رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 16 رمضان 1426هـ - 19 أكتوبر 2005
العدد 1700

لماذا لا تكون معارضاته أهـدته الجائزة؟!
صوت الإنسان في مسرح هارولد بينتر·· يفوز بنوبل الآداب

                                                                                  

 

كتب المحرر الثقافي:

بعد توقعات كثيرة تداولتها الأوساط والصفحات الثقافية العربية والعالمية حتى شكلت "متعا" سنوية للتنجيم باسم الفائز، اختارت الأكاديمية السويدية الكاتب المسرحي البريطاني هارولد بينتر فائزا بجائزة نوبل للآداب لهذا العام·

وكما هي العادة بعد كل إعلان لاسم نوبلي سارعت الصحافة الأدبية العربية الى فتح ملفات الفائز لمعرفة مواقفه من القضايا العربية، لوضعها كعناوين رئيسة مرحبة أو غاضبة من الاختيار، وفق بعده أو قربه من نصرة قضايانا·

وفي هارولد بينتر ركزت أغلب الكتابات على موقفه الواضح المناهض للحرب الدائرة في العراق، مثل وصفه لرئيس حكومته توني بلير بـ "مجرم حرب" وقوله "لقد حملنا للشعب العراقي العذاب والقنابل العنقودية واليورانيوم المخصب والكثير من عمليات القتل العمياء، حملنا إليه البؤس والانحدار، كل ذلك تحت غطاء الحرية والديمقراطية في الشرق الأوسط"·

ولهارولد مواقف شخصية قديمة من الحروب بدأت برفضه الخدمة العسكرية أثناء الحرب العالمية الثانية "كان محتملا أن أذهب الى السجن، أخذت فرشاة أسناني معي الى المحكمة، لكن القاضي كان سموحا وغرمني ثلاثين جنيها، ربما سيطلبونني الى الحرب المقبلة، لكنني لن أذهب"· كما يعد مناصرا قديما لقضية الأقليات الكردية·

بسبب مواقفه تلك وموقفه المعارض لسياسات بلده مثل اعتباره بريطانيا تابعا يدور في فلك الولايات المتحدة وهي مقولة تقترب من الكلام الشعبي، استبعدت كثير من الأوساط الثقافية فوزه بجائزة نوبل خصوصا وأنه لم يكن مرشحا لها أساسا·

لكن من يدري، قد تكون تلك المعارضات التي وصفت غالبا بالإنسانية هي نفسها وراء فوزه بالجائزة؟!

في مبررات الفوز، تقول الأكاديمية إن هارولد بينتر "أفضل من يمثل المسرح البريطاني في مرحلة ما بعد الحرب العالمية الثانية"، وأنه "يكشف في مسرحياته المتاهات الكامنة· وراء كلام الحياة اليومية ويقتحم مواطن الظلم الخفية"·

ولد بينتر في العام 1930 لأب يهودي وكتب أولى مسرحياته "الغرفة" عام 1957 وواصل بعدها شهرته بمسرح التزم العبثية في الطرح والتجديد في اللغة، من حيث الحوارات القصيرة المتقطعة وغير المترابطة، والأجواء المتناثرة بمسرح بيكيت· كما كان ناشطا في العمل والمقال السياسي، وفاز قبل عامين عن ديوانه الشعري "حرب" بجائزة "أوين"، وهي قصائد ضمنها مواقفه السياسية·

بعد فوزه بجائزة نوبل للآداب كرر بينتر صرخاته السياسية في وجه القوى التي يراها جالبة للخراب وأولها بلده "أعتقد أن العالم ذاهب الى خسارته إن لم ننتبه الى ذلك· العالم مثلما هو عليه، هو عالم خطير جدا وأظن أن بلادي لا تقوم بالشيء الكثير لتحسين شروطه"·

طباعة  

وتد
 
www.jozoor.net
"جذور"·· خارطة الإبداع العربي في المهجر

 
خبر ثقافي
 
الموت في سبتمبر
 
المرصد الثقافي