رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الاربعاء 28 شوال 1426هـ - 30 نوفمبر 2005
العدد 1705

الموت يغيّب غريد الشاطىء·· بعد رحلة فنية حافلة بالإنجازات

                                                                           

 

كتب الدكتور نادر القنة:

على إثر نوبة قلبية مفاجئة غيّب الموت مساء  يوم الجمعة الماضي، الخامس والعشرين من نوفمبر الفنان غريد الشاطىء "عيسى عبدالله خورشيد" عن عمر يناهز 64 عاما·· والذي يعد بحق إحدى العلامات البارزة، والفارقة في تاريخ الأغنية الكويتية المعاصرة·· في مرحلتها الوسطى، والحديثة·· حيث صنع نجوميته الفنية في مرحلة بناء النهضة وإعلان الاستقلال، وجاء مشواره مع جيل عمالقة الأغنية في الكويت في أعقاب جيل الرواد ممن أسسوا في الكويت حركة غنائية وموسيقية ناشطة ذات طابع شعبي خالص·

ترجل الفارس عن صهوة حصانه، ومضى في رحلته الأبدية، بعد أن أعياه قلبه الساكن بين ضلوعه·· ذلك القلب الذي لا يحمل للكويت، والناس، والآخرين، والفن، والثقافة إلا الكثير الكثير من المحبة· في مساء ذلك اليوم خفق خفقته الأخيرة معلنا الرحيل بعد ما يقرب من نصف قرن قضاها نجما متألقا في سماء الأغنية الكويتية والخليجية، ليلتف الناس في الكويت على اختلاف أطيافهم الفنية وشرائحهم الثقافية حول جثمانه لوداعه·· وداع الفارس الذي رفض السقوط عن حصانه في متاهات الفن السطحي والهابط والمبتذل· ليظل وفيا للفن الغنائي الأصيل الذي عشقه دون حدود·

يعد الفنان الراحل غريد الشاطىء من جيل الفنانين الكبار الذين بزغ نجمهم في المرحلة الوسطى، والذين ساهموا بقدر كبير من الجهد في سبيل تطوير الأغنية الكويتية على كل المستويات: كلمات، ولحن، وأداء·· وانتقلوا عبر أشرعتها من فضاء المحلية إلى آفاق التجربة الخليجية والعربية· واضعين في حساباتهم طبيعة المرحلة، ورغبات الذائقة الجمالية، والإرث الموسيقي والغنائي الذي توارثوه عن أسلافهم من مؤسسي هذا الفن الأصيل في التجربة المحلية· ففي الوقت الذي كان التطوير شاغله وشاغلهم أيضا· كانت قواعد الأصالة تهيمن على أنساق اشتغالاتهم الفنية، حيث لا إفراط ولا تفريط بتلك القواعد الفنية المتوارثة·

ولد الفنان الراحل غريد الشاطىء في مدينة الكويت عام 1941، وفيها تلقى دراسته الابتدائية ثم المتوسطة، وذلك في عدد من المدارس الحكومية النظامية·· وفي هذه المرحلة اتجه إلى الغناء، من منطلق الهواية التي راحت تداعب خياله وتوجهاته الفنية·

وهنا يذكر في سيرته الفنية أنه بدأ في ممارسته الغناء وهو طالب في المرحلة المتوسطة، حيث كان يشارك في الحفلات المدرسية، والأنشطة الطلابية على بساطتها في تقديم بعض الأغاني لكبار المطربين العرب، وذلك عام 1958·

وفي عام 1959 شاءت الظروف أن يشارك مع فرقة المسرح الشعبي في عرض مسرحية (تقاليد) للكاتب الشاب صقر الرشود، والإخراج للفنان محمد النشمي، بعد أن قدمه للفرقة صديقه يعقوب العمر·· وكان دور غريد الشاطىء في هذه المسرحية (مطربا) يغني في حفلة زفاف· وقد عرضت هذه المسرحية على خشبة مسرح مدرسة الصديق·

من هنا جاءت شرارة الانطلاقة الأولى نحو الساحة الجماهيرية، ونحو المجد الغنائي ليواصل مشواره في موقع آخر، وذلك حينما تقدم في العام 1961 إلى لجنة الفنون الشعبية التابعة لوزارة الشؤون الاجتماعية في ذلك الوقت، حيث قدم اختبارا في الغناء أمام اللجنة المكونة من: أحمد البشر، حمد الرجيب، أحمد العدواني· ونجح في الاختبار ليتم اعتماده مطربا من بين المطربين في ذلك الوقت· وكان من شدة تميزه، وامتلاكه لأدواته الفنية والموسيقية أن تحمس له المرحوم حمد الرجيب ليطلق عليه لقلب (غريد الشاطىء)·· ليظل حاملا هذا اللقب محليا، وخليجيا، وقوميا طوال الأربع والأربعين عاما الماضية· ليكون من خلاله صورة من صور الفن الخليجي المؤسس على قواعد الأصالة· وكانت أول أغنياته التي انطلق بها نحو الناس بعنوان (يا مرحب بالعيد) من تأليف وألحان ابن الصحراء وقد غناها عام 1961، وهي بمناسبة عيد الفطر· كما لحن له حمد الرجيب أغنية (جودي) التي كتب كلماتها منصور الخرقاوي·

وفي الخامس من يوليو عام 1962 تم تعيينه في قسم الموسيقى بالإذاعة· وتقاعد في إبريل من عام 1996·

طباعة  

خلال الفترة من 26 نوفمبر وحتى 15 فبراير المقبل
"الثقافية" تنظم دورات لتنمية العمل السياسي للمرأة

 
درايش