هذا مقال كتبه سليمان أحمد الحداد عن دور السينما الإيجابي، يصف فيها المعارضة التقليدية لمثل هذه التقنية حيث كانت تشبه ببدع الشيطان، أو أنها من المحرمات··
وفي مساهمة واعية ومتطلعة للتطور والبحث عن القيمة الأساسية من وراء ما يبث في دور السينما، كتب الحداد هذا المقال الذي يحمل نوعا من الجرأة والتحدي، وهو قد استعان بمقولة أحد رجالات الثقافة والتربية الأستاذ أحمد أمين· وطالب في ختام مقاله بضرورة فتح دور للسينما لعرض ما هو مفيد·
" المعد
***
السينما
"إن الإذاعة والسينما والصحافة في كل أمة انعكاس لثقافتها وعقليتها وأخلاقها وذوقها الفني"·
أحمد أمين
لعل القارىء يتذكر معي ما كان يعرض من أفلام الدعاية قبل خمس سنوات في الصفاة ويتذكر أيضا أنه بالرغم من أنها أفلام فاشلة إلا أنها كانت تجتذب إليها الجماهير من كل حدب وصوب، فيتجمهر الناس وقوفا ويتراصون ويتطاولون بأعناقهم ويركبون فوق سياراتهم ليروا تلك الأفلام التي لا تستحق المشاهدة، وقصدي من هذا أن أبين للقارىء تعطش الناس لمشاهدة الأفلام وشدة إقبالهم عليها·
ولا ينكر أحد ما للسنيما من فوائد جليلة تعود على المجتمع بالنفع والمتعة، ولكنها لا تخلو من المساوىء والنقائص بيد أن فوائدها ترجح مساوئها فإذا توافر لمجتمع من المجتمعات أن يأخذ فوائد السينما دون مساوئها أمكن أن تكون السينما فيه عاملا من عوامل التربية الاجتماعية ذات أثر بعيد في الإصلاح·
وفي أكثر بلدان العالم تقوم الصعوبات والحواجز دون افتتاح السينما فيها لأول مرة، وتقوم حجج المناوئين والمعترضين على أن السينما بدعة من بدع الشيطان وأنها غواية وحرام·
فأما أنها بدعة من بدع الشيطان فذلك ما يرفضه واقع الحال لأن السينما كأي وسيلة من الوسائل المادية لرقي البشر التي اخترعها العلم الحديث، فهي على التحديد تشبه الة الطباعة الحديثة، فهل يستغني البشر اليوم عن آلة الطباعة بحجة أنها بدعة من بدع الشيطان؟!، وشبيه بمن يقول هذا القول من يقول بوجوب قطع أسلاك الكهرباء لأنها بدعة ولأنها قد تقتل بعض الناس، وأما أنها غواية فغير صحيح ولا مقبول، ذلك لأننا متى استطعنا تنقية الأفلام المزمع عرضها على الناس وحرصنا على أن يشاهدوا أفلاما فيها الفائدة المتوخاة في جميع نواحي الحياة والمتعة الجميلة البريئة التي يستطيع الناس قضاء أوقات فراغهم بمشاهدتها مع حصولهم على الفائدة المرجوة دحض القول بأنها غواية· أما أنها حرام فلا نرى أن الدين قد تعرض لها بالتحريم وإذا قيل إنها قد تعرض بعض الأفلام التي تحوي شيئا من المحرمات فللقائمين على مراقبة الأفلام من المسؤولين أن يحذفوها من الفيلم أو يمنعوا عرضها·
ويتولاني العجب والدهشة حين أرى مجتمعا يقفز بخطى سريعة في مضمار التقدم والرقي بينما لا يزال فينا من يجادل ويحاجج بأن السينما حرام لأنها بدعة من عمل الشيطان وأنها غواية ومفسدة للأخلاق في حين نرى ما هو أسوأ أثرا في النفوس من السينما وأبعد مدى في خراب الأخلاق من السينما، لا بل لا يصح قياس السينما ببعض ما نراه في مجتمعنا من مساوىء ونقائص لأن السينما نكسب منها الفائدة مع قدرتنا على عدم تمكين ما قد يكون فيها من مساوىء من الانتشار بين طبقات الشعب·
لقد قدمت في حديثي هذا كلمة لشخصية عرفت بين رجال التربية في العالم العربي وأقصد به الأستاذ أحمد أمين وهو رجل طبقت شهرته البلاد وعرف بسداد الرأي وقيادة الفكر العربي الحديث ويرى القارىء أنه قدم السينما على الصحافة لما لها في نظره الصائب من أثر حسن في الثقافة الاجتماعية، ولعل من تحصيل الحاصل أن أذكر رجالا غيره يتفقون معه على ما يراه ولكن ما رأي القارىء بأن الدنيا كلها تعتبر أن من تحصيل الحاصل المناقشة في عظيم الفوائد التي يجنيها الناس من السينما·
وبعد فإن في الميسور أن نفتح دورا للسينما عندنا والرد على الحجج الواهية ومحاولة إقناع من يرى عكس ما نراه وذلك بالسماح للسينما أن تدخل بلدنا على أن نخضع من يطلب افتتاح دار للسينما لشروط أهمها:
أولا: أن يجلب الأفلام التاريخية والاجتماعية القوية كفيلم ظهور الإسلام الذي ينقلك إلى ذلك العصر الذي ظهر فيه الحق على الباطل ويريك عظمة الإيمان القوي بصاحب الرسالة العظيم·
ثانيا: أن يعرض في كل حفلة فيلما ثقافيا أو صحيا أو اجتماعيا قصيرا يستغرق عرضه ربع ساعة على الأقل وقد يكون هناك غير هذين الشرطين مما يجب أن يوضع على الأفلام التي تعرض عندنا·
سليمان أحمد الحداد
***
المذاهب الستة!
1- الاشتراكية: إذا كانت لديك بقرتان فيجب أن تعطي إحداهما لجارك·
2- الشيوعية: إذا كانت لديك بقرتان فيجب أن تعطيمها للحكومة والحكومة تعطيك حليبا·
3- الفاشستية: إذا كانت لديك بقرتان فاحتفظ بهما، واعط الحكومة الحليب، وبعد ذلك تبيعك الحكومة جزءا من الحليب·
4- المثالية الجديدة: إذا كانت لديك بقرتان فإن الحكومة تقتل إحداهما وتحلب الأخرى ثم ترمي الحليب في البلاليع·
5- النازية: إذا كانت لديك بقرتان فإن الحكومة تقتلك وتأخذ البقرتين·
6- الرأسمالية: إذا كانت لديك بقرتان فيجب أن تبيع إحداهما لتشتري ثورا·
***
إذا عرف السبب!
ذهب رجل إلى سوق الخفافين ليشتري خفا لزوجته، وكان كلما أخرج البائع له خفا طلب أخف منه! ولما استغرب الخفاف من أمره قال له الرجل: لا تستغرب، يا هذا، فإن ضرب الخف يقع على رأسي لا على رأسك!!