
كتب محرر الشؤون الفنية:
عبر المخرج الكويتي القدير خالد الصديق عن استيائه الشديد من الخلط الذي ارتكبته وزارة الإعلام في أثناء احتفال التكريم الذي خصت به فيلم "العاصفة" عندما أطلقت عليه صفة "فيلم روائي سينمائي"، وقال الصديق في هذا الصدد "أنا لا أقف ضد تكريم الدولة ممثلة بوزارة الإعلام لأي كويتي في أي مجال تراه مناسباً ولا أعترض على مبدأ التكريم نفسه بل أشجعه وأرى فيه أحد أهم عناصر التشجيع للفنانين والمبدعين، لكني أرى أن استخدام تعابير فنية في غير محلها لوصف فيلم العاصفة يمثل إجحافاً لي شخصياً وللفنانين الكويتيين الذين ساهموا في فيلم بس يا بحر" الذي مدته 110 دقائق، وأضاف الصديق قائلاً إن فيلم العاصفة الذي لم يتجاوز27 دقيقة لا يجوز أن يطلق عليه وصف "فيلم روائي سينمائي"، فهو فيلم قصير من جهة وهو غير سينمائي لأن هذه الصفة تطلق على الأفلام التي يذهب إليها الجمهور في دور السينما بمقابل مالي وهو ما لم يحدث مع فيلم العاصفة·
وأضاف المخرج الصديق قائلاً إن إضفاء صفة "أول فيلم روائي" على فيلم قصير يمثل انتزاعاً لهذه الصفة من "بس يا بحر" الذي أخذها بجدارة وبما حققه على مستوى العالم من جوائز تفخر بها الكويت والوطن العربي ووضع الكويت على خارطة السينما العربية·
وأضاف الصديق قائلا: ولا يمكن لفيلم مدته 26 دقيقة فقط أن يكون روائيا وأنا هنا أقصد الفيلم وليس القصة، ومن المؤكد أنه بالإمكان تحويل قصة قصيرة الى فيلم روائي طويل جدا وهذا ما قمت به أنا عندما حولت قصة قصيرة جدا من الأدب العالمي لبوكاشيو تتكون من حوالي صفحتين الى فيلم سينمائي مدته ساعتين وهو فيلم شاهين·
وبين الصديق أنه كتب مقالاً في الزميلة الرأي العام يوم الإثنين قبل الماضي (يوم التكريم) مبيناً هذه الجزئية ومتوقعاً من وزير الإعلام إنصافه وجمع الممثلين الذين ساهموا في "بس يا بحر" إلا أن الكلمات التي ألقيت تباينت بين إضافة كلمة قصير أحياناً وتركها أحياناً أخرى وهو ما لم يتوقعه من الوزارة التي أمضى فيها سنوات عمره الفني الأولى، على حد قوله·
وأكد الصديق على ضرورة أن لا يفهم موقفه هذا على أنه انتقاص من أعمال غيره من الكويتيين سواء في مجال السينما أو التلفزيون لكنه شدد على ضرورة تسمية الأشياء بمسمياتها وحفظ حقوق الملكية الفكرية والسبق التاريخي لكل عمل في مجاله وخانته الطبيعية·
وأشاد الصديق بالدور الكبير لنخبة الفنانين الذين ساهموا بشكل فاعل ومبدع في خروج "بس يا بحر" إلى النور، وقال إن هؤلاء الفنانين يستحقون من الكويت ومن وزارة الإعلام أن تحفظ حقوقهم المكتسبة لا أن يشوه التاريخ السينمائي الحقيقي، لأن الأمر لا يتعلق بخالد الصديق وحده، بل يصل الى الجهات التي قدمت الدعم لـ"بس يا بحر" والتي ذكرت في كادرات الفيلم لحفظ حقوقها ودورها الخلاق في إنجاز هذا الفيلم·