الشركة الصينية والتحريم
محمد هزاع المطيري
"الحلال بين والحرام بين" لكن مع الأسف هناك من يحاول أن يجعل الدنيا مليئة بالمحرمات ويرسمها بفتوى دنيا سوداء لا بياض فيها وهذا ما حصل عندما أعلن عن تأسيس شركة كويتية صينية وطرح أسهمها للاكتتاب العام، فقد كان لدى الكثير من المواطنين نية الاكتتاب ولكن خرجت فتاوى من اثنين أو ثلاثة ممن يحرمون ما أحل الله من الاكتتاب بهذه الشركة التي لم تعلن عن نيتها العمل في تجارة المخدرات أو الخمور أو أكل الربا، وقد سببت هذه الفتاوى شكوكا وتوترا لدى طالبي الاسترزاق بالحلال ومن ثم منعتهم من شراء أسهم الشركة ولا أعرف هل التجارة والاستثمار في بلد كالصين حرام؟ وما الداعي إذا أن يستعمل هؤلاء المحرمون سلع الصين من ألبسة وحتى الصحون التي يأكلون بها؟
***
أهم ما في قضية كيفية استثمار الفوائض المالية للدولة هو أن نجعلها تنصب في مصلحة تعزيز الخدمات وتدعيمها، وهو الأهم في نظر الذين يدركون معنى تقديم خدمة أفضل لكل مواطن من هذا البلد، في المقابل أتمنى أن يكف بعض النواب عن تلك المزايدات التي تدخل في إطار مصلحتهم الشخصية من خلال محاولات لتركيع الحكومة للحصول على شيء لا ينتفع به المواطن إلا بمدة قصيرة وهي في النهاية مقترحات نواب لا مطالب شعب، لذلك أتمنى من كل أعضاء مجلس الأمة أن يسعوا جاهدين لتوجيه تلك الفوائض المالية نحو المستشفيات والمدارس وشبكات الصرف الصحي والطرق والجسور وإنشاء مناطق جديدة وفتح قنوات جديدة للتوظيف والقضاء على البطالة حتى تستفيد أجيال قادمة بكل معنى الكلمة·
***
الاستقرار الاقتصادي مرتبط ارتباطا مباشرا بما يحدث ويتجدد من تطورات على الصعيدين السياسي والأمني في أي مكان أو نقطة في العالم وبما أن منطقتنا "الخليج العربي" دخلت مرغمة في حروب ونزاعات كان السبب الرئيسي من وراء قيامها الأطماع فحسب وبسبب موقعها الجغرافي وقربها من مسرح الأحداث فإنه من الواجب على المسؤولين في دول مجلس التعاون أن يدركوا أنه لا مفر من الأخذ بالحسبان أن هذه المنطقة ودولها العربية المسالمة لا تزال داخل دائرة حرب جديدة لربما تفرضها سياسات رعناء لا يقرأ أصحابها وضع المنطقة الحساس والهزيل ولا يدركون معنى الواقع الجديد والتغيير العالمي فهم في إيران يضعون أصابعهم في آذانهم ليقولوا ما يريدون دون سماع من حولهم·