رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 23 رجب 1425 هـ _ 8 سبتمبر 2004
العدد 1644

الليكود يكرر تجربته مع نتانياهو عـام 1998
سقوط خطة شارون يعيد "العمل" الى السلطـة

               

 

·         خياران أمام رئيس الوزراء الإسرائيلي·· ائتلاف جديد أو حزب جديد

 

بقلم إيمانوئيل اوتولينغي:

ربما يكون رئيس الوزراء الإسرائيلي آرييل شارون قد خسر التصويت داخل اللجنة المركزية لحزب الليكود على ضم حزب العمل الى الائتلاف الحاكم· ولكن مع ذلك، فسوف يتعين على المتمردين داخل الحزب، في نهاية الأمر - الرضوخ لإرادته القوية أو أن يفقد الحزب السلطة والمستوطنات اليهودية في الأراضي المحتلة التي يحاول خصوم شارون جاهدين الحفاظ عليها· بل إن الليكود قد يفقد شارون نفسه·

لقد كان هناك ارتباط عضوي بين المستوطنات وشارون طوال عقود، ولكن هذا الارتباط لم يعد قائما· فكما أثبتت المواجهة بين رئيس الوزراء وحزبه، فإن شارون جاء في فك الارتباط عن غزة وأجزاء من الضفة الغربية· والآن، وللمرة الثالثة خلال ثلاث سنوات، يخذل الحزب رئيسه في قضايا سياسية رئيسية· لقد أصبح الحزب بالنسبة لشارون عبئا بدلا من أن يكون سندا· وإذا واصل المتمردون نجاحاتهم فقد ينشق الحزب، وقد يصعب وقف الضغوط التي يتعرض لها شارون لتشكيل ائتلاف جديد مع الوسط، بل وربما إنشاء حزب جديد·

ينظر الى شارون في الخارج على أنه أيديولوجي متشدد يسعى الى إقامة إسرائيل الكبرى· ولكن الحقيقة مختلفة، فعلى الرغم من أن شارون هو مهندس الاستيطان وحزب الليكود الذي شارك في تأسيسه عام 1973، إلا أن قاعدته ليست في اليمين المتطرف كما هو الحال بالنسبة لعدد من أبرز زعماء الليكود·

في الواقع، فإن جذور شارون تعود الى الصقور البراغماتيين التقليديين في حزب العمل والمناوئين للأيديولوجيين القدامى· والتزامه تجاه المستوطنات وتجاه الليكود كان يتركز دائما حول الأمن كوسيلة لتحقيق الرخاء والأمان لإسرائيل وسط محيط شرق أوسطي معاد، على مدى الأجيال المقبلة· وبالطبع، فإن سعيه لحدود آمنة لا يتناسب مع تطلعات الفلسطينيين، ولكنه ينطلق من ارتباط عقائدي وغير قابل للمساومة تجاه الأرض·

 

وهم!

 

ففي عام 1982 أمر شارون - بصفته وزيرا للدفاع - بهدم مستوطنة ياميت، آخر المستوطنات اليهودية في سيناء، تنفيذا لاتفاقات كامب ديفيد مع مصر· وينطبق الشيء ذاته على التزامه بفك الارتباط والوحدة الوطنية· وموقف الليكود قد يصبح عقبة يجب إزالتها، وليس قوة يمكن الاستناد إليها· وهكذا، يمكن أن تشعر اللجنة المركزية لحزب الليكود بالندم ذات يوم لأنها هزمت وألحقت الإهانة بشارون ففي النهاية لا يتعلق الأمر بصدام داخل أمة منقسمة فلدى شارون تأييد قوي من الرأي العام الإسرائيلي· فالمتردون يعتمدون على وهم أن التراجع الحاد في الهجمات الإرهابية يلعب لصالحهم· وهم مخطئون في ذلك، لأن الجمهور الإسرائيلي يؤيد شارون - تحديدا - لأنه يريد الانسحاب من غزة·

لقد تعلم شارون درسين هامين عبر مشواره السياسي الطويل، وهما ألا تخوض حربا بينما بلدك منقسم على نفسه، سواء كنت تحظى أو لا تحظى بدعم الولايات المتحدة· واليوم، فإنه يجد وراءه بلدا موحدا الى حد كبير ودعما من الولايات المتحدة·

وخيارات إسرائيل ليست بين حل الدولتين ورؤية إسرائيل الكبرى، بل هي بين خطة شارون ووثيقة جنيف التي تنطوي على انسحاب إسرائيل الى حدود عام 1967، وأن ذلك - من وجهة نظر ليكودية - سيفتح الباب الى عودة واسعة النطاق للاجئين الفلسطينيين·

ففي عام 1998 أسقط اليمين الإسرائيلي بنيامين نتانياهو لارتكابه "الإثم" المزدوج بالانسحاب من الخليل وتوقيع اتفاقية "واي ريفر" مع ياسر عرفات، وليتولى حزب العمل السلطة·

ويواجه متمردو الليكود اليوم خيارا مماثلا، إذ إن تحييد خطة شارون لن يؤدي سوى الى جلب اليسار المهزوم الى سدة السلطة·

ومصير هؤلاء المتمردين هو مصير كل أصحاب المواقف الأيديولوجية، فهم قد يحققون الانتصار داخل اللجنة المركزية لحزب الليكود، لكنهم سيخسرون الشعب· ويدرك شارون ذلك جيدا· ولهذا السبب، فإن هزيمته أمام متشددي حزبه ليست سوى هزيمة موقتة·

 

" عن الغارديان ويكلي " 

----------------------------------------------------

الموضوعات المترجمة تعبر عن آراء  كتابها

إشراف: صالح أحمد النفيسي

saleh@taleea.com

طباعة  

البعض في واشنطن يرى في عدم استقرار الشرق الأوسط مصلحة أمريكية
عدم استقرار العراق يشكل خطرا على أمن الكويت

 
أمريكا ستجبر على الانسحاب من العراق إن عاجلا أم آجلا
حرب بوش على الإرهاب غذت النزعات القومية المتطرفة في العالم