· حملة المبادرات العربية تتزامن مع حملة الشرق الأوسط الكبير
بعد انتهاء اجتماع وزراء الخارجية العرب والذي عقد في القاهرة الأسبوع الماضي، أصبح في حكم المؤكد أن القمة العربية المقبلة في تونس سوف تناقش ثلاث مبادرات، إذا ما أقرت، سوف ترسم ملامح عصر عربي جديد، أولها المبادرة الثلاثية المصرية - السعودية - السورية، والتي أطلق عليها اسم "عهد وبلاغ الى الأمة العربية" والتي أعلن عنها الرئيس المصري حسني مبارك الأسبوع الماضي، وقدمها وزير خارجيته أحمد ماهر الى الوزراء العرب في اجتماعهم·
وجاء في المشروع استذكار للإنجاز التاريخي المتمثل في ميثاق جامعة الدول العربية الذي جرى إقراره في 22 مارس عام 1945، وتأكيداً على التقيد بالالتزامات المقررة في ذلك الميثاق بل وتعزيزها، ويؤكد المشروع على تعزيز العلاقات والروابط العربية وصولا الى الاتحاد العربي من خلال تقوية القدرات الدفاعية لضمان سيادة وأمن وسلامة وصون الأراضي العربية، وتحصين التضامن العربي عن طريق توسيع المشاركة السياسية وإنجاز الإصلاحات الضرورية في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية وإقامة الهياكل اللازمة لتنفيذ ذلك، وحدد مشروع المبادرة ملاحق لتحقيق هذه الأغراض وهي ملحق خاص بإنشاء مجلس الأمن العربي وملحق خاص بتعزيز العمل الاقتصادي العربي المشترك، وملحق خاص بنظام اعتماد القرارات في جامعة الدول العربية، وملحق خاص بإنشاء هيئة متابعة تنفيذ القرارات·
وهناك أيضا المبادرة الثانية وهي حزمة الأفكار والمشاريع والاقتراحات المقدمة من سبع دول عربية لإصلاح الجامعة العربية وإعادة هيكلتها، أما الثالثة فهي التي يمكن اعتبارها "إحياء مبادرة ولي العهد السعودي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز والخاصة بالصراع العربي الإسرائيلي" ولكن بعد تطويرها بهدف كسب تأييد أمريكي واستجابة إسرائيلية على "مبادرة عربية نهائية" إذا تؤكد المبادرة على أنها تتكامل مع مبادرات السلام المطروحة وفي مقدمتها خطة "خريطة الطريق" ورؤية الرئيس جورج بوش·
وقد تضمن مشروع القرار "الخاص بالصراع العربي الإسرائيلي" للمرة الأولى تلميحا الى الاستفادة من وثيقة جنيف التي وقعها في ديسمبر الماضي مسؤولون فلسطينيون وإسرائيليون سابقون، حيث نص المشروع على الاستفادة من المبادرات الشعبية غير الرسمية المطروحة، ولكن دبلوماسيين عرباً شاركوا في إعداد جدول الأعمال المقترح للقمة أكدوا على أن مسودة مشروع القرار الخاص بالصراع العربي - الإسرائيلي قد تفادت الإشارة بشكل صريح الى وثيقة جنيف، حتى يتم تأمين موافقة عربية كاملة عليها أولا·
وأشارت المصادر نفسها الى أن الدول العربية تأمل من خلال تبنيها المبادرة بأن تلقى دعما أمريكيا ثم استجابة إسرائيلية باعتبارها "مبادرة لحل نهائي للصراع" وكذلك العمل على إصدار قرار من الأمم المتحدة بتبني المبادرة، والتحذير من الآثار الخطيرة المترتبة على إقامة إسرائيل لجدار الفصل العنصري، اللافت أن حملة المبادرات العربية تزامنت مع حملة دبلوماسية أمريكية واسعة النطاق لشرح "مشروع الشرق الأوسط الكبير" والتي بدأها مساعد وزير الخارجية مارك غروسمان بلقاء وزير الخارجية المصري أحمد ماهر، وسط أنباء عن رغبة أمريكية في أن يلتقي أيضا مع رموز من أحزاب المعارضة المصرية ونشطاء منظمات المجتمع المدني ونخب سياسية وثقافية ممن عارضوا المشروع الأمريكي منذ الإعلان عنه·