رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 19 محرم 1425هـ - 10 مارس 2004
العدد 1618

وتــد

رابطة الأدباء·· وبيانها الغائب!

 

نشمي مهنا

في عبارة شعرية قديمة له، يقول سيف الرحبي:

لستُ متشائماً ولستُ متفائلاً

لكني أحسُّ ألماً في أسناني

ألماً لا يطاق·

***

 

بمثل هذه السخرية، بل أكثر، خصوصا عندما تخفي تحتها مرارة قاتلة، فوجئنا هنا في الكويت بالحقيقة الغائبة التي كشفها أمام عيوننا رئيس اتحاد الكتاب في المغرب الشاعر حسن نجمي· يقول هذا "الرئيس" في حوار له مع "إيلاف" وبكل صراحة عرف بها المغاربة:

"ووجهنا بمقترح تجديد الثقة في الأمين العام الحالي للاتحاد علي عقلة عرسان بحيث ساندته ثمانية اتحادات في المؤتمر وهي تونس، ليبيا، مصر، لبنان، سورية، الكويت، الإمارات· وللمفارقة فإن فلسطين أيضا وقعّت على تجديد الثقة في الأمين العام الحالي· واجهنا هذا القرار مع البحرين والأردن والجزائر· كنا أربعة ضد ثمانية"·

لا أحد يدري في الكويت كيف تم التنسيق بين ممثلي رابطة الأدباء الكويتية وبين عرسان؟! لأن صحافتنا لم تنقل تفاصيل "مؤامرة" مؤتمر الجزائر، هي لم تكن حاضرة، ولم تبادر الرابطة ببيان موقفها من "مشكلتي" نقل مقر الاتحاد، ولا من التجديد للأمين العام (!) لا في تصريحات صحافية، ولا في إصدار "بيان"!

ما الذي يجمع بيننا وبين عرسان؟

ما الذي يجمع بين موقف الكويتيين من حرب تحرير العراق وبين موقف النظام السوري حتى ندعم "الثقة" بأمينه العام؟!

أمين عام اتحاد الكتاب العرب د· عرسان أمضى قرنا من الزمن في رئاسته الخائبة، لاتحاد أكثر خيبة، ومخطئ من يوجه اللوم الى هذه الرئاسة لسكوتها عن تقييد الحريات وقمعها في سورية، أو اعتقال بعض الكتاب والشعراء، أو نفي الآخرين المغضوب عليهم، لأنها مشاركة أساساً في إعداد ملفات أمنية بحق هؤلاء الكتاب، كما أثبتته الكتابات الصحافية أخيرا·

ألم نكن نختلف مع عرسان واتحاده الصوري في دمشق، على أكثر من قضية: طرده لاتحاد الكتّاب العراقيين في المنفى (قبل سقوط صدام)، وتلميعه صورة نظام الطاغية حينما أقام أحد المؤتمرات في بغداد تنفيذا لسياسات بلاده آنذاك، وقبوله أن يُستخدم محليا في عاصمته لخنق الحريات ونفي الكتّاب، إضافة الى مصائب كثيرة غلّفت دور "الاتحاد" منذ عقود، ليصبح معها عرسان كحارس مقبرة، لا دور موكلاً له حاليا سوى مراقبة الجثة، خوف أن تفر الى القاهرة أو أي عاصمة أخرى، حينها قد يكتشف كتاب العرب مقابر جماعية، ويدينون الأيام الدمشقية·

عبدالله خلف أمين عام رابطة الأدباء الكويتية (في الكويت!) مطالب بشرح موقف الرابطة بتصريح أو بيان·

وبصراحة نفضل إصدار بيان، على الأقل لنكسر السكون المقيت (أو لنتلهى بقضايا!) فمنذ سنوات لم تصدر الرابطة أي بيان رغم غزارة الأحداث العربية والإقليمية·· والمحلية·

أهل الرابطة (مجلس الإدارة) أساتذتنا، نجل لهم كل الاحترام، لكن الحقيقة أكثر "أستذة"·

وحكاية "عرسان" تحتاج الى بيان وشرح، حتى لا نظل زوارا طارئين على مقر رابطتنا، وندلي بأصواتنا الانتخابية فيها كل سنتين·· ونحن مغمضون!

 

***

 

هل كان سيف الرحبي يشكو ألما في أسنانه·· أم الأمر أكثر حسرة وأعمق ألما؟!

 

nashmi@taleea.com  

 

طباعة  

دراسة
 
المرصد الثقافي