مطلوب تصحيح صورة المعاق في الدراما

كتب: محمد ناصر العراك
مجرد سـؤال عـمود أكتب فيه هموم أبنائنا من ذوي الاحتياجات الخاصة ، ومدى تطلعاتهم وتطلعات أسرهم في المستقبل حينما تنغلق الأبواب فكانت النتيجة أن أطرح أسئلة عدة بعمودي (مجرد سؤال) عسى أن أجد الجواب وأتأمل بموجبها خيرا لتلك الفئة وأسرهم·
في العدد 1653 بتاريخ 10 نوفمبر 2004 تساءلت عن دور الإعلام في التوعية والإرشاد ومستوى الاتصال بالمجتمع بصورة مباشرة لتغيير نظرة المجتمع من خلال عمل "فلاشات" تمجد دور أبنائنا من ذوي الاحتياجات الخاصة سواء الذهنية أو الحركية أو الحسية أو غيرها من تلك الإعاقات لتتطرق لإنجازاتهم ورفع الروح المعنوية والمادية عندهم·
وفي العدد 1655 بتاريخ 1 ديسمبر 2004 تساءلت عن كيفية وضع الخطة العامة والشاملة التي تخدم قضايا أبنائنا من تلك الفئة وأسرهم، ولكن مع الأسف فإن بعض مسلسلاتنا الخليجية تسيء لتلك الفئة وأسرهم·
ربما تكون غير مقصودة ومن تلك المسلسلات مسلسل "السرايات" حيث أساء لشخصية معاق متخلف عقليا ولم تكتف الدراما الكويتية بصورة خاصة والخليجية بصورة عامة بالإساءة لتلك الفئة بل تطاولت بالإساءة لأسرهم دون علم أو دراسة مسبقة من قبل كتابها، فمن خلال مشاهدتنا بعض المشاهد كمسلسل "جرح الزمن" و"بعد الشتات" وأيضا "المطبات"، رأينا أنه وقد ينعكس سلبا على أفراد المجتمع من أسر ذوي الاحتياجات الخاصة، وبعدها تساءلت هل تستطيع الدراما الخليجية أن تخرج بمسلسل تصحح ما أفسدته من خلال الطرح الإيجابي لمعاق وأسرته التي استطاعت أن تحتضن تلك الفئة من أبنائها لتخرجها للمجتمع بإنجازاتهم وبطولاتهم في جميع المجالات والتي عجز الآخرون عن تحقيقها؟!!!·
وبدخول مجلة "المنال" عامها التاسع عشر وبتنظيمها أول ملتقى عربي عن السينما والإعاقة من الفترة 22 _ 24 مايو 2005، كتبت صحيفة "الخليج" الإماراتية بعنوان "ملتقى المنال يوصي إشراك المعاقين في الأفلام السينمائية" فقد تطرقت الإعلامية إقبال التميمي في الورقة الثالثة إلى الدور السلبي الذي لعبته السينما العالمية في ترسيخ صورة مشوهة لذوي الاحتياجات الخاصة، حيث أشارت إلى الصور المشوهة التي رسمتها بعض الأفلام في وجدان المشاهد حول حقيقة حياة المعاق في المجتمع·
وألقى حميد عقبي باحث وسينمائي يمني وطالب دكتوراه في الإخراج السينمائي في جامعة كون الفرنسية الورقة الرابعة التي سلط الضوء فيها على عدد من النقاط والتساؤلات حول سبب قلة الأفلام السينمائية الخاصة بفئة ذوي الاحتياجات الخاصة في الوطن العربي وعن حاجتنا إلى سينما حرة تعبر عن القضايا الإنسانية من دون أن تستخدمه كسلعة وتتاجر بمشاعره وأحلامه ، كما تطرق إلى صوره المعاق في السينما ·
وقدم الدكتور عماد حمودة الورقة الأولى حول الأشخاص المعاقين في السينما الأمريكية إشارة إلى النمط السائد للصورة النمطية للمعاقين في الأفلام السينمائية وتجاهل الشخصية الحقيقية للإنسان المعاق وتناول الدكتور محمود جمال في الورقة الثانية موضوع السينما ودورها في خدمة قضايا المعاقين وأشار إلى الطريقة التي تعاملت فيها السينما مع قضايا المعاقين ودور السينما في خدمة قضاياهم ·
وبعد هذا الملتقى هل نحتاج إلى ملتقى آخر لأخذ قرار وتوصيات بحق تلك المسلسلات سالفة الذكر بقطع المشاهد التي تسيء الى المعاقين وأسرهم من قبل إدارة الرقابة بوزارة الإعلام احتراما لمشاعرهم مع التفاتة طيبة حولهم لتؤدي دورها المطلوب من التوعية والإرشاد وأهمية المعاق بالمجتمع كسائر أفراده من بعد دراسة شاملة مع ذوي الاختصاص من النفسيين والاختصاصيين والمهنيين والأساتذة في إدارة التربية الخاصة والدكاترة من ذوي الاختصاص من جامعة دولة الكويت وأصحاب الشأن المتمثلين بالمعاقين وأولياء أمورهم·
هذا هو أهم شيء ليكون بالفعل دراسة شاملة تصحح ما أفسدته تلك الأفلام والمسلسلات··· وهذه هي الأمنية فهل تتحق؟ أم نحن بحاجة إلى تفعيل قانون رقم 49 لسنة 1996 بشأن رعاية المعاقين الباب الخامس (العقوبات) مادة 22 والتي تقول: "يعاقب بالحبس مدة لا تجاوز سنة واحدة وبغرامة لا تجاوز ألف دينار أو بإحدى هاتين العقوبتين كل شخص يلزم برعاية أحد الأشخاص المعاقين أيا كان مصدر هذا الالتزام ويهمل في القيام بواجباته أو في اتخاذ ما يلزم لتنفيذ هذه الواجبات· وتكون العقوبة الحبس مدة لا تجاوز سنتين وبغرامة لا تجاوز ألفي دينار أو إحدى هاتين العقوبتين إذا ترتب على هذا الإهمال إلحاق ضرر بالشخص المعاق·
أما إذا نشأ عن ذلك وفاة الشخص المعاق تكون العقوبة الحبس مدة لا تجاوز ثلاث سنوات وبغرامة لا تجاوز ثلاثة آلاف دينار أو إحدى هاتين العقوبتين"·
لنتوقف قليلا ونضع خطا أحمر "إذا ترتب على هذا الإهمال إلحاق ضرر بالشخص المعاق" وما الحال إذا كان الضرر يشمل الأسرة والمعاق؟! مجرد سؤال؟!

