
كتب باسل محمد:
بينما كانت مصر "الرسمية" ممثلة ببطريرك الأقباط الأرثوذكس البابا شنودة وشيخ الأزهر محمد سيد طنطاوي ونجل الرئيس جمال مبارك ورئيس الوزراء أحمد نظيف، يجلسون على مائدة إفطار رمضانية، فيما يعرف بـ "مائدة الوحدة الوطنية" لم تخفف الكلمات التطمينية التي ألقيت من حالة الاحتقان والتوتر "الطائفي" التي تمر بها مصر "الشعبية" حيث تظاهر حوالي خمسة آلاف مسلم بعد صلاة الجمعة أمام كنيسة "مار جرجس" في الإسكندرية احتجاجا على عرض مسرحية قيل إنها تسـيء للإسلام ونبيه محمد صلى الله عليه وسلم·
وبرغم مرور التظاهرات السابقة بهدوء، إلا أن هذه المرة وقعت اشتباكات بين المتظاهرين الذين سعوا الى اقتحام الكنيسة وألقوا عليها الحجارة وقوات الأمن التي ردت بقنابل الغاز المسيل للدموع والهراوات وإطلاق الرصاص المطاطي، ما أدى الى مقتل 3 أشخاص وجرح حوالي 90 آخرين بعضهم عناصر في الشرطة·
وعلى الرغم من مرور قرابة أسبوعين على التسريبات الصحافية التي تحدثت عن المسرحية، وكانت سببا في تأجيج مشاعر المسلمين وتظاهرهم، وصدور بيان عن المجلس الملي التابع للكنيسة والذي لم يقدم اعتذارا وإنما أشاد بالعلاقات بين المسلمين والمسيحيين، إلا أن الصمت البابوي حيال المسألة يثير جدلا شديدا، خصوصا أن المطلب الأول للمتظاهرين هو اعتذار رأس الكنيسة عما حدث أي اعتذار من البابا شنودة بطريرك الأقباط الأرثوذكس·
وتحدثت الصحف الحكومية، خصوصا "روز اليوسف" عن دور غامض لجماعة الإخوان المسلمين الذين اتهمتهم بأنهم "سبب تأجيج الفتنة بتحريضهم المصلين على التظاهر أمام الكنيسة" معللة ذلك بأغراض انتخابية وللتأثير على فرص مرشح الحزب الوطني، وهو قبطي في دائرة غربال وهي الدائرة التي تقع فيها الأحداث، ولكن مصادر إخوانية نفت ذلك معتبرة أن الإخـوان ليسوا بحاجة للجوء الى أساليب رخيصة كتلك·
وعلى جانب آخر قدمت جهة أمنية عليا الى مؤسسة الرئاسة تقريرا أمنيا يؤكد أن أحداث كنيسة مار جرجس تحركها أيد خفية خارجية، كما أن توقيت تفجيرها جاء متزامنا مع عقد المؤتمر الدولي الثاني لأقباط المهجر بواشــنطن الذي يعقد تحت عنوان "غياب الديمقراطية وحرية الأديان بالشرق الأوسط" والذي يرأسه عدلي أبادير ويشارك فيه من مصر عديد من الأقباط، كما يشارك فيه عالم الاجتماع الدكتور ســعد الدين إبراهيم مدير مركز ابن خلدون.