رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 24 ذوالقعدة 1425هـ - 5 يناير 2005
العدد 1660

إليك هذه القصة:
هل تأخذ مليونا مقابل ساقيك؟

                                                                            

 

يحكى أن رجلا كان يعيش وحيداً وهو غني جدا يملك ثروة طائلة من المال والمجوهرات والقصور وكان يعيش في قلق وخوف دائم، فأخذت وقته وراحته وسلبت تفكيره حتى أنه لا يملك الوقت للتفكير قليلا بتكوين عائلة لتحميه من غدر الزمان، وفي خلال سنة خسر كل ما يملك وليس هذا فقط بل غرق في ديون ثقيلة جدا فقرر بيع كل ما يملك حتى ينقذ نفسه ثم الهجرة إلى مكان فيه يجد الطعام والمأوى·

وفي صباح اليوم التالي كان يسير في الشارع كالرجل المهزوم البائس الذي فقد شجاعته وثقته وأصبح لا يعرف للسعادة طريقا، وبينما هو يسير رأى رجلا معاق يجلس على كرسي متحرك، التقى به عندما عبر الشارع وبدأ الرجل المعاق يحاول يصعد الرصيف وفيما هو يفعل ذلك التقت عيناهما ببعض فابتسم المعاق ابتسامة عريضة وقال "صباح الخير يا سيد·· إنه صباح جميل أليس كذلك"·

وفيما هو واقف "الرجل البائس" نظر إليه فعرف أنه غني·· نعم مازال غنيا فهو يملك ساقين ويستطيع السير فشعر هذا الرجل البائس بالخجل وقال لنفسه إذا كان هو سعيدا ومرحا وواثقاً من نفسه برغم من إعاقته فكيف أكون أنا بوجود ساقين؟؟ بعدها شعر بالارتياح وقرر أن يبدأ حياته من جديد بكل قوة وتفاؤل وثقة يبني نفسه من جديد·

عزيز القارىء·· ماذا فهمت من القصة؟

تشعر بالحزن عندما لا تملك الحذاء فكيف ترى شخصا لا يملك ساقين·· فلا تتذمر فلا تتذمر أبدا، لمَ لا تتوقف في هذه اللحظة وتسأل نفسك؟ لمَ أنا حزين؟ لمَ أنا قلق؟ ربما تكتشف أن الأمر غير مهم وسخيف، لو كل إنسان فكر بما يملك من نعم الله التي أنعم عليه ثم شكر وحمد الله لما عرف للقلق والحزن طريقا·

%90 من الأشياء في حياتنا صحيحة وجميلة، و%10 من حياتنا خطأ فإذا أردنا أن نكون سعداء كل ما علينا هو التركيز على %90 الصحيحة فقط ونتجاهل الباقي، لو كل لحظة تجد نفسك ضعيفا أواليأس يقترب من بابك فما عليك إلا بالتفكير بالثروات الهائلة التي تمتلكها، نعم فكر بالثروات التي تمتلكها أنت عزيزي القارىء··؟!

هل تبيع عينيك بمليون دينار؟ هل تبيع قلبك مقابل كيلو من الذهب؟ هل تأخذ صندوقا مليئا بالألماس  والمجوهرات والأحجار الكريمة مقابل سمعك أو ساقيك أو أطفالك أو عائلتك؟ اجمع هذه الثروات وستجد أنك أغنى رجل في العالم تملك الكثير ولديك ما تحسد عليه، ولكن هل جميعنا نقدر ذلك؟ كلا "من النادر أن نفكر بما نملك، بل نفكر بما ينقصنا"·

نعم إن الميل إلى ذلك هو أعظم مأساة على وجه الأرض، لا تعتقد أنك أنت الوحيد في العالم لديه مشاكل؟! وإذا توقفت فحاول البدء مرة أخرى فما المشكلة، تعلم من أخطائك وغيّر مسارك، إن لم تفعل سوف تفقد صحتك وبيتك وأصدقاءك وكل من حولك·· نعم سوف تفقدهم كلهم وتبقى لوحدك·

وأخيرا عزيزي القارىء إذا فهمت ماذا أعني من هذا الموضوع ارفع يديك إلى السماء وبقلب مخلص وخشوع قل "الحمد لله على كل النعم التي أنعمت بها علينا"

ü عضو النادي الكويتي الرياضي للمعاقين

طباعة  

لماذا هذه الصفحة؟
 
لقاء
لقاءات المعرض الفني والمهني والتعريفي لمنتجات المعاقين

 
مصطلحات تهمك
 
معاقون يديرون فندقا في برشلونة
 
مجرد سؤال
 
من مشاركات أولياء أمور المعاقين