رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 19 محرم 1425هـ - 10 مارس 2004
العدد 1618

في ندوة بعنوان "الثقافة والعولمة" بديوان المنيس
بن طفلة: لم يسبق للقوى الوطنية أن طرحت شيئا مخالفا للدين

   

 

·         النيباري: المطلوب إصلاح أعضاء الجامعة العربية

·         د·الوقيان: الكويت الدولة الوحيدة التي فيها انفلات في الفتاوى

 

كتب هادي درويش:

أكد وزير الإعلام الأسبق الدكتور سعد بن طفلة أن القوى الوطنية الكويتية لم يسبق لها أن طرحت في تاريخها ما هو مخالف للدين، وقال في حديثه ضمن فعاليات ندوة الثقافة والعولمة التي أقامها ديوان المرحوم سامي المنيس أن من أساء الى شعوب ودول العالم العربي والإسلامي هم قوى التطرف مؤكدا أن هذه القوى "المتطرفة" سواء كانت سنية أم شيعية هي التي تتحمل مسؤولية ما نعاني منه اليوم، وأضاف بأن مطالب القوى الوطنية والديمقراطية بالانفتاح لا تعني هدم الأخلاق أو الانحلال أو الانقلاب وأكد أن الدولة المدنية حافظت على الدين ولم تشرّع أو تعمل شيئا مخالفا للدين، وفي ما يلي نص الندوة:

 

بن طفلة:

التعايش مع العال

 

استهل د· بن طفلة حديثه في الندوة بالقول: إن ما يثيرني هو الحديث بين هذه النخبة وفي ديوانية متميزة أعتبر نفسي أحد الأعضاء فيها وقال إن ما يثار طرحه على المستوىين الإقليمي والدولي لا بد من التركيز عليه وبشكل خاص فيما يتعلق ببعض المفاهيم الأساسية التي لدينا، لافتا الى أننا نحن كعرب ومسلمين قد تم اختطافنا من قبل بعض المتطرفين الذين يطالبون بوجود دولة إسلامية·

وأشار الى أن التاريخ العربي والإسلامي لم يشهد على الإطلاق قيام دولة إسلامية بمعنى الدولة الإسلامية مؤكدا أن الاستثناء في ذلك كان لمدة وجيزة وهو قيام دولة طالبان أما غير ذلك فلم يكن هناك بالمعنى الصحيح وجود لدولة إسلامية·

وقال إن من يطالبون اليوم بأهمية وجود دولة إسلامية وتغيير ما لدينا من مفاهيم وقيم قد كانت لمطالباتهم هذه نتائج من بينها وأهمها أنهم قاموا بعزلنا وبعزل حياتنا المدنية ودولتنا المدنية وهم لا يدركون ذلك وأضاف أن القوى الوطنية الكويتية على مر العصور لم يسبق لها أن طرحت شيئا مخالفا للدين مؤكدا أن حديث تلك القوى عن التطور والتجديد والمدنية وعن قضايا التطرف ليس فيه أي ضرر أو عمل ضد الدين إنما القوى المتطرفة أرادت في كل شعاراتها الإساءة لهذه القوى من خلال شعارات التطرف التي رفعتها مع أنها شعارات مخالفة في الأصل للدين الإسلامي السمح·

وأضاف أن القوى المتطرفة هي التي تتحمل مسؤولية ما نعاني منه اليوم وما يثار طرحه على الساحة الدولية ضد الإسلام والهوية العربية لأن هذه القوى عملت على تخريب كل شيء وكل ما عملت لأجله القوى الحية والقوى الوطنية في مجتمعنا كما عملت على مصادرة أحلامهم وأشار الى أن قوى التطرف نحن ضدها ليس لأنها متدينة بل لأنها منشغلة بالآخرين وبفرض ما تريده على الآخرين، وقال لو كانت تلك القوى منشغلة بنفسها كان أفضل لها من الانشغال بنا·

وأوضح أن ما تقوم به هذه القوى "المتطرفة" هو نتاج قناعتها بأنها ناجية ومهتدية أما الآخرون فليسوا كذلك مؤكدا بأن التطرف ليس مرتبطا بالدين ولا برسالة دنيوية بل برسالة سياسية وتستخدم الدين في محاولة لاستغلاله لأهداف معينة الدين براء منها·

وقال حين نتحدث عن الإرهاب فذلك لأن الإرهاب يعني مصادرة حق الإنسان الطبيعي والحقوق التي ذكرتها المواثيق الدولية ومن هنا فإن مصادرة الحق الطبيعي للإنسان هو الإرهاب بعينة·

وقال إن من أهم المبادئ التي يجب أن نركز عليها هو كيفية التعايش مع العالم لافتا الى أن هذا التعايش المنشود لا يعني بالضرورة التحابب أي نحب الآخرين بل نتعايش ونتعامل معهم وفق القوانين والسلوكيات الحضارية والإنسانية وبعيدا عن أي تعصب عنصري أو طائفي أو قبلي·

وأكد أن التعايش المنشود هو في قدرتنا على التسامي على مشاعرنا والتفاهم مع الآخرين والعيش معهم، وقال نحن كل ما نؤكد عليه هو عدم تسييس الدين وإقامة دولة مدنية مشيرا الى أن الدولة المدنية لا تعني أيضا أنها ضد هذا الدين وأوضح أن من خلال تجاربنا يتضح أن الدولة المدنية حافظت على الدين الإسلامي ولم تحاربه خلافا لما يحاول المتطرفون قوله، وأشار الى أن ما كتبه اليوم د·إسماعيل الشطي في مقالته شيء رائع وصحيح خاصة حين قال "إن الإسلام لم يأت بتفاصيل عن النظام الشوري وأن نظام الشورى مبدأ"·

وأكد بن طفلة أن الإسلام لم يأت بنظرية واضحة لأسلوب الحكم وعرج د· بن طفلة بعد ذلك للحديث عن الرقابة وما يتعرض له هذه الأيام الدكتور أحمد البغدادي نتيجة ما يتناول كتابته مشيرا الى أن هناك قوى متطرفة ومنظمة تدفع بعض الأفراد لتقديم بلاغات ضد د· البغدادي حول كل ما يكتبه لافتا الى أن هذا الأسلوب المتبع هو ما سبق أن استخدمته النازية حين عملت على تحويل حياة الناس الى جحيم وهكذا تعمل اليوم القوى المتطرفة الى تحويل حياة د· البغدادي الى جحيم·

ووجه د· بن طفلة انتقادا حادا الى برنامج "ستار أكاديمي" وقال إن فكرة البرنامج سخيفة وكلنا نجمع على هذا الرأي لكن مع ذلك هناك فرق في أن أقوم بانتقاد هذا البرنامج وما يتضمنه وبين أن أحاول فرض ما أريده على الآخرين فهذا الشيء غير مقبول·

وأكد أن الرد الحقيقي على برنامج "ستار أكاديمي" هو في تقديم البديل الأفضل وقال إن هناك فرقا بين أن أقول إن هذا الفن لا يعجبني وبين أن أفرض ما أريده على الآخرين، وتساءل: كيف يكون للقوى المتطرفة مثل هذه المواقف وغيرها وهي ليست التي تدير البلد؟!

وتابع قوله إن مطالبتنا بالدولة المدنية والانفتاح لا تعني هدم الأخلاق ولا تعني الانحلال أو أن يكون كل شيء منفلتا بل أن تكون هناك بالفعل دولة تعلن براءتها من كل ما يسيء لهذه الدولة وللمجتمع كما يجب اليوم على الدولة أن تعلن البراءة مما هو موجود من كتب صفراء وكتب تدعو للطائفية وإثارة النعرات القبلية بين أفراد مجتمعنا الواحد، وقال بشأن مبادرة إصلاح الشرق الأوسط إن الواضح في كل ما يقال عن هذه المبادرة أن عندنا أزمة حقيقية لافتا الى أن ما جاء في مؤشرات التنمية التي تضمنها تقرير الأمم المتحدة يؤكد أن عندنا أزمة حقيقية وفي أننا في مؤخرة العالم وقال نحن بحاجة الى أن ننظر الى واقعنا والى حياتنا ولا يصح أن نبقى متخلفين أو منعزلين، وأكد على أهمية أن يكون عندنا فهم لقضايا الاعتدال والتسامح وبأننا أمة متخلفة ونحتاج الآخرين حتى يساعدونا ولا عيب في طلب هذه المساعدة·

وقال إن ما كنت أتمناه بعد توقيع التحالف الأمريكي الكويتي هو قيام دولة الكويتي بحل وزارة الدفاع والجيش لأننا أصبحنا تحت الحماية الأمريكية ولم يعد هناك خوف على حاضرنا ومستقبلنا لكن ما كان مطلوب أيضا هو توسيع هذا التحالف الأمريكي الكويتي ليشمل الطبابة والتكنولوجيا والتعليم أي بحيث يتم التركيز على النهوض بالإنسان الكويتي ليكون مستقبلا متحضرا ومتقدما ومتميزا·

 

د· الوقيان: غلو وتطرف

 

ومن جانبه قال د· خليفة الوقيان: لدي تساؤلات منها: هل هناك تطرف في الكويت أم لا؟ الكثير من الناس لا يعتقدون وجود مثل هذا التطرف أو غلو بدليل ما هو موجود من حرية وانفتاح لكن في اعتقادي أن الغلو والتطرف موجودان في الكويت منذ القدم وإن كان هناك انفتاح في الكويت لكن هذا الانفتاح كان يتعرض لهجمات ومحاولات من بعض دول الجوار الى إغلاقه ومن قوى موجودة في البلد·

وأضاف أن الكويت هي البلد الوحيد الموجود فيه انفلات في قضايا الفتاوى حتى هناك فتاوى خطيرة ونحن مقصرون في قضية الحسبة وكلنا يتحمل المسؤولية فقد ألغت مصر قانون الحسبة ووضعت هذا الأمر بيد وزارة الإعلام لكن نحن متواصلون به، وتساءل الوقيان هل الغلو ظاهرة محلية أم هي ظاهرة عالمية؟

الفنان سعد الفرج قال في مداخلته: أنا سعيد أن أكون موجودا هنا لأسمع د· بن طفلة وزيرنا السابق الذي عشنا معه أجمل فترات حياتنا في وزارة الإعلام حيث كان لديه خطط آنية ومستقبلية للبلد وإن شاء الله ربي يصلح الحال وتأتي رجالات تتحمل المسؤولية·

وأضاف سبق وأن اعتقلت مع أحد الزملاء بسبب موقف أربعة أحزاب دينية رفعت علينا قضية لما تضمنته إحدى مسرحياتنا وبالنسبة للبرنامج الذي تحدث عنه د· بن طفلة "ستار أكاديمي" فهو حقيقة ليس بفن ولا يمت للفن بصلة·

ومن جانبه قال سليمان الخرافي إن صناعة القرار السياسي يجب أن يكون نتاج فكر ثقافي وأن يقودنا المثقفون وليس السياسيين وأن يكون القرار السياسي نتاج فكر الثقافي وليس العكس مشيرا الى أن ما تتمتع به الكويت من انفتاح وتقدم وتحرر وما شهدته خلال السنوات السابقة كان نتاج رجالات الكويت في بداية القرن العشرين، فهؤلاء كانوا مثقفين ومتنورين فقد وضعوا لنا الكثير من التشريعات ودستورا متميزا·

وأضاف ما نريده تكاتف الرأي الواعي والمثقف وليس أن يبقى د· البغدادي منفردا لوحده يتعرض لما يتعرض له وحمل الخرافي المجلس الوطني للثقافة المسؤولية في عدم تثقيف الشارع الكويتي وقال: لماذا حتى الآن لا يوجد عندنا شيء نتغنى عنه غير إصدارات العدواني؟

وقال أين هي إصدارات المجلس الوطني للثقافة التي نحن بحاجة إليها؟·

 وقال عبدالرحمن الحمود إن ما تناول الحديث عنه وقاله د· أحمد المنيس شيء خطير حين قال إن عندنا انحطاطا حضاريا فمثل هذا الكلام غير صحيح، وقال: هل يجب أن نرفع بأيدينا العلم الأمريكي ونلبس "بناطيل الجينز" حتى يقال نحن حضاريون·

 وبدوره قال إبراهيم اليوسف د· البغدادي حامل قضية حقيقية وهو إنسان ملتزم كما هو حامل روحه على كفه ومع ذلك لا أحد يقف معه وكتابنا يقفزون من قضية الى أخرى ولا يوجد واحد منهم ملتزم بما هو ملتزم به البغدادي، مشيرا الى أن البلد "رايح" الى الحضيض ومع ذلك لا أحد يشعر بهذا الشيء غير د· البغدادي وأنا من هذا المكان أقول يجب أن نحييه على ما يثير طرحه وما هو ملتزم به من قضايا·

عبدالله غلوم قال نحن لا نزال متمسكين بالثوابت، لكن مع ذلك أنا لا أعتقد أن العولمة يمكن لها أن تلتفت لهذه الثوابت وهذا ما نريده من د· بن طفلة هو توضيح طبيعة ما تهدف إليه العولمة لمنطقتنا وما هو مثار من توجهات فيما يتعلق بدمقرطة المنطقة·

 علي الكندري قال إن التغيير الحادث عندنا هو نتاج ما عمل عليه الآخرون من إحداث تغييرات ديمقراطية أو أفكار في أوساط مجتمعنا·

 

التميمي: مشكلة حضارية

 

عامر التميمي قال بالفعل هناك مشكلة حضارية عندنا في عدم اختلاطنا بالآخرين والتعايش معهم، ونحن بصراحة مجتمعات مهزومة غير قادرة على التكيف مع الآخرين ولذلك نحن في وضع متخلف وعلينا الاعتراف بأنه عندنا مشكلة في الثقافة ومشكلة في الحضارة ومشاكل أخرى تتعلق بالقيم والموروثات الثقافية، لافتا الى أن حل مشاكلنا في مجملها تحتاج الى تدخل خارجي·

د· أحمد المنيس معقبا على عبدالرحمن الحمود إن القول إن عندنا إرثا لا ننكره لكن انظر إلى ما هو موجود عندنا فالواقع يقول عندنا واقع مرير وتطرف وإرهاب وتخلف خلافا لما هو موجود في الغرب، وهنا لا بد من التأكيد على أنه عندنا انحطاط ومع ذلك نحن نعترف بأنه موجود عندنا أفراد متنورون لكن هذا يبقى محدودا·

وردا على تساؤلات الحضور قال د· سعد بن طفلة إن موضوع الحسبة تمت مناقشته قبل يومين من قبل عدد من الأكاديميين كما أن جمعية الصحافيين طلبت من د· البغدادي أن يعد كتابا حول ما يتعرض له لأخذ موقف لأنه لا يوجد مقال يكتبه البغدادي في السياسة إلا ويأتي له بلاغ·

وقال بالنسبة لقضايا التطرف ففي السنوات العشر الماضية كان شعار التطرف هو الشعار الوحيد المرفوع في البلد حيث تمت المطالبة بتعديل المادة الثانية من الدستور وكذلك المطالبة بمواصلة عمل الجمعيات الخيرية المخالفة مع أن هذا الشيء غير صحيح لأنها مخالفة للقانون ومع ذلك فإن القائمين عليها يطالبون بتطبيق القانون، فكيف يمكن لنا فهم ما يجري، وأشار الى أن التأكيد على كويتيتنا لا يعني الانسلاخ عن هويتنا العربية والإسلامية ولا يجب أن نخاف منها، وأضاف أن الدين السلفي والمراكز الإسلامية في الغرب هي التي شوهت الإسلام وأعطت صورة مغايرة عن الإسلام الحقيقي وعنا جميعا، وما كانت تقوم به هذه المراكز في الغرب كانت تدخل السعادة الى بعض الغربيين لأنه كان يحقق لهم حلمهم في تشويه ديننا وحضارتنا وتظهرنا بأننا عنصريون ومتطرفون وهؤلاء صادروا الدين، لافتا الى أن التطرف والإسلام الديني السني والشيعي صادر العقل حين عملوا على إغلاق باب الاجتهاد وحين عملوا على استفزاز الآخرين واستفزاز مشاعرهم ومعتقداتهم وهم مقيمون على أراضيهم مثال ذلك المسلمون الموجودون في بريطانيا وفرنسا وغيرهما من البلدان مع أن تلك البلدان "الغربية" فتحت لهم أبوابها واستقبلتهم حين هربوا من بلادهم العربية والإسلامية نتيجة ما هو موجود من دكاتوريات وطغاة ومع ذلك لم يقدروا هذا الشيء ولم يفهموا معنى التسامح الموجود في تلك البلدان، وما هو موجود عندهم من قوانين تمت معاملتهم خلالها كأبناء للبلد الذي يقيمون فيه·

 

النيباري:

تخوف على الهوية

 

في نهاية المحاضرة قال النائب السابق عبدالله النيباري إن المبالغة في التخوف على الهوية العربية غير صحيح، إذ لا يوجد خوف في ذلك أما النقطة الثانية وهي ما تتعلق بالإصلاح السياسي فإن قضية الإصلاح السياسي التي نطالب بها ويطالب بها باقي الإخوان العرب تم تهريبها ليتم التركيز على إصلاح الجامعة العربية مع أن المطلوب هو إصلاح أعضاء الجامعة قبل كل شيء·

وأعلن النيباري عن عقد اجتماع للتحالف الوطني الديمقراطي يوم الثلاثاء المقبل بهدف الانتقال من العمل التنظيري الى العمل الفعلي لأننا نجد أننا بصدد مرحلة جديدة مشيرا الى أن اللقاء المقبل سوف يكون بداية لعمل سياسي فاعل ومؤثر، وأكد على أهمية الحضور والعمل على إنجاح الاجتماع المقبل لأنه سيكون نقطة انطلاق للتنافس مع قوى أخرى·

 

المنيس الصراع بين التقليد والحداثة

 

ومن جانبه قال الدكتور أحمد المنيس في مستهل تقديمه لفعاليات الندوة: لا أحد ينكر أن مع صعود هيمنة الثقافة الغربية بدأت نهاية بعض المدنيات الكلاسيكية وأدخل البعض الآخر في أزمة تاريخية مادية وروحية، وفي واقع المجتمع الكويتي أصبحت المشكلة الرئيسية هي الصراع أو التنافض بين الحداثة والتقليد والمعاصرة والأصالة، وضمن هذا الصراع نجد تعدد المواقف والآراء بين من ينكر احتواء ثقافتنا على قيم التقدم والتغيير، ويدعو الى تجاوزها أو إقصائها عن واقعنا الاجتماعي، وبين من يؤكد على وجودها، ويطالب بإحيائها ضمن النهج الإسلامي كأساس للتقدم، ونجد أن هذا النقاش تطور ليدخل في ميادين عديدة ليصبح لقضية الأصالة والمعاصرة أصداء في الدين والفن والسياسة والاقتصاد، ويمكن تحديد موقفين أساسيين في تحليل أزمة الوعي الثقافي ينطلق الأول من الإيمان بعالمية الحضارة في إطار مفهوم العولمة ويرى تأخرنا كأمن في تمسكنا بثقافتنا الكلاسيكية وموروثاتنا التقليدية، وينطلق الثاني من الإيمان بأن الحضارة الراهنة هي حضارة غربية محضة، وأن سيطرتها هي مصادرة لتاريخنا وثقافتنا وهويتنا الإسلامية والعربية·

فالتساؤل هو هل حقا إخفاقاتنا وانحطاطنا الحضاري عائد الى عوامل ذاتية متعلقة ببنية المجتمع وقصور قيم الثقافة في قدرتها على مواجهة التحديات العصرية وتحقيق قفزات علمية وتكنولوجية، فهل أسباب التخلف عائدة الى القيم النظرية المتسمة بالتدين والطاعة العمياء لأمراء التطرف الديني، أو قيم السياسية المشجعة على الاستبداد والفساد، أو القيم الاقتصادية المنافية للروح الصناعية والتكنولوجية، أو قيم الموروثات الاجتماعية البعيدة عن التفكير العقلاني والوعي الموضوعي المتشبثة بمبدأ الولاءات العائلية والعشائرية والقبلية، هل يمكن أن نصل الى مرحلة التكيف مع الأنماط الحضارية الجديدة دون أن نضطر الى التخلي عن قيمنا الروحية وعاداتنا وتقاليدنا الاجتماعية·

مع أن قيم الحداثة الغربية هي بالأساس بحث جديد لقيم كانت ساندت في التاريخ الإسلامي·

طباعة  

أكثر من 365 مليون دينار إيرادات غير محصلة
هل فعلا توجد أزمة مياه؟؟

 
"الطليعة" تنشر نص محاضرته في دبي على موقعها بالإنترنت
د· الخطيب: عبدالله السالم وحده من بين "الأسرة" الذي كان مع الدستور·· والكويت ليست ديمقراطية!

 
نتيجة الفوضى في نظام التحصيل
المواصلات تحجب رسائل الطليعة!

 
مليار دولار سيضيع على الكويت عدا خسارتها للمشاريع المستقبلية
إلغاء "الأوفست"·· قرار مدمر للاقتصاد الوطني

 
شعبة جديدة لفنية عيادة الأسنان بـ"العلوم الصحية"
 
تحت شعار "بالمعرفة نجعل من المستقبل ثروة"
بدء التسجيل ببرامج خدمة المجتمع في "التطبيقي"

 
في معرض "تكنولوجيا الغد·· إلى أين؟"
الناجم: "مهندسي الكمبيوتر" تشجع الطلبة على العمل المهني

 
منظمة العفو الدولية تطلق حملة "أوقفوا العنف ضد المرأة" في الكويت
 
نائب وزير التجارة الألماني في الكويت اليوم