من الطبيعي أن التواصل مهارة مركزية بالنسبة إلى الوجود الإنساني، فالأطفال الذين يعجزون عن التعبير عن أفكارهم ومشاعرهم بالكلمات، أو الذين لا يستطيعون اكتساب المعلومات بالاستماع أو القراءة يواجهون بالتأكيد مشكلات في المدرسة، ومن الصعوبة بمكان أن يتعلموا أو أن يكونوا علاقات مرضية مع الآخرين·

ونفهم من ذلك بأن للتواصل أهمية كبرى في تنمية قدرات الأطفال التعبيرية، وتعتبر اللغة هي النظام المركزي المستخدم في التواصل، في حين إن الكلام من أكثر وسائط التواصل استخداما وتعقيدا، "إنه الشيفرة التي بموجبها يقدم الإنسان لغته المنطوقة من خلال تشكيل وتسلسل معين للأصوات وباستخدام التنفس والعضلات"·

فأي خلل يصيب عناصر عملية التواصل يؤدي إلى حدوث اضطراب الكلام واللغة، ويعرف في هذه الحالة، "باضطراب ملحوظ في النطق والصوت أو الطلاقة أو التأخر اللغوي أو عدم تطور اللغة التعبيرية أو اللغة الاستقبالية، الأمر الذي يجعل الطفل بحاجة إلى برامج علاجية وتربوية خاصة"·

وعليه فمن المهم أن يراعي القائمون على رعاية وتربية الطفل ملاحظة الأمور التالية خلال مراحل نمو الطفل، وهذه الأمور متعلقة بعملية التواصل، وهي:

1  - إذا أصبحت عملية إرسال الرسائل أو استقبالها عملية خاطئة

2 - إذا أصبح الطفل الذي يفعل هذه الصعوبة في وضع صعب تعليميا أو اجتماعيا

 3 - إذا تركت الصعوبة أثرا سلبيا على النحو الانفعالي للطفل

 4  - إذا استرعت الصعوبة الكلامية أو اللغوية انتباها سلبيا من الآخرين

ويجب على القائمين على رعاية وتربية الطفل أن يتأكدوا من سلامة عناصر التواصل اللغوي الثلاثة، مع مراعاة أن يكون الوسط الذي تتم من خلاله عملية التواصل مناسبا لنجاحها إذا ما كانت العناصر الثلاثة سليمة، وهي:

1  - المرسل: القائم بتوجيه الكلام للطفل "صوته واضح، مخارج الحروف سليمة"

2 - الرسالة: الكلام الموجه للطفل "كلمة أو أكثر، جملة أو أكثر"

3 - المرسل إليه: الطفل المستقبل للكلام "انتباهه جيد، سمعه سليم"