رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 10 مايو 2006
العدد 1727

ياكارهي أنفسهم.. اتحدوا!

                                

 

جلعاد آتزمون:*

قبل أكثر من شهرين، على إثر فضيحة الرسوم الكاريكاتورية، وغضب العالم الإسلامي الذي أثارته، أعلنت جماعة إسرائيلية عن مسابقة لها للرسوم الكاريكاتورية المناوئة لليهود في الموقع الإلكتروني www.boomka.org وحظيت المسابقة آنذاك بتغطية واسعة من قبل وسائط الإعلام الإسرائيلية والصحافة اليهودية المساندة في مختلف أنحاء العالم· في نهاية الأمر، أصر الإسرائيليون بخاصة، واليهود بعامة، على أن "ينظر إليهم" ككائنات منفتحة فكريا، وأناس يمكن أن يسخروا من أنفسهم بسهولة·

 

المسابقة انتهت الآن، وقد وصل عدد ليس بالقليل من الرسوم الكاريكاتورية من بضعة أماكن حول العالم، الكثير منها رسمها يهود وإسرائيليون· وكانت غالبية الرسوم قاسية قسوة مرحة، فكيف يمكن أن يصفها المرء، فوسائط الإعلام اليهودية والإسرائيلية تضاءل حماسها لقضية السخرية من الذات جملة وتفصيلا، اثنان من بين أربعة محكمين (آرت شبيغلمان وآموس بايدرمان) سرعان ما نأيا بأنفسهما عن المسابقة، رافضين الرسوم المشاركة بوصفها مخيبة للأمل وذات مستوى هابط· ففي حين قال "شبيغلمان" إن الرسوم تبعث على الخوف لكونها بالغة الواقعية، وتفتقر الى إحساس بالفكاهة، وتبدو شبيهة شبها كبيرا بالرسوم الكاريكاتورية المعادية للسامية"، أصر "بايدرمان" على أن الرسوم ليست مضحكة إطلاقا، وتقع تحت  فئة "نشر الغسيل القذر"· وقال الناطق باسم متحف الهولوكوست في القدس: "لا نعتقد أن هذه هي الطريقة السليمة في السخرية"·

وامتعض مركز "سيمون فيسنثال" من المسابقة، ووصفها بأنها "مشانق بمثابة دعابات"· وهكذا ما إن اتضح ما قد توحي به أخيلة الرسوم الكاريكاتورية، فرضت الصحافة الإسرائيلية السائدة على نفسها صمتا مطبقا· والأمر الواضح هو أن الفنانين الذين أرسلوا رسومهم كان لديهم شيء يقولونه حول الواقع اليهودي الخرب، شيء تفضل وسائط الإعلام اليهودية والإسرائيلية إخفاءه تحت السجادة، ويبدو أن الفنانين الذين يقفان وراء المسابقة (إيال زوسمان واميتاي ساندي) تم نبذهما، وسقطت وسائط الإعلام اليهودية والإسرائيلية سقوطا مخزيا في "امتحان السخرية من الذات"·· الألماني "هنريخ· برودر" الموالي لإسرائيل، قدم في مقال عنوانه "الطعام الحلال (كوشير) للمعادين للسامية"، تأملات في محتوى مسابقة الرسوم الكاريكاتورية الإسرائيلية المعادية للسامية، جاء فيه: "في الماضي كان هناك يهود معادون للسامية مثل "كارل ماركس" و"أوتو فايننجر" و"كارل كراوس" ومع ذلك كان كل هؤلاء يعملون كأفراد، وليس كجماعة" ثم يستنتج "برود": "والآن يمكن أن يتغير الوضع في هذه الأيام"·

بالفعل، السيد برودر "صائب صوابا مطلقا، فالوضع يمكن أن يتغير، وقد تغيرفي الحقيقة سلفا، ففي عهد يحتفى فيه اليهود جماعيا بأعراضهم المرضية، وبعنف أيضا، من الطبيعي أن يرفع أصواتهم يهود امتلكوا مواهب ودوافع أخلاقية تؤهلهم للتعبير عن أنفسهم، ويبدو أن سلوك الدولة اليهودية المنحط أخلاقيا، هي والجماعات اليهودية الداعمة لها في مختلف أنحاء العالم تدفع بعض اليهود نحو شيء من إظهار كراهية جماعية لأنفسهم· لقد أوضحت المسابقة، مع مجموعة واقعية من "طعام حلال للعداء للسامية" احتفاء بما أميل إلى وصفه "بكراهية يهودية للنفس فخورة بذاتها" ومع ذلك، من الممكن القول، مثلما كان السيد "برودر" سريعا في إصدار حكم على الرسامين، إن بعض الفنانين على الأقل لا يؤي الرسالة التي ربما تبثها رسومه الكاريكاتورية· وأعتقد، ولو افتراضا، إن صهيونيا مثل "برودر" ذاته أكثر قابلية على تقديم تصوير ساخر لليهود يمكن أن يعد معاديا للسامية، ومن المهم توجيه النقد الضروري التالي، فمن الجلي بالنسبة لمعظم الرسوم، أن اليهودي الملتزم عقائديا، "آرثوذكس"، ذلك الذي يرتدي القفطان ويطلق اللحية، يقدم كقالب نمطي للبطل اليهودي للجرائم الصهيونية· وبقدر ما يبدو الأمر شاذا وغريبا، فإن لليهود الأرثوذكس نسبة ضئيلة من المشاركة في الجرائم التي تُربط بهم مثل "المتاجرة بالهولوكست"، والخطيئة الصهيونية في اضطهاد الفلسطينيين، وتنظيم الأمريكيين لمساندة إسرائيل· إن العكس هو الصحيح· فمن تدعم الفلسطنيين جماعيا وتحارب الصهيونية بضراوة هي طائفة يهودية آرثوذكسية، وأعني "ناطوري كارتا"·

وقد يمثل ميل النزعة العلمانية اليهودية الى قولبة اليهودي الآرثوذكسي (أي في قالب بطل الجرائم الصهيونية) عنصرين نفسيين أساسسيين في النفسية الجماعية، لليهود العلمانيين، الأول، وأكثر من أي شيء آخر، أن العداء للسامية واليهودية هما قضيتان يهوديتان داخليتان، فاليهود هم أول من يكره كل شيء يهودي، الثاني، أن ما يدعى اليهودي العلماني "المتحرر" يتوق الى فصل نفسه عن أي روابط ممكنة بفكرة "الشخص اليهودي"، ذلك الذي يعرّفه عن قصد بأنه إنسان الشتات الآرثوذكسي المتعصب الذي يرتدي القفطان المميز ويطلق لحيته، وبدلا من النظر في المرآة، وتأمل النفس، يلصق اليهودي العلماني جرائم إسرائيل الحالية والجماعات اليهودية المساندة لها بالإنسان ذي المظهر المتخلف والباعث على النفور ذي الأنف الكبير والقبعة السوداء الواسعة· ومثلما أشرت آنفا، هذا تكتيك مضلل واحتيال· إن جرائم الدولة اليهودية والجماعات المساندة لها، يرتكبها بعض من "الصابرا" المهندمين وكائنات ذات مظهر طبيعي، أناس يشبهون السيد "بوردر" أكثر ما يشبهون الحاخام الآرثوذكسي· ليس لليهود الأرثوذكس حصة في هذه الجريمة، أو ليس كجماعة على الأقل·

 

الرقم المقدس!

 

مجموعة الرسوم الكاريكاتورية هذه هي نظرات في عالم قلة من اليهود المتنورين أخلاقيا، وفي ما لا يبعث في نفوسهم الارتياح، وتصور أيضا ما يبدو أنه الفكرة اليهودية عن العداء للسامية، ومن الواضح أن ثلاثة موضوعات تتكرر هنا:

1 - السلطة اليهودية

2 - رواية الهولوكوست الصهيونية الرسمية

3 - فطيرة الدم

1 - السلطة اليهودية: يبدو أن عددا ليس قليلا من الرسامين وجدوا طريقة لتسخيف ما يرون أنه قصد يهودي لامتلاك العالم، وإدارة وسائطه الإعلامية، وإدارة أمريكا، والسعي نحو امتلاك أي وسيلة للقوة والسيطرة متوافرة، ونبذ أي سلوك أخلاقي ممكن·

في رسم "جيرمي جيرل" "الآخر" هو من يشير الى قصد اليهودي امتلاك العالم وفي رسم "كودور"، اليهود هم الذين يرتدون أقنعة لإدارة ما يبدو أنه "النظام العالمي" ولا يترك لنا رسم "الفريد برايتمان" (العلم الأمريكي) ذرة من الشك فنحن نتعامل هنا مع "ولايات أمريكا اليهودية المتحدة" وقد يكون لدى "شيرمان" شيء يقوله عن القوة الحقيقية التي تقف وراء الدولارات الأمريكية·

أما حكماء صهيون فهي موضوعة لا يستطيع معاد للسامية نموذجي تجاهلها أبدا· وهذه المرة هي عرض لا يستطيع أحد رفضه: "انضم إلينا الآن، وليكن الختان في ما بعد" رسم مايك ايغوب" من فرنسا·

الرائع أن الرسامين لا يجبنون عن عرض ما نحن كلنا ممنوعون من قوله، وما إذا كانوا يعنون هذا أم لا، سؤال من الصعب الإجابة عليه، ولكن من الأهمية الإشارة إلى أن الكثير نشر حول التأثير الإسرائيلي في قلب الإدارة الرئاسية الأمريكية، وكبرهان على أن هذه القضية تدخل في الخطاب السائد في الآونة الأخيرة، نشر عمل كبير عن تأثير اللوبي اليهودي في أمريكا من قبل اثنين من كبار الأكاديميين الأمريكيين·

إن الرسوم الكاريكاتورية الآنفة الذكر، رسمها يهود، ونشرت في إسرائيل، ومن هنا نستطيع القول بأن العمل الفني يمكن أن يفيد كنظرة إلى فكرة الوحشية اليهودية والصهيونية من منظور يهودي داخلي فذ·

 

تجارة وصفقات

 

2 - رواية الهولوكوست:

الرسوم الكاريكاتورية التي تتناول الهولوكوست يمكن أن تنقسم الى ثلاث فئات: الأولى التي تسخف فكرة المعاناة اليهودية، والثانية تلك التي تسخف الرواية التاريخية الرسمية للهولوكوست (وبخاصة ما يتعلق بأرقام الضحايا) والثالثة، تلك التي تطرح استنتاجات أخلاقية وتعرض نسبا بين الوحشية الإسرائيلية الراهنة والجرائم النازية·

ترتبط الهوية اليهودية بالقدرة الاستثنائىة للمرء على أن يستمتع ناهيك عن أن يحتفي، بأعراض مرضه· وبتعابير عملية، ربما يستطيع الإنسان القول أن اليهود قد يكونون أفضل من غيرهم معرفة بكيفية استثمار معاناتهم الجماعية، لقد تمكنوا من تحويل الألم إلى أموال، بل وكانوا سريعين في تحويل الهولوكوست الى تجارة، ولاريب أن السياسة اليهودية بعد الحرب العالمية الثانية اختصرت الألم اليهودي وحولته الى حجة إيجابية لا يمكن دفعها مدعومة بكثرة من الأرقام وجبال من الأحذية وأكوام من النظارات الطبية والأسنان الذهبية، ويصور الرسام "روبن مور" عملية صناعة القرار البادرة التي اتخذها رفاق معسكر الاعتقال·

ويلقي "جيريمي جيرل" الضوء على اتجاهات النظام الرمزي المتمركز يهوديا بعد الهولوكوست· ففي نطاق العالم العبري المتشكل حديثا، كل إدراك وتعبير لغوي أصبح اتجاهه أو شفيتزياً، (نسبة الى المعتقل النازي أوشفيتز) ومن هو القائل إنه لا توجد حياة بعد أوشفيتز؟·

 

أرقام.. أرقام

 

الظاهر أن الكثير من رسامي الكاريكاتير اليهودي لا يستطيعون منع أنفسهم من تسخيف الرقم "6" المقدس، وفي هذه الأيام حين تطبق بعض الشعوب الناطقة بالألمانية قوانين إنكار حدوث الهولوكوست وتعتقل المؤرخين الباحثين، يبدو من المهم التأكيد على أن الكثير من اليهود لا يأخذون الرقم "6" والرواية الصهيونية عن الهولوكوست مأخذا بالغ الجدية، وكما سنرى في ما يلي، يصور الرسامون اليهود الهولوكوست كأكذوبة مفضوحة من وضع محتالين·

ومن المحتمل أن "ميكي موتيس" و"إيلاد كاهانا" من إسرائيل يمكنهم رؤية بعض التناقضات الواضحة في حكاية الهولوكوست التي تعلموها في إسرائيل ولا يختلف "آساف لوزون" في رؤيته عن هذا· إنه يستطيع رؤية أن الأرقام تستعصي على الزيادة·

وربما يحاول "لا ن توري" أخبارنا بأن "الروايات الست" هي أساسا فيلم هوليودي مرتب يهوديا ولا يختلف عنه "آرون كاتس"، فهو يضع اليهود في كومة مجد أمريكي "ملفق" ويجد "جريج" طريقة شخصية وبالغة الطرافة للتعبير عن شكوكه·

الماضي اليهوددي - الحاضر الفلسطيني:

لا يمنع بعض الرسامين أنفسهم من رسم الاستنتجات الضرورية، فالصهاينة حولوا التاريخ اليهودي الدامي الى واقع فلسطيني من الألم والتعاسة،، ويرسم "أرنون ميسكوفتش" و"كورين شادمي" صور الفلسطينيين وهم يقفون في طابور أمام مدخل مكتب استخدام إسرائيلي ذي ملامح نازية·

وحسب أ·ف من ولاية الينوي في الولايات المتحدة الأمريكية، أخذا في الاعتبار الواقع الإسرائيلي الإجرامي الراهن، قد يكون أدولف هتلر مصيبا·

فطيرة الدم:

من الطبيعي أن الرسامين اليهود لا يستطيعون تجنب موضوع فطيرة الدم المشحون تماما، فتاريخ اليهود الأوروبيين محتشد بحكايات متقطعة عن فطيرة الدم (matzos) التي يتهم اليهود بأنهم يصنعونها لعيد الفصح باستخدام دم الأطفال المسيحيين·

صحيح أن لا أحد يمكن أن يأخذ ادعاء مثل هذا مأخذا جادا في القرن الحادي والعشرين، ولكن التعطش للدم الذي يظهره السياسيون الإسرائيليون، كما يظهره المجتمع الإسرائيلي الذي صوت مرة بعد مرة لصالح مجرمي الحرب، يثير بعضا من الاهتمام الكبير بشأن التكامل الأخلاقي وسلامته للشعب العبري بعد إصلاحه· ويتحدى الرسامون الخاصية الأخلاقية للدولة اليهودية وسكانها اليهود· ولا يترك لنا "ليندروسبيت" مجالا للشك، فالفلسطينيون بالفعل هم المكون الضروري لفطيرة عيد الفصح (matzos) و"جريج بيرمان" معني في ما إذا كان الأطفال الفلسطينيون معدون بطريقة الذبح الحلال "كوشير" وهذا بالفعل سؤال تلمودي شرعي يُسأل عنه حاخامك المحلي·

"بيتوكروز" يمضي خطوة أبعد، فهو يجد نسبا بين اليهودية وبعض الميول الإجرامية الواضح· وتعرف "نيتارام" كيف تدعم وتقوّي ما يدعى العقد اليهودي - المسيحي· فكل قصة، بشيء من المال والحظ، يمكن أن تتحول لصالح اليهود·

 

خلاصات

 

إذا تابعنا التفكير على طريقة تفسير "برودر" في تأملاته للرسامين، فإن اليهود لديهم قابليات لكل شيء فهم يديرون الاستعراض، ويمتلكون العالم، وهم متوحشون، وآكلو لحوم بشرية· وكما يمكن أن يتوقع المرء  ما إن أدركت وسائط الإعلام الإسرائيلية ما تدور عليه المسابقة، حتى سارعت الى تجاهلها، وتجاهل أهميتها، إن إسرائيل أبعد ما يكون عن الاهتمام بجعل العالم يعرف ما الذي يفكر فيه اليهود عن أنفسهم·

في الكثير من الحالات، وأنا أتحدث بشكل عام ، قوة رسم كاريكاتوري معين ترجع الى نهج المبالغة الواضح تمام الوضوح، شيء يتاخم حدود اللامعقول، إنه يوسع أفكارنا وتصنيفاتنا ويمتد بها الى ما وراء المخيلة، ومع ذلك، وهو أمر قد يصعب على البعض الاعتراف به، فإن واقع الخلق الصهيوني ممتد تمددا طاغيا، وهذه هي القضية منذ زمن أبعد من الوقت الراهن، وسواء كان الأمر سرقة أراضي الفلسطينيين المتواصلة، أو التطهير العرقي المتواصل للفلسطينيين، أو القتل اليومي القاسي للمدنيين الأبرياء، فإن كل هذه الجرائم المروعة تقوم بها الدولة اليهودية باسم الشعب اليهودي، ولا ريب أنه بقدر ما يعني الأمر الدولة اليهودية، لم يترك مجال للامعقول ذاته· بالإضافة الى هذا، فإن أخلاقيات الدولة اليهودية الراهنة تتخطى اللامعقول، إنها كارثة كاملة، ولهذا ليس مصادفة إنه في الوحشية المتواصلة ضد الشعب الفلسطيني، ترسم إشارة لها مبررها الى فطيرة الدم أو مقارنة بالنازيين، إن الرسوم الكاريكاتورية قد تكون توحي بأنه إذا كان عالم اليهودية يدعم جرائم إبادة مثل هذه ضد الشعب الفلسطيني، فمن المحتمل أن اليهود لديهم قابلية لفعل أي شيء·

ومن الواضح تماما أن الكثير من رسامي الكاريكاتور اليهود يقدمون لنا صورة بالغة الوضاعة للشخصية اليهودية، وعالم اليهودية، والمصالح اليهودية·· إلخ، وعلى رغم أن الكثيرين على الأرجح يأخذون مواقف قد تكون بعيدة عما يؤمنون به، فعلى الأرجح أيضا أننا هنا نتعامل مع عرض جماعي بارز للازدراء اليهودي للذات، فإذا أخذنا في الاعتبار الواقع الإسرائيلي ودعم عالم اليهودية لهذا الواقع المتوحش، فإن رد فعل جماعي مثل هذا من قبل يهود نزيهين فات أوانه، ومع ذلك، هو أمر مرحب به بقوة·

ففي النهاية كان اليهود الذين يفتخرون بكراهية أنفسهم دائما هم الذين يحوّلون اليهودية الى رسالة أخلاقية·

 

 

 

 

عن موقع: www.gilad.com

 

طباعة