رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 7 محرم 1426هـ - 16 فبراير 2005
العدد 1665

تأهيل المجتمع والمعاقين

                                                                            

 

قبل الحديث عن المعاقين والمجتمع سأبدأ بقاعدة أبني عليها حديثي..!

القاعدة هي: تفهم المجتمع للإعاقة من شأنه أن يساعد المعاقين على التغلب على إعاقتهم

من المستحيل أن نكون سببا في تطوير وازدهار المجتمع ولكن من المؤكد أن نكون أحد العوامل المساعدة على تطويره وازدهاره، فنحن لنا دور وأنت لك دور، فالمعاق عندما يرى نفسه بين أسوياء يتولد لديه شعور داخلي لا يظهره لأحد، هو شعور بأنه مختلف وهذا يعوضه في إتقانه لعمله وإخلاصه له فيجعل من نفسه مثالا للموظف المخلص الجاد، ثم كيف نطور مجتمعا لديه اهتمامات كثيرة بالمعاقين وليس له إحصاءات أو تعداد رسمي تشمل جميع الفئات وعلى ضوئها وضع خطة مستقبلية، وبعد ذلك يجب تهيئة جميع المنشآت والمؤسسات الحكومية والأهلية وأيضا المجمعات التجارية والسكنية وهذا حتما سوف يساهم في دمجهم بالمجتمع وسوق العمل، ولا ننسى أيضا فالإنسان المعاق عضو مهم ومنتج في مجتمعه في حال توفير فرص عمل له لإثبات نفسه وأيضا دورات لتدريبه وتطويره·

لن ننسى دور الأسرة في التأهيل، وليس المجتمع فقط بل حتى المعاق نفسه فهي البداية والأساس وعندما وصلت إلى هذا الجانب توقفت قليلا لأسترجع بذاكرتي فماذا وجدت··؟ وجدت المعاقين مهملين يعيشون بين أسرهم بحد النسيان أو معاقين مدللين يعيشون بين أسر بحد الكسل والاتكالية، كلاهما يعيش وسط الهموم والخوف من المستقبل تحيطهما مشاكل نفسية وصحية وهذه أسباب كافية لتحطيم الذات، صديقي المعاق ابدأ بنفسك في بناء حياة سعيدة مليئة بالأعمال التي تحقق من خلالها ذاتك وترضي طموحاتك التي يسودها الحب والتفاؤل ولا تنتظر مساعدة الآخرين أو تحسن الظروف ابدأ بأول خطوة مع منزلك قم بتأهيله من لحظة الدخول حتى تصل إلى غرفتك وحمامك الخاص بك وحتى إلى الخروج منه وبعدها ينتابك شعور جميل هو أول انتصار على إعاقتك، سوف تشعر بالحياة وبنفسك وكم هي جميلة تلك الحياة ثم بأسرتك وأنا أنصحك بالاختلاط مع أصدقائك المعاقين حتى تكتسب الخبرة وأيضا تجد إجابة لأي سؤال يدور في ذهنك حتى تستطيع الاعتماد على نفسك وبعدها سوف تثبت لهم بأن المعاق ليس عالة بل هو فرد قادر على العطاء ومن خلالها قمت بتوضيح الصورة الخطأ عن المعاق لدى أسرتك ومن هنا تكون قد ساهمت في تأهيل المجتمع·

سفير المعاقين··؟

هل فكرت يوما يا صديقي المعاق أن تكون سفير؟!·· نعم سفيرا، ولم لا؟! فأنت سفير أينما وجدت وحيثما كنت، سفير للمعاقين في مجتمع غير مدرك لأهمية المعاق، فأنت مكلف بتوضيح الصورة الخاطئة والمشوهة، في مجتمعنا، فما عليك يا صديقي إلا أن تكون مثالا للإرادة والتصميم والقوة وأنا أدرك بأن المثالية شيء صعب، ولكن ابذل قصارى جهدك في التعامل مع المجتمع والناس والمحيطين بك، تلطف وتهذب حين تطلب المساعدة ثم تجد الابتسامة والروح الحلوة وبعدها تحصل على ما طلبته، وحين ترى نفسك بين الناس أيها السفير المعاق حاول أن تحافظ على الابتسامة الجميلة وارفع رأسك إلى الأعلى وبكل ثقة ادفع بالكرسي إلى الأمام فأنت تعيش في مجتمع يرفض أن يراك عابسا يائسا داعيا للشفقة حتى لو كنت كذلك، ولا تنسى دورك يا صديقي لو كنت إنسانا بسيطا في هذا المجتمع فكل له عمله المكلف بإنجازه، إن لم تكن قائدا فحاول أن تكون عاملا بسيطا، فكل منا له عمل يؤديه في هذه الحياة إن لم تكن شجرة خضراء جميلة فحاول أن تكون عشبا واجعل الأرض زاهية·

تذكر يا صديقي أن الحجم سواء في الأعمال أو الأجساد أو العقول لن يساعدك على النجاح أو الفشل فكن أفضل مما أنت عليه·

بقلم صباح غالب عبدالله العنزي

عضو في النادي الكويتي الرياضي للمعاقين

طباعة  

لماذا هذه الصفحة؟
 
المعوق والمجتمع
 
الخصائص العامة للمعاقين عقليا
 
"الأخوات الثلاثة"
 
ما هي تأثيرات تناول الدواء بشكل غير مناسب؟
 
أين تكمن الإعاقة إذن؟
 
اهتمام الإسلام بذوي الاحتياجات الخاصة
 
مركز صحة الفم يزور مركز الكويت للتوحد
 
مجرد سؤال
 
ما قبل الإسلام: