· الفيلم يتناول الساعات الاثنتي عشرة الأخيرة في حياة السيد المسيح ويوجه أصابع الاتهام إلى اليهود
كتبت ناريمان خلف:
ثمة مخاوف وحسابات كثيرة مازالت حتى هذه اللحظة تحيط بالفيلم السينمائي العالمي (العذاب) The Passion الذي تمَّ إنتاجه أخيرا من إخراج الفنان (ميل غيبسون)·· وسبب هذه المخاوف أن الجاليات الصهيونية في الولايات المتحدة الأمريكية مازالت تواصل هجومها اللاذع وانتقادها العنيف على الفيلم وعلى مخرجه ومُنتجه·
البعض رأى أن الفيلم استفاد بشكل جيد من هذه الدعاية المضادة، وحقق شعبيته وسط الجماهير المتشوقة إلى متابعة أحداثه·· وبخاصة أن الذين هاجموا الفيلم لم يذكروا أسباباً موضوعية لذلك· ومن جانب ثان فقد أكدت معظم التجارب السابقة أن اللوبي الصهيوني كلما هاجم عملاً فنياً في مكان ما حقق هذا العمل نجاحاً تجارياً وجماهيرياً كونه يحيي في نفوس الناس الرغبة إلى مشاهدة هذا العمل الذي تنتقده الجماعات الصهيونية·
مشاهدة ·· ومخاوف
فعلى الرغـــم مــن أن فيلم العذاب The Passion بدأ يعرض حاليا إلا أن الانتقادات لم تتوقف عن ملاحقته منذ البدء بتصويره وحتى هذه اللحظة· ولكن من جهة ثانية، سيفيد الفيلم من هذا اللغط حوله لجذب جمهور أكبر، بدأت تتصاعد حشريته وتساؤلاته حول هذا العمل القادر على إثارة كل هذه الزوبعة من التصريحات والانتقادات· وقد بات معروفاً أن مشروع جيبسن هذا يتناول الساعات الاثنتي عشرة الأخيرة في حياة المسيح·
في البداية تم عرض الفيلم لعينة من الجمهور، تشكلت في جزء منها من أعضاء جمعية دينية لمكافحة معاداة السامية·
مازال الخوف الأكبر لدى الأطراف المعنية، لا سيما الدينية، نابعاً من أن يتدخل اللوبي الصهيوني أكثر وأكثر في إثارة اللغط حول الفيلم والتأثير على دور السينما العالمية وبخاصة في أوروبا·
لا يبدو أن ذلك العرض أسهم بأي شكل في تهدئة الأوضاع، إذ إن التصريح المباشر الذي أدلى به مدير الجمعية المذكورة هو أنه "مازالت لدينا مخاوف كبيرة" وليس معروفاً ما إذا كان ذلك التصريح جاء على إثر العرض· يتعاظم خوف أولئك في ضوء حقيقة انتماء جيبسن نفسه إلى حركة كاثوليكية محافظة، ترفض سلطة الفاتيكان على الكنيسة الكاثوليكية·
الصورة الأكثر صدقية
رغم ذلك، أكد المخرج مراراً أن الفيلم "وفيّ للأناجيل الأربعة"· المعروف أن هذا المشروع شكل حلماً بالنسبة إلى صاحبه لسنوات طويلة وقد أنفق على انتاجه من ماله الخاص قرابة ثلاثين مليون دولار·
لا شك أن الفيلم استفاد من النقد الموجه إليه وبخاصة من اللوبي الصهيوني وخرج من العلب، ولكن هناك معوقات أخرى "جماهيرية" في حسابات الموزعين، أبرزها أن الفيلم يقوم على لغتين ميتتين هما الآرامية واللاتينية·
من بين الذين شاهدوا الفيلم من المجموعات الدينية، أبدى رئىس مجمع الإنجيليين إعجابه الكبير بالفيلم "أعتقد أنه الصورة الأكثر صدقية للمسيح" كما صرح مات درادج اليهودي العامل في مجال الانترنت أن "الفيلم ساحر"· في المقابل، يعتدر آخرون ممن اطلعوا على نسخة السيناريو أن الفيلم ينظر إلى اليهود بعين الاتهام وأن حصر أحداثه في الاثنتي عشرة ساعة الأخيرة من حياته، لا يترك متسعاً لتقديم صورة معتدلة عن اليهود، بل يعزز صورة عنيفة· وهذا ما دفع بأحد النقاد إلى القول بأنه صعب لأنه يقدم العنف في الصورة وفي شكل واضح، في حين أن اتجاه الموزعين يميل إلى أفلام "العائلات" التي تضمن أعلى نسبة حضور من جميع الأعمار· الجدير ذكره أن هذا الفيلم هو الأول الذي يخرجه جيبسن من دون أن يمثل فيه، إذ أسند دور المسيح إلى جيم كافيزل ودور مريم المجدلية إلى الإيطالية مونيكا بيللوتشي·