
شعر: د. سالم عباس خدادة
تَبــــدّدَتْ فــي الهَــــواءِ الجَـــهْمِ أُمْنـيَتي
وضاع حُلْـــــميَ في هــذا المـــدى بَدَدا
واثّاقَلَتْ هِمَــمِي نَحْـــوَ المُــنى وهَــــوَتْ
عَـــزائِـــمـِي دونَ أنْ أُبْــدي لــــها جَـلَدا
فَبَــــعْـــدَ أحْــــمَـــدَ لا كانَــــتْ ولا بَقِـيَتْ
نَــــوازِعٌ تَتَشَـــهَّى المَــــجْــدَ والرَّغَــــدا
قَدْ كانَ أحْـــمَدُ لي في مُـــقـْلَتيَّ غَـــدا
فَكَيْفَ أرْجُو - وقَدْ غـابَ الحَـبيبُ – غَــدا
فـي كُـــــــلّ شـــارِدَةٍ أَلْــــقاهُ مؤْتَلِــــقاً
فـــــي كُــــــلّ وارِدَةٍ بَـــدْرٌ بـــدا وهَـدى
يَهْفَو النّسِــــيْمُ إلى أنْفاسِــــهِ شَـــغفاً
والــــــــــورْدُ ورّدَ لــــــــمَّا نَــــحْـــوَهُ وَرَدا
إنِّــــــي أُحَـــــــدِّثُهُ فــي كُــــلّ زاويَـــةٍ
وتَسْـــــمَــعُ الرُّوحُ أنْغَامــاً لَـــهُ وصَـــدَى
يَطِـــــيرُ مِــــنْ أمَـلٍ حُلـــْوٍ إلى أمَـــــلٍ
حَـــتَّى خَشِيْتُ عَلَيْه العَيْنَ والحَــسَــدا
وكانَ أحْــــمَدُ مَــــوْجًا في مَــــطـَامِـحِهِ
واليَـــــــوْمَ أجْـــمَعُ مِنْ أمْــــــوَاجِهِ الزَّبَدا
وكُلَّـــما لاحَ طَيْـــــفٌ مِـــــنْهُ يَقْــــذِفُنِي
فَـــــــوْقَ اللَّهِــــــيْبِ الذي مازالَ مُتّــقِدا
عَيْني عَلَيْكَ حَبِيْبي كَيْـــــفَ تَتْرُكُـــــني
لِلــــدَّمْــــع يُغْرِقُـــــنِي سَـــحَّاً وما نـفِدا
هَـذي "لَطِيْفَةٌُ" كَمْ تَلْــــــــغو فَتُرْجِعُنِي
إلـى رحَابِكَ، كَمْ تَفْـــــــرِي بيَ الكَــــبِدا
أمّـــا "دَلالُ" فَتَلْـــــهُو دُوْنَــما سَـــــرَفٍ
كــــأنّــهَا تتَقَـــــرّى عاصِــــــفًا رَصَــــــدا
أفٍّ لباريسَ كَــــمْ قاسَــــيْتُ ظُلْــــمَتَهاَ
حتّى بَـــدا لَيْلُــهاَ مِنْ ظُلْـــــمةٍ صَـــفَدا
مـــنْ أيْــنَ أَعْـــــلَمُ أنّي للرَّدَى هَــدَفٌ
وأنّ بَدْريَ فــــي هَـــــذي الــرُّبا رُصِـــدا
يا مَـــــوْتُ تَفْــــجَــؤُنا فـي كُــــلّ ثانيَةً
هَلْ حَانَ مَوْعِـــدُنا؟ هَـــــــلْ آنَ أنْ تَرِدا
لِلْبَـــــدْرِ تُطــــفِئُهُ، واللّــــيْلِ تُسْـــدِلُهُ
والْقَلــــْبِ تُشْــــعِلُهُ هَمَّاً بَرَى الجَــسَدا
لقَــدْ سَـــرَقْتَ الذي في الرُّوح مَوْطِنُهُ
فَهَلْ لِرُوحـــيَ مــنْ رُوْحٍ وقَــدْ فُـــــقـِدا
اليَـــوْمَ تُبْــــصِرنُي مِـــنْ غَــيْرهِ شَبَحاً
لــــــمّا تَوَلّى بِهِ مَـــنْ كانَ لِيْ عَـــضُدا
أبْكِيْه مِـنْ ألَمٍ يُفْـــضِي إلــــى أَلــــمٍ
وَلَيْـــسَ مِـــنْ أمَــلٍ مِـــنْ بَعْـــدِهِ أبَــدا
إلاّ بِمُعْــــجِزَةٍ مِــــنْ غَـــيْرِ مُعْـــجِـــزَةٍ
أن يَنْفُـــــثَ اللّــــهُ في صَبْريْ لَهُ مَدَدا
زَيْنُ الشَّبَابِ مََضَى يا دَهْــرُ ما فَعــَلَتْ
بِيَ اللّيالِيْ كَأنَّيْ كُنــْتُ مُـــــضْــطَّـهَدا
حَشَــــــدْتُ كُــلَّ تَدَبِيْرِيْ وأسْـــلِحَتِي
لَكِنْ هُـــزِمْتُ وجُـــرْحِي بَعْــدُ ما ابْتَرَدا
وجُـــرْحُ مَن ثُكِــــلَتْ نَــزْفٌ بِغَـيْرِ مُدَى
ماذا أقُـــــوْلُ لَهَا؟ والحُــــزْنُ دُوْنَ مَدَى
قَدْ أطْبَقَتْ نُــوَبٌ فِيْهَا عَلَـــى نُـــــوَبٍ
وكُلّما اقْتَرَبَتْ مِــنْ صَــــحْوِهَا ابْتــــعَدا
تَبْكي وتَبْكي وتَحْـــيَا في مَــلاعِــــبِهِ
تَبْـــكي وتَنْــظُرُ لَكِنْ لا تَرَى أحَـــــــــدا
تَقَولُ قَدْ كُسِرَتْ رُوْحِي عَلَـــى ولَدِي
ومَا لِكَسْــــــرِيَ جَبْرٌ بَعْـــدَ ما فُـــقــِدا
تطَايرَتْ كُلُّ آمـــاليْ عَلَـــــى فــــزَع
وضَاعَ عُمْريَ في هَذِيْ الدُّرُوْبِ سُدى
كَيْفَ السَّبِيْلُ لِغَسل الرُّوح مِنْ وَجَعٍ
والرُّوحُ والحُزْنُ في الْبَلْوَى قد اتّحَـدا
كَيْفَ السَّبِيْلُ إلَهِي؟ لا أرَى أمـَــــلاً
إلاَّ بِبَابِكَ فارْحَــــــمْ عَابــداً سَــــــجدا