· حرية الرأي والإعلام جزء لا يتجزأ من الديمقراطية
أكد المنسق في مكتب برامج الإعلام الخارجي في الولايات المتحدة الأمريكية الكساندر فيلدمان أن حرية الرأي والإعلام جزء لا يتجزأ من الديمقراطية الحقة، وأشار الى أن أحد أهداف مبادرة الشراكة الشرق أوسطية "مشروع الشرق الأوسط الكبير" هو تقوية الصحافة والصحافيين من خلال التدريب المهني·
وقال إن مكتب البرنامج الدولي التابع لوزارة الخارجية الأمريكية يهدف الى التواصل وإيصال الرسالة الأمريكية ليس فقط من أجل شرح السياسة الأمريكية والواقع السياسي الأمريكي وإنما الواقع الاجتماعي أيضا·
وعن الرسالة التي تحاول الولايات المتحدة إيصالها الى الآخرين عن السياسة الأمريكية والمجتمع الأمريكي، قال فيلدمان في كلامه في ديوانية وزير الإعلام الأسبق د·سعد بن طفلة "إن عملي هي أن تفهم سياستنا وتفهيم الآخرين لها· نريد أن نكون مصدرا للمعلومة لمن يريد أن يعرف أو يبحث عنها· فهناك من يفسر سياستنا على هواه في وسائل الإعلام المختلفة، وقد يفسرونها تفسيرا صائبا أو خاطئا· نحن نعتقد بضرورة استمرار الحوار حتى مع من نختلف معه· ونعتقد بأن مسألة الاختلاف مسألة طبيعية جدا فقد يختلف الأخ مع أخيه في وجهات النظر ونعتقد أن استمرار مثل هذا الاختلاف ضروري إذا كانت هناك قنوات حوار لتصحيحه"·
وأضاف فيلدمان: "لدينا فريق يتحدث لغات عدة خصوصا العربية ونحن نتواصل عبر الإنترنت والسفارات وسفارة الولايات المتحدة في الكويت نشطة وتساعدنا في أداء مهمتنا"·
حوار
وتابع: "مهمتنا الأساسية هي استمرار الحوار مع هذه الشعوب لنبني أكبر قدر ممكن من جسور الحوار كي لا نشعر بأن هذه الأمة أو المجتمع أو الدولة معزولة عن الولايات المتحدة، وبالتالي، خسرت الحوار معها"·
وقال إن هدف زيارته للكويت يقع ضمن نشاط لشرح السياسة الأمريكية والتواصل مع الشباب الكويتي وسماع وجهات النظر لديهم، ليس فقط في الكويت، بل في الخليج عموما·
وأكد أنه أمام تحد كبير خصوصا أن الحوار مع الشباب يستهدف الفئات العمرية التي تقل أعمارها عن خمسة وثلاثين عاما وهذه الفئات نسبتها 61 في المئة، وتزيد هذه النسبة في دول الخليج إذ تصل نسبة الشباب الذين هم تحت سن العشرين عاما الى 70 في المئة في المملكة العربية السعودية مثلا·
والشباب طبيعتهم مختلفة عن طبيعة آبائهم في التواصل والحوار مع الآخر·
ولفت فيلدمان الى أن الشباب في الولايات المتحدة وأيضا في الكويت لا يقبلون على الجرائد، بل يختارون مواضيع صغيرة جدا منها ويستمعون الى الراديو ويشاهدون التلفزيون أكثر فهم لا يريدون أن يعملوا عقلهم، كما أنهم يتواصلون مع بعضهم البعض عبر الرسائل الرقمية·
نرحب بالخليجيين
وأشار فيلدمان الى أنه بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر عام 2001 تأثرت علاقة الولايات المتحدة بدول الخليج وبدأ الكثير من الخليجيين بالتردد أو التوقف عن الذهاب الى الولايات المتحدة، موضحا أن البلد يرحب دوما بالخليجيين سواء كان للدراسة أو العمل أو السياحة·
وقال فيلدمان أن "سبب تردد الخليجيين يرجع إلى اعتقادهم بأن تأشيرتنا صعبة وأن مطاراتنا أو موانئنا البحرية صعبة الدخول·
وأضاف: لا أنكر بأننا مررنا بمرحلة إجراءات كانت أصعب من المقبول· ولكننا عملنا على تلافي هذه المشاكل وأستطيع أن أؤكد أن إجراءاتنا تحسنت ولكن ليس بالكامل، وأستطيع أن أؤكد مجددا أنه بتوجيهات من وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس ووكيل وزارة الخارجية المسؤول عني كارنيوز سوف تطور هذه الإجراءات للترحيب بأصدقائنا في الولايات المتحدة"·
وردا على سؤال عن حقيقة ما نشرته صحيفة الدايلي ميرور البريطانية عن نية الرئيس الأميركي جورج دبليو بوش قصف قناة الجزيرة القطرية، قال فيلدمان: "لم اشاهد الخبر والوثائق ولا أستطيع أن أعلق على هذا الخبر إننا ندافع عن المبادئ وحرية الإعلام وهذا يتناقض مع قيم بلدنا·
وأوضح فيلدمان أن إذاعة "سوا" وغيرها ليست تابعة بشكل مباشر للإدارة الأميركية وهناك دراسة صادرة عن مركز نيلسون"، أكدت أن "سوا" الموجهة للشباب استطاعت أن تستقطب الكثير منهم في دول كثيرة وهناك جدل في واشنطن بشأن الرسالة هل تكون مباشرة كما تفعل قناة "الحرة" أو غيرها مباشرة كما تفعل إذاعة "سوا" التي تبث أغاني بينها أخبار··· ويبدو أن إذاعة "سوا" نجحت أكثر من قناة "الحرة" في إيصال الرسالة فالهدف استقطاب مستمعين في البداية قبل إيصال الرسالة·
غياب الحوار
ورداً على سؤال يتعلق بغياب الحوار داخل العالم العربي، قال فيلدمان "نأمل أن يحدث حوار كبير في العالم العربي· ونعمل على تطوير مثل هكذا حوار بين بلدنا والعالم العربي للرقي بالصحافة وتدريب الصحافيين بالتنسيق مع سفارتنا لتحقيق هذا الهدف· والرئيس الأميركي جورج دبليو بوش دعا الى نشر الديموقراطيات في العالم· والديموقراطية وحرية الصحافة مسألة محورية في العالم العربي· فالرئيس ووزيرة الخارجية جادان في ذلك من خلال خطوات جديدة قرنت القول بالفعل، فكيف نفهم بعضنا، هناك معادلة سرية لذلك"·
وأضاف أن للولايات المتحدة دافعا مصلحيا لذلك، لأنه لا يمكن للسلام في العالم أن يوجد من دون الديموقراطية، مستشهداً بما جرى في انتخابات رئاسية أخيراً في مصر وإصلاحات في البحرين·
ورداً على سؤال يتعلق بانتقادات الولايات المتحدة عبر سفيرها للكويت في ما يتعلق بالتعامل مع الخدم، اقترح فيلدمان أن يطرح السؤال على السفير الأميركي (في الكويت)·
الديمقراطية والحرية
وردا على سؤال لـ "الطليعة" عن الإستراتيجية الإعلامية للحوار والتواصل مع المنطقة، قال فيلدمان "أعتقد أن الديموقراطية ليست ميكانيكية من خلال عملية التصويت· فحرية الرأي والإعلام جزء لا يتجزأ من الديموقراطية الحقة· أريد أن أؤكد على أن حرية الصحافة والصحافيين وإمكانية أن يحصلوا على التدريب المناسب مع الصحافة الأمريكية لمناقشة الاخلاقيات الإعلامية، وأحد أهداف مبادرة الشراكة مع الشرق أوسطية هو تقوية الصحافة والصحافيين من خلال التدريب المهني ولدينا عدد من البرامج في هذا الصدد"·
وختم فيلدمان حديثه قائلاً: "بأن الرئيس الأمريكي والإدارة الأمريكية يريدون أن يقرنوا القول بالفعل· واعتقد أن هذه السياسة ترجمتها وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس بإيصالها رسالة إلى الدول كلها التي تختلف معها· فأمريكا ليست ملاكا وعندما نخطئ نناقش الأخطاء ونعمل على تصحيحها"·