رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 24 ذوالقعدة 1425هـ - 5 يناير 2005
العدد 1660

اضطلاع الجيش بالمهام الأمنية خطر على ديمقراطية العراق

                                              

 

·         بالرغم من امتلاكها أحدث الأسلحة.. أمريكا تفشل حتى الآن في احتواء التمرد

·         الأرقام لا تعني شيئا وعلينا التركيز على نوعية القوات والتدريب

 

بقلم بيتر خليل: ü

بالرغم من امتلاكها أحدث المعدات العسكرية، تواجه القوات الأمريكية صعوبة كبيرة في هزيمة أو حتى احتواء العدد الصغير من فلول نظام صدام والمتطرفين الإسلاميين والمقاتلين الأجانب في العراق، وكذلك، فإن خطة النقل التدريجي للمسؤولية عن الأمن للعراقيين، يبدو أنها محكومة بالفشل منذ البداية، ولكن نظرة عن قرب إلى أهداف ووسائل المتمردين يمكن أن ترشدنا إلى نهج أفـضل في التعاطي معهم·

ويتراوح الهدف بعيد المدى  للمتمردين الذين يصل عددهم إلى 15 ألف شخص تقريبا بين إعادة النظام البعثي إلى السلطة وإقامة نظام حكم ديني في العراق، ولكن عبثية أهدافهم طويلة المدى، لم تثبط فعالية أعمالهم قصيرة المدى، وليس بمقدور قوات الأمن العراقية التي يصل تعدادها الآن إلى 150 ألف جندي، أن تفعل الكثير في مواجهتهم، وفي الواقع، فإن هذه القوات لو وصل تعدادها إلى 500 ألف جندي بهذا التدريب الضعيف، ستظل عاجزة - إلى  حد كبير - عن التصدي للمتمردين·

ولكن تشكيل قوة أمنية قوامها 25 ألف رجل تكون ذات تدريب عالٍ وتقوم بعمليات سرية معقدة ضد المتمردين وبمساندة من القوات العراقية الأخرى، ربما يمكنها القيام بالمهمة، وذلك لأن العدد ليس هو المهم في عمليات مكافحة التمرد، بل نوعية قوات الأمن التي تُستخدم·

 

تدريبات سطحية

 

فالقوات النظامية ليست مهيأة لخوض حرب المدن أو تكتيكات حرب العصابات للقضاء على خلايا المقاتلين الصغيرة، وربما يكون العراق - بشكل خاص - بحاجة إلى قوات أمن مدربة على عمليات مكافحة الإرهاب ومكافحة المتمردين، ولكن بالنظر إلى حجم التمرد، فقد أجبرت الولايات المتحدة على استخدام أفراد الجيش والحرس الوطني في عملياتها،بيد أن معظم رجال الحرس الوطني تلقوا تدريبات سطحية بسيطة، أما أفراد الجيش فقد تم إعدادهم للقيام بعمليات الدفاع العسكرية التقليدية ضد الأخطار الخارجية·

وليس التدريب فقط هو ما ينقصهم للقيام بمهام مكافحة التمرد، بل السياسات الخطأ التي يعمل في ظلها، فقد كان الجيش العراقي السابق حين كان أداة للقمع في ظل نظام صدام ولذلك يجب عدم إعطائه دورا بارزا لحفظ الأمن الداخلي في ظل العراق الديمقراطي الجديد·

وربما يكون الحل تحديدا، في بناء قوة للأمن الداخلي تكون ذات تدريب خاص وبعيدة عن المعايير العسكرية وتشمل وحدات متحركة لمكافحة الإرهاب وقوات شرطة خفيفة من المشاة وفرق للتدخل السريع، ولا يوجد الآن، سوى عدة كتائب تلقت مثل هذا التدريب، ومع ذلك، فقد تمكنت بمساعدة التنسيق الاستخباراتي والدعم اللوجستي الأمريكي، من إثبات فاعليتها، وقامت بدور جيد إلى جانب قوات التحالف في الفلوجة وسامراء، وقامت بعملية تحرير رهائن في كركوك، حيث اكتفى الأمريكيون بتقديم الإسناد اللوجستي لها·

ولسوء الحظ، فقد تأخرت الولايات المتحدة في بناء مثل هذه الوحدات، خاصة أن تدريب الفرد الواحد فيها يحتاج إلى 16 أسبوعا مقارنة بأسبوعين فقط من التدريب·

 

تدريب ملائم

 

ويتلقى أفراد الجيش العراقي تدريبهم في قواعد مختلفة وأكاديميات شرطة منتشرة في شتى أنحاء البلاد، وعلى يد ضباط من قوات التحالف أو الجيش العراقي ممن تلقوا تدريبات خاصة، وبالإضافة إلى ذلك، يتلقى بعض ضباط الجيش دورات قيادة في كليات عسكرية في الولايات المتحدة وبريطانيا وإيطاليا وأستراليا، ويتلقى رجال الشرطة دورات خاصة في عدد من الدول المجاورة مثل الأردن·

وتخطط قوات التحالف إلى جعل عدد هذه القوات يصل إلى 33 كتيبة بحيث يصبح تعدادها 25 ألف جندي، وربما يكون السبيل الأفضل للوصول إلى هذا العدد هو في نشر لواء تدريب أمريكي، إضافة إلى عدة مئات من ضباط تدريب الشرطة من القوات الأمريكية والمحلية·

ومهما تكن هذه المساعدة حيوية لنجاح العملية الأمريكية في العراق، فإنه يجب على قوات التحالف أن تحرص على عدم التفريط بمبادىء أساسية مثل حقوق المعتقلين وفرض السيطرة المدنية على القوات المسلحة، إذ من الخطورة بمكان أن ينخرط الجيش في دور أمني داخلي·

ولا شك في أن تدريب قوات مختصة سوف يستغرق بعض الوقت، ويجب أن تكون الولايات المتحدة مستعدة للاضطلاع بالعبء الأكبر لأمن العراق على مدى الـ 6-12شهرا المقبلة، ويتعين على إدارة بوش المغرقة بالإعلان عن الأعداد الكبيرة لقوات الأمن والشرطة في العراق، أن تتوقف عن التركيز على هذه الأرقام، وعليها - بدلا من ذلك - التركيز على تزويد المزيد من قوات الأمن العراقية، بالتدريب الملائم للقيام بالمهام الأمنية الصعبة في العراق·

 

ü مدير سياسة الأمن القومي لسلطة التحالف الموقتة في العراق خلال الفترة من أغسطس 2003 إلى مايو 2004، ويعمل الآن باحثا في مركز صبان لسياسات الشرق الأوسط التابع لمعهد بروكنغز·

 

" عن نيويورك تايمز "

 

----------------------------------------------------

الموضوعات المترجمة تعبر عن آراء  كتابها

إشراف: صالح أحمد النفيسي

saleh@taleea.com

طباعة  

البيت الأبيض يحاول احتواءها بهدوء
فضيحة بمليارات الدولارات تهز البنتاغون وبوينغ

 
مشروع الخلايا الجذعية حاجة ملحة لمستقبل الطب