البحرين - المنامة:
أثار قرار حكومة البحرين في أواخر سبتمبر الماضي بالرضوخ لضغوط الولايات المتحدة الأمريكية وإنهاء مقاطعتها لإسرائيل، لقاء اتفاقيات التجارة الحرة مع الولايات المتحدة، ضجة قوية، في البرلماني البحريني وفي أوساط المواطنين البحرينيين· وإثر ذلك، وبالتوافق مع جلسة البرلمان التي عقدت لمناقشة القرار، قامت تظاهرتان شعبيتان، أولاهما بالقرب من مسجد عبدالله بن درويش فخرو، شرقي رفع، والثانية في مسجد الجمعية الإسلامية في المحرق· ونظم التظاهرتين منبر التجمع الإسلامي الوطني، وحضرهما سياسيون وأعضاء منظمات مدنية وآخرون·
وقال شيخ محمد عضو البرلمان المشارك في التظاهرة الأخيرة إنه لا يتوجب على البحرين أن تقف ضد مبادئها لقاء مجرد أرباح مالية، "إننا بحاجة إلى مواصلة إظهار تضامننا مع الشعب الفلسطيني، وعدم الخضوع لسطوة المال"·
وقال: "إننا نتظاهر لإرسال رسالة إلى حكومة البحرين والقيادة لنقول لهم إن هذا القرار جاء مخيبا لآمالنا إلى حد بالغ"·
ومن جانبه حث عضو البرلمان صلاح علي الشعب البحريني على رفض شراء المنتجات الإسرائيلية مهما كان قرار حكومته·
موقف البرلمان البحريني جاء حاسما بعد جلسة عاصفة خلال مناقشة القرار الحكومي برفع المقاطعة، فصوّت البرلمان لصالح العمل بقانون المقاطعة، وإعادة فتح مكتب مقاطعة إسرائيل في البحرين· وطالب البرلمان باتخاذ إجراءات إضافية بالتصويت لصالح أن تصدر الحكومة قانونا يمنع البحرين من التعامل مع إسرائيل أو التعاون معها، وتقدم بأربع توصيات تتضمن إدخال تعديلات على قانون العام 1963 تتضمن رفض تطبيع العلاقات مع إسرائيل·
وطالب أيضا بفقرة تلزم البحرين باحترام الإرادة العربية، واتفاقيات مجلس التعاون الخليجي المتعلقة بإسرائيل·
الجدير بالذكر أن حكومات عدد من البلدان العربية والإسلامية انساقت مع الدعاية الصهيونية التي قامت على أساس خرافة "فك الارتباط" للتخفيف من المقاطعة ومن عزلة الاحتلال، لقاء حصولها على معاملة تفضيلية من قبل الولايات المتحدة الأمريكية· فبالإضافة إلى البحرين، التقطت حكومة قطر الطعم الصهيوني لحث البلدان العربية على الاستجابة لفك الارتباط مع غزة وبدء المحادثات مع إسرائيل· وكان وزير خارجية الاحتلال الصهيوني ونظيره الباكستاني قد عقدا محادثات ثنائية في تركيا، وهي حركة أثارت احتجاجات عنيفة في باكستان·
على صعيد حكومة الاحتلال الصهيوني، هذه التحركات العربية والإسلامية تعتبر فتوحات لهذه الحكومة في وقت تكتسب فيه دعوة مقاطعتها، وعدم الاستثمار في مشروعاتها، وفرض عقوبات عليها، دعما واسعا على صعيد عالمي، بما في ذلك في البلدان الغربية· ولكن في ضوء ما واجهه قرار حكومة البحرين، والتظاهرات في باكستان، يتضح أنه لا الشعب ولا القوى السياسية في هذه البلدان مستعدة للتخلي عن مواقفها من المقاطعة، فعلى الرغم من ظهور نخب عربية وإسلامية قد تجد لها مصالح مشتركة مع الصهاينة، فتحاول تطبيع العلاقات معهم، إلا أن دعاية حكومة الاحتلال المكثفة والضغط، ما زالا غير قادر ين على الزعم بتحقيق نجاح كبير في مواجهة التوجه نحو نمو عزل عالمي لإسرائيل العنصرية·
(عن منظمة "اوقفوا الجدار")
www.stopthewall.org
