رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الاربعاء 14 شوال 1426 هـ . 16نوفمبر 2005
العدد 1703

يتصرف كأنه لا يزال رئيسا لبلدية طهران!
ماذا وراء تصريحات نجاد النارية ضد إسرائيل؟

                                                                          

 

بقلم: دان ميرفي

أثارت تصريحات الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد مؤخرا بأن إسرائيل يجب أن "تُمحى من الخريطة" جدلا واسعا حول العالم·

لقد شكلت هذه التصريحات لطمة للاتحاد الأوروبي الذي يدافع منذ زمن طويل عن إعطاء إيران فرصة لإقناع العالم بأن برنامجها النووي سلمي وأنه لا يمثل تهديدا للجيران·

ومع ذلك، فإنها حقيقة أن يتمتع الزعماء الشرق أوسطيون على شاكلة نجاد بشعبية واسعة· وهذا الأمر قد يبدو غريبا، على ضوء حقيقة أن الكثير من دول الشرق الأوسط أصبحت قريبة من إسرائيل أكثر من أي وقت مضى·

فقد أعلنت مصر مؤخرا، على سبيل المثال، عن توسيع برنامج تجاري تمنح الولايات المتحدة بموجبه إعفاءات ضريبية للشركات المصرية التي تتعامل مع إسرائيل·

ولكن مثل هذه التحسينات تظل في معظمها مقصورة على المستوى الرسمي وتعتمد - في الغالب - على قدرة حكومات غير ديموقراطية كمصر والأردن، على تجاهل الرفض الشعبي للتعامل مع إسرائيل·

وفي دولة مثل إيران التي لا تربطها علاقات دبلوماسية مع إسرائيل أو الولايات المتحدة، فلا يتوقع أحد أن يكون هناك أي ثمن لمثل هذه التصريحات الغاضبة لنجاد·

 

عالم بلا صهيونية

وهكذا، ففي سياق تاريخ إيران الحديث، تعتبر الخطابة النارية في ندوة بعنوان "عالم بلا صهيونية" غير مفاجئة· ويبدو أن نجاد، الذي يرفع أنصاره المتشددون شعارات مناهضة الامبريالية وتحقيق العدالة الاجتماعية، يحرص على رفع شعبيته في الداخل أكثر من اهتمامه بازعاج الولايات المتحدة أو إسرائيل·

ويقول البروفيسور وليام بيمان من جامعة براون ومؤلف كتاب "الشيطان الأكبر مقابل الملالي الحمقى" إنه لا يعتقد أن "نجاد يدرك أنه حين يطلق مثل هذه التصريحات سيسمعه العالم أجمع، وأظن أنه ما زال يتصرف كرئيس لبلدية طهران، ومن المؤكد أن نجاد كان يخاطب قاعدته الجماهيرية التي تتكون من أصحاب الخطابات الثورية"·

ويرى غاري سيك، خبير الشؤون الإيرانية بجامعة كولومبيا أن "من المؤكد أن اتخاذ موقف مناهض لإسرائيل لن يلحق به الضرر في أذهان العامة"· ويقارن بين طريقته في دغدغة مشاعر الجماهير وأسلوب الرئيس بوش في كسب تأييد جمهور الناخبين·

ولكن ينظر الى صيحات "الموت لإسرائيل" حين تأتي من أعلى مستويات السلطة بأنها لم تعد تخدم مصالح إيران بقدر ما تخدم مصالح النخبة الحاكمة، وأنها تزيد من عزلة إيران·

لقد نأى المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي بنفسه عن تصريحات الرئيس نجاد، وكذا فعلت وزارة الخارجية والسفارة الإيرانية في روسيا الحليف المحتمل لطهران في مجلس الأمن لدى اندلاع المواجهة المتوقعة بشأن البرنامج النووي الإيراني·

ولكن يبدو أن نجاد بدأ يتراجع عن موقفه، فقد صرح لوكالة الأنباء الرسمية بأن الخطوات السياسية هي الوحيدة التي يمكنها حل الصراع بين الإسرائيليين والفلسطينيين، وأضاف أن "إجراء انتخابات بمشاركة الفلسطينيين داخل وخارج الأراضي المحتلة هو الحل المنطقي الوحيد··"·

 

هوغو شافيز الشرق الأوسط

ويعتقد المحللون أنه على الرغم من كراهية نجاد لإسرائيل، إلا أن تصريحاته هذه تعكس ضعف خبرة الرجل بالسياسة الخارجية وعدم سيطرته الكاملة على حكومته· وبالإضافة الى ذلك، فإنه في الوقت الذي يمثل فيه الرئيس نجاد شخصية الرجل المثالي الملتزم بأفكار آية الله الخميني ومبادئ الثورة الإسلامية عام 1979، إلا أنه يعتبر من الوافدين على مؤسسة الملالي في طهران، إنه أشبه بهوغو شافيز (رئيس فنزويلا) الشرق الأوسط لكن تنقصه القدرة على وضع أفكاره موضع التنفيذ·

ويقول بيمان إن تلك التصريحات "تعكس سذاجة أحمدي نجاد· ولا أعتقد أنه توقع أن تثير مثل تلك العاصفة التي أثارتها، فمثل هذه الخطابة تتردد بشكل روتيني في أماكن أخرى من إيران في مناسبات عامة لكنها تمر دون أن يلحظها أحد لأنها ليست صادرة عن رئيس الدولة"·

وفي الواقع، فإن مهاجمة إسرائيل والصهيونية تحدث يوميا ليس في إيران فحسب، بل في كل أنحاء العالم الإسلامي، وأنها تمثل العامل المشترك المتفق عليه من المتظاهرين المطالبين بالديمقراطية في مصر الى خطباء صلاة الجمعة في أندونيسيا والجدل الذي يدور في باكستان حول ما إذا كان ينبغي القبول بمساعدات لضحايا الزلزال الأخير من إسرائيل أم لا·

ولكن في الوقت الذي تسمع فيه هذه اللهجة الخطابية المناوئة لإسرائيل، إلا أن بعض الدول الإسلامية تحاول التقرب من إسرائيل· وقد جاهر الرئيس الباكستاني مؤخرا برغبته في تطبيع العلاقات مع إسرائيل، وهو الأمر الذي شعر برويز مشرف وغيره من زعماء العالم الإسلامي أنه أصبح من السهل القيام به بعد الانسحاب الإسرائيلي من غزة·

وقد نأت مصر بنفسها عن تصريحات الرئيس الإيراني، حيث قال وزير خارجيتها أحمد أبو الغيط مؤخرا إن "إيران وإسرائيل هما عضوان في الأمم المتحدة، وظاهرة محو دولة عن الوجود لم تحدث في التاريخ"·

وإذا كان الانسحاب مجرد خطوة في طريق السلام الإسرائيلي - الفلسطيني، من شأنها تغيير مواقف المسلمين من إسرائيل· فليس من المحتمل أن يتغير الاعتقاد الراسخ في أوساط الكثير من المسلمين بأن الصهيونية قامت على أساس حرمان الفلسطينيين من حقوقهم السياسية·

الرئيس الإيراني الأسبق هاشمي رفسنجاني الذي انتقد تصريحات الرئيس نجاد، أوضح موقفه حتى وهو يندد بإسرائيل، حيث قال إنه "إذا كانت حقوق الإنسان أمرا صائبا والظلم والعدوان أمرا خاطئا، فإنه يتعين على الأمريكيين والأوروبيين، حينئذ، أن يقبلوا بحقوق الإنسان الحقيقية التي لا تتفق مع الوضع في إسرائيل"·

وأضاف رفسنجاني في لقائه مع وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية "ليست لدينا مشكلة مع الديانة اليهودية، إن خلافنا مع الصهيونية"·

 

" عن: كريستيان ساينس مونيتور "

طباعة  

هل صحيح أن بشار الأسد ضعيف أمام أركان الحرس القديم في نظامه؟
زعزعة استقرار سورية ليس في مصلحة أمريكا

 
بوش يدير معسكرات اعتقال سرية في أوروبا الشرقية
محلل استخباراتي: حگومة بوش خرجت عن السيطرة!

 
رسالة من المقابر الجماعية في البوسنة الى العراق:
العدالة شرط للمصالحة الوطنية