرض"·
- يصف الأمين العام منتقدي المعرض بـ"مع الخيل يا شقرا"· ويقول: "البعض يجلس على مكتبه ويقول إن المعرض سيئ التنظيم رغم أنه قد لا يكون قد زاره ولو مرة واحدة"·
" ونقول: زرنا المعرض والتقينا بناشرين عرب ونقلنا آراءهم من خلال استطلاع وقلنا رأينا في "المذبحة"، إلا أنه رغم ذلك وصفنا وزملاءنا في الصفحات الثقافية بقوله: "يبدو أن هناك شيئا في نفوس من يكتبون ذلك"·
فأي "حوار ديمقراطي" يدعو إليه أمين عام الثقافة في ندواته، وأي تقبل للنقد وقبول للرأي الآخر عندما يقول إن كتّاب إحدى صحفنا اليومية يشنون حملة بسبب "خط الجريدة التي هي ملكية خاصة لعوائل؟!!"·