حمد الرجيب يقول زجلا!··

هذه "قفشة" فعلها الأستاذ الشاعر أحمد مشاري العدواني، بالأستاذ حمد الرجيب الفنان والمربي والوزير الأسبق، يرحمهما الله جميعا·

الرجيب يكتب قصيدة زجلية!! وهو أمر تعجب منه العدواني، لأنه غريب على الأول، فما كان منه إلا نشر هذه القصيدة في مجلة الرائد عدد (6 أكتوبر 1952، وخيّر القراء بين أمرين، فما هما؟

" المعد

عرف القراء الكرام، الأستاذ حمد الرجيب ممثلا ومخرجا وناظر مدرسة ومديرا لناد ومحررا في مجلة الرائد وأبا بارا لعدة أبناء ولا أدري ماذا أيضا؟ وهكذا له على كل درب زفة، ولدى كل باب وقفة! واليوم سيعرف القراء موهبة أخرى للأستاذ المذكور - أعلاه وأدناه - تضم إلى مواهبه التي لا تنفد ومشغلاته التي لا تنتهي نفعنا الله بها آمين!!

وصفوة القول، إن الأستاذ حمد الرجيب انتبذ قبل أيام زاوية من إدارة الرائد ومعه ورقة وقلم· وطال جلوسه وسكوته، وقلما كان يجلس ويسكت! فظننته يكتب مقالا أو يضع خطوطا لمسرحية أو على الأقل، يكتب رسالة عزيزة عليه - وكل رسائل حمد عزيزة عليه!

واستغربت من هذا الهدوء التام، فما عهدته كالصخرة المنصوبة - كما قال الجاحظ - أو غيره - لا أدري! وأخيرا وثبت إليه وانتزعت الورقة من بين يديه فإذا هي - أيها القراء الكرام - لا تضحكوا من فضلكم - قصيدة زجلية! واتضح أن الأستاذ حمد الرجيب، قد أصيب وهو مقبل على النادي بنوبة شعرية حادة، تمخضت - والحمدلله - الذي لا يحمد على مكروه سواه، بقصيدة زجلية!

وقد صممت على نشرها بعجرها وبجرها على الرغم من إقناع الأستاذ حمد لي بأنها ليست للنشر، فلعل الأستاذ حمد يتوب بعد هذه المرة فلا يصاب بنوبة شعر أو زجل أبدا! أو لعله يتشجع فيأتينا بالمعجب المعجز من الأزجال والأشعار·

وعلى كل حال· فأنا المسؤول المباشر عن هذه القصيدة، فإن وجدها القراء "عورة" يجب أن تستر، فليحاسبوني على هذا الجرم، وإن وجدوها "درة" يجب أن تظهر فليشر كوني مع صاحبها في الغنم··· وهذي هي القصيدة··

أ·م العدواني

يا بني آدم يا عالم يا كرام        الضماير نبهوها لا تنام

الوطن دايخ ولا يبغي كلام         فارغ كله وهرج ما يفيد

في دواوينكم حجي ما له عدد     عن خرابيط يشيب منها الولد

يا جماعة فكروا في ها البلد      خلوا الماضي وابنو للجديد

الثرثرة والجعجعة ثوب قديم       يلبسه مخبول وخداع أثيم

والهدوم البايده لا تستجيم          نزعها أولى وأجدى بالرشيد

الزمن هذا زمن جد وعمل          أو تعاون كامل مهو جدل

والجدل صاحبه أكيد ضد الفعل     تسكته تمره وباديه من ثريد

يا مجالسنا اسمعوا من فضلكم     الحكي هذا ترى كله لكم

خلوا القول وشوفوا شغلكم          والبلد هذي عطوها ما تريد

الفلوس والحمدلله خير كثير         بس تبغي من يفكر من يشير

حتى نمشي في طريقنا ويستنير    الوطن وفي كل ناحية نستفيد

الأمير الله يسلمه مو بخيل           وقال لكم اخدوا ولا تاخدوه قليل

اصلحوا الديرة وهاتوا لي الدليل    واهدموها واخلقوها من جديد

حمد الرجيب