شظايا من وسط بيروت
نشمي مهنا
(1)
الغاضبون، المتهالكون، المفجرون والمتفجرون
كارهو الساحات الرحبة، والهواء الفرح، والضوء والخضرة والنوافير والمقاهي المفتوحة والأحاديث التي تشبهها··
مبيتو الضيق والخراب والصمت للساحات وأهلها
مهندسو الحفرة المرعبة في وسط بيروت
مكممو صوت المعارضة الحر
مغيبو الحريري، شاتمو جنبلاط، مخونو الجميّل
رجال النظام العنكبوتي، مُزَيّتو عقولهم لمكائد خارج زماننا
حفرة أعمق·· بانتظارهم·
(2)
حينما تهادن أو تتسامح أو تتمهل أمريكا، الى أن يلمّعوا صورهم المهترئة!
حينما يرفع كل من يريد التفرغ لتقتيل شعبه يافطة السيادة!
حينما يُغض الطرف والانتباه عن التهديد الرسمي، دون حساب!
حينما يشتغل حزب الله على تنفيذ وصايا الله والدولة الشقيقة!
حينما يخشى إعلامنا وترتعب صحفنا العربية من فضح جرائم الشقيق خوفا على بيتنا الزجاجي!
ستجد الأيدي الوسخة وقتا كافيا لتركيب وتوضيب حقد بزنة 350 كيلوغرام في وسط ساحة مزدحمة بالناس والآمال والحريات·· وفي رابعة النهار!
(3)
كلمة ميشال عون في الكونغرس الأمريكي·· جريمة لا تغتفر··!
مطالبات جنبلاط بالانسحاب من أرض وطنه·· خيانة!
أصحاب "قرنة شهوان" محرضون بلا وطنية··!
الحريري متمرد دوّل القضية··!
رجل الشارع البسيط "مغسول مخه" وخائن لوطنيته··!
بعد كل هذه التهم سينسحبون وبجيوبهم كروت حمراء، لا تحمل إلا معنى واحدا وواضحا لـ "الخيانات"·
(4)
الاحتلال قد يتكلم "شامي"··
الأميون وحدهم يظنونه بلسان ووجه "عبري"، ولا يأتي إلا من الجنوب!
(5)
الفنجان الذي ارتشفه في ذاك المقهى، وغاب مستعجلا··
سيتجرع "الأخوة" مرارته·
nashmi22@hotmail.com