كتب سالم العبيدان:
أربك الشيخ سعود الناصر وزير الإعلام ووزير النفط (الأسبق) حزب الإخوان المسلمين في الكويت حينما كشف أسرار وخبايا تحرك هذا الحزب في أثناء محنة الغزو العراقي للكويت، وذلك في الحلقة السابعة (الأحد 7/3/2004) من "أوراقه عن الغزو والتحرير" التي تواصل نشرها الزميلة "القبس"·
والإرباك تبدى في أوساط حزب الإخوان المسلمين من خلال التناقض في طريقة تعاملهم مع ما ذكره الشيخ سعود، ففي حين قام د· السويدان بإرسال رد الى الزميلة "القبس" يقول فيه إن رده سيكون في ساحة القضاء، فإن موقع "إيلاف" الإلكتروني نسب الى أعضاء بارزين في حزب الإخوان المسلمين "أنهم بدأوا في تهيئة رد عنيف على ما ذكره الشيخ سعود بعدما عبروا عن غضبهم مما ورد في تلك المذكرات"·
ومما قاله الشيخ سعود في تلك الحلقة المثيرة: إن ثلاثة من قيادي حزب الإخوان المسلمين وهم د· إسماعيل الشطي ود· طارق السويدان وعبدالله العتيقي قابلوه في أكتوبر 1990 وطلبوا منه 50 مليون دولار لدعم هيئة أنشأوها لمناصرة الكويت للتحرك في أوساط المراكز الإسلامية والمساجد في الولايات المتحدة الأمريكية من أجل كسبها، وبعد أن استوضح الشيخ سعود أكثر من الوفد أجابه د· إسماعيل الشطي أن الشعار الذي سيطرحونه في هذه المراكز هو: "وجوب مقاتلة الوجود الأمريكي في المنطقة"، وقال الشيخ سعود إن الشطي زاد في كلامه لتوضيح موقفهم بأن قال: "إنهم لا يريدون قوات أجنبية وإنه يجب أن تستبدل هذه القوات بقوات إسلامية لتحرير الكويت"·
وأضاف الشيخ سعود أن د· طارق السويدان ظل يلح في طلب مقابلته مرارا الى أن قابله وسأله عما يريد فأجابه السويدان بأنه: "إذا لم نستطع أن ندفع له 50 مليونا فمن الممكن أن يتدبر أموره بـ 5 ملايين"، ورد عليه الشيخ سعود: "حتى لو كان معي دولارا واحد لن أعطيك إياه"·
وكشف الشيخ سعود أيضا عن الدور الخطير الذي قام به اتحاد الطلبة في أمريكا (يسيطر عليه حزب الإخوان المسلمين) في أثناء الغزو حين قاموا بالتخريب على الجهود العظيمة التي قدمتها السفارة لوزارة الدفاع الأمريكية حين طلبت الأخيرة توفير مترجمين مرافقين لقوات التحرير، ففي الوقت الذي قامت به السفارة بتوفير 600 مترجم من الطلبة الكويتيين في أمريكا، تربص اتحاد الطلبة "الإخوانجي" بالدفعة الأولى من هؤلاء وكان عددهم 200 طالب، حيث قام الاتحاد بحثهم على "عدم التطوع مع النصارى واليهود" وتحت حجة إفهام الطلبة لأمور دينهم!!
يذكر أن حزب الإخوان المسلمين في الكويت لم يشذ في مواقفه في أثناء الغزو العراقي للكويت عن الموقف المخزي للتنظيم الدولي لحزب الإخوان المسلمين ممثلا بكل فروعه في الدول العربية والإسلامية، حيث أرسلوا وفودا الى صدام لتمييع القضية تارة، وللمطالبة بتشكيل قوات إسلامية أو جيش إسلامي تارة أخرى، وقبل هذا وذاك مطالبتهم المستمرة بطرد القوات الأجنبية - على حد تعبيرهم - من المنطقة!! وأكبر شاهد على ذلك المؤتمر الإسلامي الذي عقد في لاهور وحضره عن حزب الإخوان الكويتي كل من د· ناصر الصانع ود· طارق السويدان حيث وقعا على وثيقة المؤتمر التي تطالب بانسحاب القوات الأمريكية من المنطقة!!