رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 19 محرم 1425هـ - 10 مارس 2004
العدد 1618

خطة الانسحاب من غزة وتفكيك المستوطنات تثير علامات الاستفهام
شارون يراهن على الاقتتال الفلسطيني - الفلسطيني

                                                    

 

 

·         إسرائيل ترتكب الخطأ نفسه الذي ارتكبته من قبل في لبنان

·         الهدف عزل قطاع غزة وجعله سجناً كبيراً

·         الإبقاء على بعض المستوطنات سيجعل المقاومة مستمرة

 

من الغريب أن إسرائيل إذا أقدمت على شيء في ظاهره الخير، فإن في باطنه الجحيم، فإعلان شارون رئيس الحكومة الإسرائيلية عن خطته للانسحاب من قطاع غزة وتفكيك المستوطنات الإسرائيلية فيها، يعتبر من النظرة الأولى خطوة إيجابية، لكن الحقيقة أن هذه الخطوة مليئة بالألغام وفي مقدمتها مراهنة تل أبيب على وقوع الحرب التي طالما انتظرتها بين الفلسطينيين مع بعضهم بعضاً للفوز بكعكة غزة·

ويرى المراقبون أن الإعلان عن خطة شارون يثير علامات استفهام، فهذه الخطوة جاءت وسط الضغوط الشديدة التي تتعرض لها إسرائيل على خلفية استمرارها في بناء الجدار الفاصل، والذي أدى الى نقل الملف برمته الى محكمة العدل الدولية في لاهاي في هولندا، وبالتالي فإن شارون يسعى الى الهروب للأمام بتقديم بادرة حسن نية لتخفيف الضغوط التي يتعرض لها، ويأتي الإعلان أيضا قبيل استعداد شارون للتوجه الى الولايات المتحدة الأمريكية، والتي يأمل رئيس الوزراء الإسرائيلي في الحصول على تعهد منها بقطع الطريق - من خلال استخدام حق الفيتو في مجلس الأمن - على أي قرار يمكن صدوره يدين الجدار العازل·

ويشير المراقبون الى أن إسرائيل ترتكب الخطأ نفسه الذي ارتكبته من قبل في لبنان بإبقاء احتلالها لمزارع شبعا اللبنانية مما جعل مقاومة حزب الله تستمر، فإسرائيل هذه المرة تتحدث عن الانسحاب من معظم مستوطنات غزة، وليس كلها، حيث تريد الإبقاء على أربع مستوطنات في شمال غزة وتحديدا عند بيت حانون وبيت لاهيا، وبالتالي فإن استمرار الاحتلال الإسرائيلي في تلك المناطق الفلسطينية سيجعل هناك سببا للمقاومة مما يعني أن انتهاء المقاومة سيكون أمرا مستحيلا، وعندئذ ستستغل إسرائيل ذلك في الترويج لفكرة أن الفلسطينيين مستمرون في الإرهاب·

وإن كانت إسرائيل تزعم أنها ستنسحب من قطاع غزة بالكامل، فإنها وحسب الخطة تعتزم إبقاء قواتها على الحدود بين رفح المصرية والفلسطينية، بمعنى تحكمها في الحدود من الخارج، مع عدم استبعاد تحويل بعض المستوطنات التي ستنسحب منها إسرائيل الى قواعد عسكرية لقوات الاحتلال الإسرائيلي·

وإذا كانت إسرائيل تروج من الآن أنه بعد انسحابها ستقع مواجهات بين حماس والجهاد وبين السلطة الفلسطينية، فإن الفصائل الفلسطينية تدرك هذا الفخ فقد أكدت مناداة حماس والجهاد على أن الفلسطينيين يستطيعون التفاهم فيما بينهم لتسيير شؤونهم، وإذا انسحبت إسرائيل فلن يقع الفلسطينيون في فخ الحرب الأهلية·

ويرى المراقبون أن إسرائيل قد تستغل وجود خلافات فلسطينية داخلية لترويج فكرة جديدة بدأت تتبلور من خلال زيارة وزير الدفاع الإسرائيلي شاؤول موفاز لبريطانيا، تتركز على وضع الأراضي الفلسطينية التي تنسحب منها تحت الانتداب البريطاني حتى عام 2005 وهو العام الذي يفترض فيه قيام الدولة الفلسطينية وفقا لخطة خريطة الطريق، أو أن يكون هناك إشراف دولي - من خلال الأمم المتحدة - أو أن يسند الإشراف عليها الى مصر·

ولكن السلطة الفلسطينية من جانبها تتفق مع الفصائل الفلسطينية على رفض هذا الطرح حيث يرفض الفلسطينيون وجود أي وصاية أو إشراف عليهم·

ويؤكد المحللون على أن شارون يريد وضع يد إسرائيل نهائيا على %58 من أراضي الضفة الغربية وذلك بعد تنفيذ مشروعه "غزة أولا" وتفكيك مستوطناتها ونقلها الى الضفة، وأنه يريد عزل قطاع غزة وجعلها سجناً كبيراً حدوده البحر والصحراء، ويشير المحللون الى ما يقوم به الجيش الإسرائيلي من عمليات تجريف واسعة هدفها خلق "أرض حرام" مكشوفة بين غزة ومصر فقد قامت قوات الاحتلال بتجريف 8 كيلومترات وبعمق نصف كيلومتر قد ذهب ضحيتها 1261 منزلا·

طباعة  

قمة تونس ومبادرات إصلاح البيت العربي:
مشروع قرار لحل نهائي للصراع العربي - الإسرائيلي

 
تخوف من أن تتحول المنطقة إلى كشمير جديدة
تحطم مفاوضات السلام السودانية على صخرة "إيبي"

 
ملف كتائب شهداء الأقصى يحتل جانبا بارزا في المداولات
نتائج اجتماعات المجلس الثوري لفتح دون التطلعات

 
القيادة السياسية في مصر ترغب في إعطاء الديمقراطية للشعب على جرعات!!