جدران وأبراج حراسة، تصادر أراضي الفلسطينيين، وتحرمهم من كل وسيلة للعيش على أرضهم· هذه الفكرة الشيطانية، وليدة نظام جنوب إفريقيا العنصري بالإضافة إلى مبتكرات معسكرات الاعتقال النازية خلال الحرب العالمية الثانية، ولدت في ذهن أرئيل شارون، رئيس وزراء العدو الصهيوني، حسب رواية محام رافقه في رحلة إلى جنوب إفريقيا في الثمانينات خلال تلك الزيارة· فقد حرص خلالها، وكان يومها وزيرا للمستعمرات ومصادرة الأراضي، على أن يشاهد بنفسه، ومن نوافذ طائرة عمودية، كيف نجحت حكومة جنوب إفريقيا في إقامة معازل السود، وكيف نظمت قوات كافية لقمعهم·
***
هؤلاء ليسوا من سكان أمريكا الأصليين يحتجون على حشرهم في "المحميات" في الولايات المتحدة الأمريكية، مثلما هو حال "محميات" الحيوانات البرية، وليسوا أيضا عرضا لاجتذاب السياح·
إنهم فلسطينيون من الجمعيات الجديدة (الغيتوات) التي أنشأها جدار الفصل العنصري وبواباته وأنفاقه وطرقه وأقفاله، ليصادر أراضي الفلسطينيين، ويعزلهم في هذه المعازل بلا مقومات حياة ولا وسائل عيش·
هؤلاء الصامتون، ولكن تعبيرا عن احتجاج عميق، يؤكدون أننا لن نقبل أيضا أن ينقرض تراثنا وثقافتنا وحياتنا وأرضنا، كما حدث لسكان أمريكان الأصليين·
جاء هذا المشهد أيضا مع انطلاق مؤتمر عقد في رام الله حول مصير القدس، للتأكيد على أن مقاومتهم لن تتوقف ضد الجدار العنصري، وسيلة النهب والاستعمار· وأنهم سيقدمون حياتهم دفاعا عن أرضهم وحريتهم· هذه الغيتوات قد تجعل ربما طريقنا إلى النصر والحرية، ولكن مقاومتنا الطويلة هي الحل الوحيد من أجل الحصول على حريتنا· وإلا صار مستقبلنا، كما يريد الصهاينة فرضه علينا، مشابها لمستقبل سكان أمريكا الأصليين·
تقول اللافتات التي يحملها الفلسطينيون في الصورة:
1 - سيد بوش·· جدار إسرائيل يعزلنا في محميات·
2 - سيد بوش·· الجدار إرهاب بأموال ميزانية أكبر·
3 - سيد بوش·· لسنا هنود القرن الحادي والعشرين الحمر·
4- سيد بوش·· جدار إسرائيل يصادر أراضينا·
5- سيد بوش··· جدار إسرائيل فصل عنصري·
***
اكتسبت الصلاة في كل يوم جمعة مغزى سياسيا في مواجهة جدار الفصل العنصري الإسرائيلي، وبدأت تلعب دورا مهما في مقاومة هذا المشروع الذي يدمر أرض وحياة الفلسطينيين· لقد أصبحت الأرض المصادرة المغتصبة مسجدا، ويتجمع الفلاحون الفلسطينيون متحدين لرفع صوت المقاومة الجماهيرية بأن إسقاط الجدار العنصري الحل الوحيد·
فلاحو هذه المنطقة الفلسطينية (عزون) كانوا أول من مر الجدار على حياتهم وأرضهم منذ سنتين، وحول قريتهم إلى أول قرية يحولها الاحتلال إلى "غيتو"·
عن "الحملة الشعبية الفلسطينية ضد جدار الفصل العنصري"·