رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 21 محرم 1426هـ - 2 مارس 2005
العدد 1667

أزمة الوجود السوري بين الخروج بسلام والبحث عن مبررات البقاء

                      

 

·         أهم المبررات: التوطين الفلسطيني، وإيقاع لبنان تحت النفوذ الغربي

 

كتب بسام الحلبي:

يتجاوز عمر أزمة الوجود السوري في لبنان سنوات طويلة إلا أن جريمة اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري في بيروت في 14 فبراير الماضي - بغض النظر عمن ارتكبها - يمكن القول بأنها قد أخرجت أزمة الوجود السوري إلى سطح الحياة السياسية ووسعت حجم القاعدة التي تطالب بوضع حد لها بعد أن كان الأمر مقتصرا على بعض الأحزاب والسياسيين المحسوبين على تيارات المعارضة اللبنانية·

فالقنبلة التي زرعت في الطريق لاغتيال الحريري، يبدو أن شظاياها ستصل إلى كرسي الرئاسة في دمشق مرورا بقصر بعلبك في بيروت، فقد تزايدت الضغوط الخارجية على سورية كي تسحب قواتها من لبنان وتنفيذ القرار 1559 الصادر عن الأمم المتحدة بهذا الصدد، فبعد اجتماع جمعهما في بروكسل عاصمة الاتحاد الأوروبي شدد الرئيسان بوش وشيراك على ضرورة قيام سورية بسحب قواتها من لبنان وإنهاء "احتلالها" لهذا البلد وإعادة السيادة اللبنانية·

ومع أن سورية كانت قد أعادت انتشار قواتها الموجودة في لبنان خلال السنوات الماضية عدة مرات، وكانت قد قلصت حجم هذه القوات لدرجة أنه لم يعد يتعدى الـ 15 ألف جندي فقط، إلا أنها مازالت تصر على البقاء، متحملة في سبيل ذلك كل الضغوط الدولية التي تمارس ضدها·

ويرى بعض المراقبين أن القيادة السورية مازالت مشددة حول ما يجب أن تقوم به للخروج من تلك الأزمة فهي تبحث عن الخروج بسلام من لبنان في الوقت الذي تبحث فيه عن مبررات بقاء قواتها في لبنان·

 

مبررات بقاء القوات السورية في لبنان

 

فحسب وجهة النظر السورية فإن الغاية من الضجة الأخيرة هي الرغبة في إجبارها على سحب قواتها، تمهيدا للاستفراد بلبنان ومن ثم إنهاء الصراع العربي الإسرائىلي بالمنطقة بناء على سياسة الأمر الواقع، ولذلك فإن سورية تريد أن تجنب الجميع هذا الخطر، ويأتي في المقام الثاني الوجود الفلسطيني "حسب وجهة النظر السورية أيضا" سيؤدي الانسحاب السوري من لبنان إلى توطين الفلسطينيين الموجودين فيه، وهو الأمر الذي سيقود لا محالة لحرب أهلية بذلك البلد، لأن التوطين سيعني الإخلال بالديمغرافية الطائفية هناك·

أما بالنسبة إلى السيادة اللبنانية فسورية ترى أن ذلك "حق يراد به باطل" والباطل هنا هو تدويل لبنان وإيقاعه تحت النفوذ الغربي بمجرد انتهاء النفوذ السوري محذرين من أن الوجود السوري بلبنان هو وجود "جغرافي استراتيجي" لكن النفوذ الغربي سيكون "جغرافيا سياسيا" وأن هناك اختلافاً كبيراً بين النفوذين وغايتهما·

 

السعي للخروج بسلام

 

أمام مخاوف الزعماء العرب وقلقهم البالغ من أن تتعرض المنطقة التي هي أصلا في وضع متفجر إلى مزيد من زعزعة خطيرة للاستقرار، بدأ البحث عن مخرج لهذه الأزمة فكانت زيارة عمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية وتبعها بعد ذلك زيارة اللواء عمر سليمان رئيس المخابرات المصرية، وقد حث الرجلان الرئيس الأسد على أن تقوم سورية بتنفيذ اتفاق الطائف لعام 1989 الذي ينص على انسحاب سورية من لبنان، ولكن وقبل ذلك عليها بسحب رجال مخابراتها وعلى الخصوص اللواء رستم غزالي الذي يعتبر إلى حد كبير المسؤول عن التدخل الفاضح في كل نواحي الحياة اللبنانية، وعليها أيضا أن تتعاون مع اللجنة الدولية التي يرأسها مفوض من الأمم المتحدة والتي كلفت التحقيق في اغتيال الرئيس الحريري.

طباعة  

مبارك يتقدم بتعديل دستوري يسمح بأكثر من مرشح للرئاسة
حركة "كفاية" تجمع شعبي يدعو لوقف التمديد لمبارك

 
قريع يشكل الحكومة ولكن الأزمة مستمرة
هل هي حرس قديم وآخر جديد أم حول كيفية تقسيم "الكعكة"؟!

 
بعد عملية السلام في السودان
انشقاقات وصراعات بين فصائل الحركة في الشمال