واشنطن - يندد عدد من أطباء النفس والأعصاب الأمريكيين بالإمكانية التي يتيحها القانون في الولايات المتحدة بإنزال عقوبة الإعدام بقاصرين كما لو أنهم بالغون في حين أن دماغهم غير ناضج بعد·
وأوضح الخبراء أن دراسات علمية أجريت حديثا بواسطة التصوير بالرنين المغناطيسي أظهرت أن الأحداث لا يستخدمون الجزء نفسه من دماغهم كالبالغين في الظروف الطارئة·
وقال ديفيد فاسلر أستاذ الطب النفسي في جامعة فرمونت أن "دراسات جديدة في مجال تصوير الأعصاب تظهر أنه حين يطلب من الأحداث تفسير معلومة عاطفية، فإنهم يستخدمون القسم الانفعالي من دماغهم وهو اللوزة المخيخية بدل القسم الأكثر "تعقلا" وهو قشرة الدماغ·
فحين تعرض على الأحداث صورة امرأة متوترة الملامح يقول معظمهم أنها "تحت وطأة الصدمة أو المفاجأة أو الغضب"، في حين يقرأ البالغون على تعابير وجهها الخوف، وهو التفسير الصحيح·
وفي حال السطو المسلح على متجر صغير مثلا، فإن الفتى لن يفسر كالبالغ رد فعل صاحب المتجر وسيميل إلى إطلاق النار إذ يجد صعوبة في "قراءة" تعابير الوجه، مستخدما لذلك القسم الانفعالي من دماغه، وقال فاسلر "هذا يفسر الصعوبة التي يواجهها الأحداث في "التفكير قبل التصرف"·
وقشرة الدماع الأمامية تستخدم للتقويم والتحليل والحكم على الأمور وأوضح الطب النفسي أن "دراسات حديثة أظهرت أن هذا القسم ينمو بصورة خاصة في سن الحادية عشرة والثانية عشرة، وتأتي بعد ذلك فترة تشذيب وتشكيل وصلات عصبية جديدة·
وقال روبن غور طبيب النفس والأعصاب في جامعة بنسلفانيا إن "البشر ينمو في رأسهم"، ما يفسر الفرق بين دماغ قاصر ودماغ بالغ·
وتابع إن المادة البيضاء في الدماغ المؤلفة من ألياف تسمح بوصل جميع أقسام الدماغ ببعضها تتكثف تدريجيا حتى سن الرشد·
وتغلف طبقة عازلة تدعى النخاعين "مييلين" بشكل تدريجي الألياف العصبية فتزيدها فاعلية، مثلما تعزز المادة العازلة قدرة الأسلاك على نقل الكهرباء·
وقال فاسلر "لا أريد إيجاد أعذار للأحداث، لكنهم لا يتصرفون بكامل القدرة التي يتصرف بها بالغ"· غير أنه اعترف بأن العنف ظاهرة معقدة لا يمكن حصرها باستخدام القسم الانفعالي من الدماغ·
من جهته، قال ستيفن هاربر المحامي المتخصص في عقوبة الإعدام في ميامي "فلوريدا" أن اكتشافاته العلمية حول نمو الأحداث "حديثة للغاية، وقد بدأت للتو تنفذ إلى العالم القضائي·
ووافقت المحكمة العليا الأمريكية في يناير على النظر في شرعية إعدام القتلة القاصرين عند وقوع الجريمة، ومن المتوقع أن تبت في هذه المسألة ابتداء من مطلع يونيو·
ومازال من الممكن إعدام قتلة كانوا قاصرين وقت ارتكاب الجريمة في عشرين ولاية أمريكية، ولو أن هذه الإعدامات أصبحت نادرة وتتميز عن سواها في هذا المجال ولاية تكساس التي تحتل المرتبة الأولى من حيث عدد عمليات الإعدام الإجمالية، إذ تضم 28 قاصرا بين سجنائها الذين ينتظرون تنفيذ عقوبة الإعدام·
